الأحد، 30 أبريل 2017

نلمّعُ أحذيتنا اكثر مما نلمّع كرامتنا


نلمّعُ أحذيتنا اكثر مما نلمّع كرامتنا
                                                              Philip Guston (1913-1980)



في الزمنِ المتروكِ للعواء...
نُقفلُ عتمةَ الذات...
نصيرُ أغبياءَ
نتلعثمُ بحضورِ الغيبِ...
ونتدحرجُ/
مثلَ هواءٍ مثقوبٍ عالقٍ بطرفِ ورقةِ صفراء/
تسقطُ من شجرة ...

في الزمنِ المخصيّ/
نتحسّسُ
ما بين أفخاذنا/
نحنُ/
لنتأكّدَ أننا لوحدنا متروكين /
لعوانس الفكرٍ/
وعاهراتِ السياسة المشرّدة فوق أرصفة الهذيان...

هكذا
نعبرُ أرصفةَ البلاهةِ/
لأننا حكمنا على أنفسنا
بحكّامٍ/
فقسوا من أرحامٍ/
لا تزال تشتهي
رائحة السفادِ المعفّنِ...

موبوؤن/
في وطنٍ تضرّجَ جمالُه بهتاف الفاتحين/
وفتحتْ نساؤه أرحامهنَّ للغزاةِ/
من أجلِ كسرة خبزٍ/
زنتْ بناته/
من أجل منصبِ حاكمٍ/
ترك الرجال نساءهنَّ يتطيّبن بعرق الفاتحين الملوّثِ بالشهوةِ الخبيثة!

في الزمنِ المتروكِ للهراء...
صرنا نُصفّقُ لصعاليك/
امتلأت خزائنهم من أثمان بيع النساء/ جواريّ وعاهرات/
ومن أثمانِ تبادلِ المنافع الخسيسة...

وصرنا
نُخبّئ وجوهنا بأقنعةٍ الحضارة الزائفةِ...
ونلمّعُ أحذيتنا اكثر مما نلمّع كرامتنا/

تحتَ الأحذيةِ الغازية/
يتبجّحُ الحكامُ
كأنَّ لسانَ شهوةِ الحكمِ/
يلعقُ
زمن العهرِ المتجذّر في ما توارثنا من جيناتٍ...

نحنُ شعبٌ/
لا/
فمن يبيعُ كرامته في النخاسةِ
لا يستحقُّ أنْ يُدعى شعبًا...
بل قطيعًا يُسمّنُ للاستهلاكِ...

ميشال مرقص


29 نيسان 2017 

الجمعة، 28 أبريل 2017

همسات حبّ - 185

همسات حبّ - 185
                                                               Clement Serveau (1886-1972)



1

يأتي ماجنًا ...
من وراء غيمِ العواطف...

فمُكِ
هيكلُ قُبلةٍ لمعصيةِ الشفتين...

2

تمشينَ فوق رموشِ عينيِّ...

همسُ قدميكِ
إغراءٌ لخصرٍ يميلُ
مداعبًا
عُصيباتِ الشهوة...

3

للحكايةِ
وجهٌ آخر
عندما تفتحينَ نوافذَ المساء...

غيابُكِ/
قَلقُ سؤالٍ يخربشُ
عواطف تبحثُ عن اتزان...

4

مُتعبٌ
من عُروةِ الماءِ...
متى تفكّينَ أزرارَ سحرِكِ؟

اللمسُ مسحةُ إغواءٍ/
لحوار المسامِ...

لنحترق في الكأس...

5

إمتلئي شعرًا
لأغوصَ في قصائدِكِ...

6

الزئبقُ
نهايةُ حكاية
بلا قرار...

7

أرسلي سحابةَ أحلامِكِ
لِتُمطرَ عليَّ...

فأنا
أبيتُ عُريانًا/
بلا هواجسَ عشقي لكِ...

8

لا تستقيلي من أنوثتِكِ
فأنا بحّارٌ عتيقٌ
لا يتقيّدُ
بقوانين الملاحة ...

9

إنصهري بي...

أتوقُ لأن أنسى
انجذابي إليكِ...

10

لا تلتفتي
إلى دفترِ الذكرياتِ...
فأنتِ
لمْ تبدأيها بعد...

لكِ موعدٌ معي...

10

القرارُ
ليسَ صعبًا...
العاطفةُ
تُروّضُ القدر...

11

أهربي إليَّ/
فأنا أعرفُ
كيفَ أغمرُكِ
بحنان...

12

لا أروعَ من التجاعيد
في جسدِكِ...

هي تشهد
على مدى عشقي لكِ...

13

عندما تُغلقين الكتابَ...
وتعودينَ
إلى ذاكرةِ الذاتِ...

تذكّري/
أنني لحظةٌ في جنونِكِ...

لأنّكِ أنتِ جنوني...

14

أجهلُ السببَ...

لا تُثيري مشاعري...

أكادُ أكتشفُ
كمْ أنتِ ذاتي...

15

لا تُغادري
شُرفةَ عينيَّ...

لا أحبُّ أنْ تتقاعدا
منِ النظرِ
إليكِ...

ميشال مرقص

16/5/14



الأربعاء، 26 أبريل 2017

إستمدّي بهجتي من لونِ عينيكِ...

إستمدّي بهجتي من لونِ عينيكِ...

 
                     Franz von Lenbach (1836-1904)


يُقلقني زمنُ اللونِ المشرّدِ،
يُثيرُ وهجَ الرغبةِ،
يتغلغلُ في مجسّاتِ الطقوسِ الباهتةِ...
هنا/
كلّما تدافعنا لنقفَ عندَ معبرِ العُمرِ،
تتوافدُ سنواتُ التبايناتِ/
كأنّنا ننزوي من ذواتنا/
لنصقلَ وجهَ الشمس...

معكِ/
أفتحُ ذراعيْ الزمنِ المشلّعِ/
لا أعرفُ كيف تتبدّدُ ورقاتُ الأيّامِ في خريف عواطفنا/
نلتقطُ حكايةً/
نتعثّرُ بلغةِ الشهوةِ/
نصيرُ
كمنْ يهربُ منْ جلده...
ويختبئُ في أقبيةِ عينيه...

يُدهشني حضورُكِ...
كلمعةِ سيفٍ
في خاصرةِ الامتلاكِ...
يُبلبلُ شرايينَ التلامسِ
برغباتِ الجسدِ...
يُوقظُ أحاسيسَ
يكادُ يعتريها اليباسُ...
إشتعلي/
فبحارُكِ تحترقُ بقناديل الثلجِ/
وأنوثتُكِ
تعبرُ مزاميرَ العشقِ/
كخمرةٍ تتمدّدُ في شرايين السُكرِ...

تعالي/
أيتُها العابرةُ في مواكبِ الشهوةِ...
اللّذةُ المشدودةُ إلى أعماقِ لهفتي...
توافدي إليّ
مثلَ أنغامِ بشرةِ بدنكِ/
اعبريني كنسمةٍ
من عطرِ أنوثتِكِ...
أمطري
نفحةَ عريكِ
على ميسمِ جنوني/
فأنا أتلهفُ إلى أزاهيرِ براعمِكِ...

كوني فيَّ الوحدةَ
أكنْ العددَ...
كوني فيّ المفردةَ...
أكنْ الجمعَ...

لا بُعدَ في كونِ أنوثتِكِ
شغفًا
لوجعي بكِ...

استمدّي بهجتي
من لونِ عينيكِ...

فأنا عالقٌ في الزمنِ
فوق شفتيكِ/
أغمريني بوجهكِ
لأقعَ بين ذراعيكِ...

ميشال مرقص

الأول من نيسان 2017


الاثنين، 24 أبريل 2017

أشتهيكِ بكامل انخطافي بكِ

أشتهيكِ بكامل انخطافي بكِ
                                                      Hans Heyrdahl(1857-1913)




إمنحيني فضاء عينيكِ،
أنا الساكنُ
في لفحةِ الشوقِ...
انسى كيفَ أرتحلُ
في وشوشاتِ اللونِ/
وأغيبُ
في متاهةِ المتعةِ الجاذبةِ
إلى أبعادِ الارتحالِ المسحورِ/
بنُكهةِ أنوثتِكِ...

أومئي/
أتطايرُ فراشاتِ أحلامٍ
تُدغدغُ
غاباتِ ذنوبكِ/
وترتشفُ من ينابيعِ خطايايَ/
فلا تقعُ شموعُ العتمةِ/
فوقَ جسدي الصارخ بكِ ...
ولا ألوذُ
بالإدمانِ/
فأنا أشتهيكِ بكامل حواسي/
وأنا أشتهيكِ بكامل انخطافي بكِ/
وأملأ الزمنَ
نعسًا/
كي لا أفيقَ من شرودي بكِ...


ميشال مرقص


الجمعة، 21 أبريل 2017

كلانا متهوّرٌ حتى العناق... كلانا مجنونٌ حتى انصهارِ البدن...

كلانا متهوّرٌ حتى العناق...
كلانا مجنونٌ حتى انصهارِ البدن...


                                                     Jean-Jacque Henner (1829 – 1905)


أنا خائرٌ
لأنني في اشتياقٍ إليكِ...
أنا خائرٌ
لأنّ تشفي جراحي/ في فجوتي الداخلية!

أنا خائرٌ
لأن اتجاهاتِ الريحِ
تعبثُ
بتأوّهاتِ جسدي...

إبعثي إليَ بنغمةِ حنانِ
ليستقرَّ بالُ القصيدة...

أرسلي عطركِ إلى زهرةِ العشقِ/
لأتنسّمَ عبيرَ أنوثتِكِ/
وفوحَ بشرتِكِ المرتديةِ أحلامَ شهقاتي...

أستري ضعفي...

أنا خائرٌ من جوعي إلى حضورِكِ في مفاصل نشوتي...

كوني
ملاكَ اختلاجاتي،
فمسامي تضطربُ لابتهاجِ تنهداتِكِ...

كلانا
متهوّرٌ حتى العناق...

كلانا مجنونٌ
حتى انصهارِ البدن...

كلانا
مُتعبٌ من ثقلِ الفجوةِ الملتصقةِ بين التفافِ الجسدِ/
وتشابكِ
أعصابِ الدماغِ...
وهذيانِ شرايين القلبِ...
وزوغانِ النشوةِ
ودورانِ تيّارات التسافحِ ...

إحملي عبثيّةَ النزواتِ المحرورةِ...
فكلانا
يسيلُ عرقًا
عند قدمي اللهفةِ...
وكلانا
يتصبّبُ انجذابًا إلى الآخر...

ميشال مرقص


31/1/2017 

الأحد، 16 أبريل 2017

لنهربْ معًا إلى مسام وَلَعِنا ...

لنهربْ معًا إلى مسام وَلَعِنا ...
                                                        Raymond Leech (1949 - ?)


دعينا لا نقولُ شيئًا...
دعينا ننظرُ إلى وجهينا...
نتشرّدُ في خيالِ كلًّ منّا...
نختلطُ بالحواسِ
المهاجرةِ/
إلى أشواقِ الرغباتِ الثائرةِ/
من وراءِ أضلاع القلقِ...

دعينا نبتهجُ،
 لا لشيء/
بلْ لأنّ لكلٍّ منّا/
وُجهةََ نظرٍ في الآخر...

دعينا نهجرُ الآخر...
نضيعُ في أزقّةِ الذاتِ/
وشوارع الهفواتِ المتناثرة
في مدنِ انغماسنا باللّذة...

لنستعرْ
كما لونُ الشرايينِ المنتشيةِ
بخمرةِ أنفاسِكِ...

إهدئي في ظلّي...

دعينا لا نقولُ كلماتٍ تجرّحُ
انبهارَ اللحظاتِ المختلسةِ/
لأحلامِ كلٍّ من شهواتنا...

امتلئي بي...

غامري معي في غاباتِ جسدينا
الملتفّةِ/
مثل عناقِ فخذينِ متشابكين...

أهربي لندخلَ متاهاتِ اللحظاتِ
المتدافعةِ عبرَ شهقاتِ الثواني المضطربة...

دعينا لا نقولُ كلامًا
يهدمُ مرجانَ النسماتِ المغمورةِ/
بلهاثكِ الدافئ/
العابقِ بانهدامِ أنوثتِكِ...

لندخلْ بساتينَ العريِ
تحتَ إبطي النشوةِ
المتلامسةِ/
مع ابتهالاتِ البدن...

لنبقَ كما نحنُ/
تائهينِ في ذاتنا...
غائرين في محطاتِ أناشيد الجسد...
لا نعرفُ
كيفَ تتلوّنُ عُصاراتُ الانصهارِ/
ولا كيفَ تتوافدُ
تموّجاتُ الأحاسيسِ
المجبولةِ بخلايا العاطفة...

كنتُ
لأقولَ أحبّكِ بجنونِ فقدَ جنونه/
لولا أنّ شفتيَّ
لا تزالانِ
عالقتين
بقبلةِ بين شفتيكِ...

دعينا لا نقولُ شيئًا...
لنهربْ معًا/
إلى مسام ولعنا ...

ميشال مرقص

3 نيسان 2017