في الزمنِ المتروكِ للعواء...
نُقفلُ عتمةَ الذات...
نصيرُ أغبياءَ
نتلعثمُ بحضورِ الغيبِ...
ونتدحرجُ/
مثلَ هواءٍ مثقوبٍ عالقٍ بطرفِ
ورقةِ صفراء/
تسقطُ من شجرة ...
في الزمنِ المخصيّ/
نتحسّسُ
ما بين أفخاذنا/
نحنُ/
لنتأكّدَ أننا لوحدنا متروكين /
لعوانس الفكرٍ/
وعاهراتِ السياسة المشرّدة فوق
أرصفة الهذيان...
هكذا
نعبرُ أرصفةَ البلاهةِ/
لأننا حكمنا على أنفسنا
بحكّامٍ/
فقسوا من أرحامٍ/
لا تزال تشتهي
رائحة السفادِ المعفّنِ...
موبوؤن/
في وطنٍ تضرّجَ جمالُه بهتاف
الفاتحين/
وفتحتْ نساؤه أرحامهنَّ
للغزاةِ/
من أجلِ كسرة خبزٍ/
زنتْ بناته/
من أجل منصبِ حاكمٍ/
ترك الرجال نساءهنَّ يتطيّبن
بعرق الفاتحين الملوّثِ بالشهوةِ الخبيثة!
في الزمنِ المتروكِ للهراء...
صرنا نُصفّقُ لصعاليك/
امتلأت خزائنهم من أثمان بيع
النساء/ جواريّ وعاهرات/
ومن أثمانِ تبادلِ المنافع
الخسيسة...
وصرنا
نُخبّئ وجوهنا بأقنعةٍ الحضارة
الزائفةِ...
ونلمّعُ أحذيتنا اكثر مما نلمّع
كرامتنا/
تحتَ الأحذيةِ الغازية/
يتبجّحُ الحكامُ
كأنَّ لسانَ شهوةِ الحكمِ/
يلعقُ
زمن العهرِ المتجذّر في ما
توارثنا من جيناتٍ...
نحنُ شعبٌ/
لا/
فمن يبيعُ كرامته في النخاسةِ
لا يستحقُّ أنْ يُدعى شعبًا...
بل قطيعًا يُسمّنُ للاستهلاكِ...
ميشال مرقص
29 نيسان 2017