الأحد، 6 يونيو 2021

كأننا حكايةٌ تبحثُ عن قرار

 

كأننا حكايةٌ تبحثُ عن قرار

 

"نبعة الحب" / للرسّام جان أونوري فراغونارد 1732 - 1806
 

 

نمتدُّ كالجذورِ المتشعّبةِ...

 

نتنفّسُ

من نسغِ الأشياء المجهولة/

 

دائمًا

تائهين

ما بينَ إدراكِ الذاتِ

وهوسِ المجهول...

 

المجهولُ يتلبَّسنا دائمًا

يستهوينا

كفراشةٍ

تتلاحقُ نظراتُ تشوّقنا إليها...

 

نبسطُ أيادينا

نُعانقُ البلا هويّة/

ونكبُّ انفسنها في مجاهلِ العبثِ/

نتناسى

ما لدينا من أجيالٍ

لا تزالُ ترتعشُ في أعماقنا...

كنّا

حتى أمسِ

نُغافلها لتُنبتَ لنا الشوقَ

والجنسَ

لتُنبتَ لنا جسدين يتعانقانِ...

جسدينِ

كانّهما

اختلطا على ضمير اللهفةِ

فامتزجَ البدنُ

ينضحُ عرقَ النباتِ

المعرّشِ

من دوالي تخاطرِ اللهفة...

 

هكذا تصيرُ جذورنا

أشواكًا

تنكزُ وجودنا/

نتلاقح بها

مع مجهولٍ/

ونتركَ لأغصانٍ ورفتْ

ونحنُ معًا-

أنْ تذبلَ على حافّةِ أجفاننا...

 

هكذا نحنُ

نقلبُ الصفحات...

نُشتّتُ

حميميّةِ الكلماتِ

وقصائد الغزل...

الشرايين الدافقةِ

لما نُسمّيه

حبًّا

شوقًا

إنجذابًا

لهفةً

صبابةً

صبوةً ...

ووجدًا ...

 

...

 

الأسماء كلّها

ما كانتْ

لتصيرَ

نهرَ عِطرٍ

لما كانَ بيننا ...

 

هل تركنا لألواننا

أنّ تصبغَ حكاياتِ التنافر؟

 

أنْ تسيلَ على بدنِ

اللامبالاةِ

كأنّها كأس خمرٍ

تعبت

من بلادة الشاربين ...

 

هلْ

تركنا

على صفحاتِ شفاهنا-

أرساليّةَ الجندي المجهولِ/

ذلكَ

النَبضُ الساخنُ

آن لمسةُ يدِكِ حياة؟

 

هكذا

نقتلعُ جذورنا/

نتوالدُ

في التجافي/

كأفضلِ انزلاقاتِ تربةِ الجسد/

كأفضلِ انسلاخٍ

من شفقِ أنوثتِكِ القطبيّ...

 

...

 

اللامبالاة في مكانٍ

(هي) مبالاةٌ

في مكانٍ آخر ...

ثمّ

لا مبالاة ومبالاة...

وتبقى

رائحةُ السفرِ

وطعم الإنعتاق...

 

واكتئابٌ  

يفتقدُ حكايةً

تبحثُ عن قرار...

 

ميشال مرقص

28 ت2 2020

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق