الاثنين، 14 مارس 2022

لا تُفلتي شهوتكِ من أناملِ عطشي إليكِ...

 لا تُفلتي شهوتكِ

من أناملِ عطشي إليكِ...

 

روبرت فلاور 1853 - 1926

 ***

 لنفترضْ أنّننا تجاوزنا زمنَ العطرِ...

البهجةَ المهووسةَ بتلاحمِ كرياتِ النسمةِ...

لنفترضْ/

أنّنا لمْ نعدْ إلى أرجوحةِ الأحلامِ المجنونة...

أنا وأنتِ

وذلكَ الأخوتُ الأسمهُ "الحبُّ"!

 

لنفترضْ/

أنّنا شلحنا ثيابنا في عُريِ الصدمةِ الملتوتةِ بماءِ العمرِ...

بشيخوخةٍ لا تنسى عتباتِ الاشتياقاتِ المحمومة!

وأنّنا/

تركنا حكاياتِ التاريخِ الملطّخِ بحمرةِ شفتيكِ...

والمبلّلِ بماءِ الرغبةِ المسفوحةِ من على بدنكِ المتشرّدِ في أعماقي...

 

وأنّنا/

لمْ نمحُ عن آثارِ الهمجيّةِ الثائرةِ حولَ خصركِ/

جموحَ القبلِ البربريّة...

وأنني لا أزالُ أغانجُ ناهديكِ/

ولمّا أتصبّبُ نبيذًا ساخنًا

ولا تعبًا/

كأنما الحُلمُ يتداعى بلا جاذبيةِ الأبعادِ/

في مدى انجذابي إلى أفلاكِ أنوثتِكِ...

 

معي لا تعدّي السنين ...والأجيالِ/

كلُّ كرةٍ من كرياتِ الدمعِ/

تصيرُ محيطًا...

 

معي يصيرُ جلدُكِ عجينَ المسكِ

وعطرَ الأفاويه...

 

أُجنُّ عندما يَعقصُ شمّي

أريجُ الشبقِ السائحِ من مسامكِ ...

 

لا تُفلتي شهوتكِ

من أناملِ عطشي إليكِ...

أنتِ المغروزةُ في شرايينِ لهفتي/

الصامدةُ

في مفكّرةِ العناقِ...

 

كنّا لنكونَ

مهما تتباعدُ الأجيالُ...

كوكبةً تولدُ في فضاءِ الزمنِ المسعورِ...

 

ميشال مرقص

10 ت2 2020

الجمعة، 11 مارس 2022

لا تضحكي كثيرًا ينتفضُ نهداكِ !

 

لا تضحكي كثيرًا

ينتفضُ نهداكِ !

 
ليوبولد سيفّيرد 1887 - 1956

***

 

 على سحابة حضورِكِ

أنتِ ملكة

 

على تفرّدِ الشوق

في أريافِ العشقِ/

أنتِ

التائهةُ

بين تلال الرغبة/

ووديانِ المطرِ/

ونكهاتِ العطورِ الأزهار البريّةِ/

في بدنِكِ

المتشوّق

إلى موارِدِ

ينابيع الليلِ....

 

تجلسينَ فرحًا للقلوبِ...

 

وأنا أغمرُ لونَ اشتياقِكِ...

 

واعربدُ لأسمع صوتِكِ...

 

وأراكِ

كعروسٍ مجلوّةٍ/

تتلمّسُ حُجراتِ الشوقِ

المخفيّة/

أمام ارتماء العاشقين ...

 

كلّما أنظرُ إليكِ/

أزدادُ شغفًا بحضورِكِ

الأثيرِي/

المشرفِ

على انعتاقِ الذاتِ

من الضوء المنغلق ...

 

عطرُكِ

نباتاتُ وجنتيكِ/

المتباهيتين بدلالٍ مكتومٍ/

بحرصٍ على تجربةٍ/

بشغفٍ

يتلألأ في قميصِ نومِكِ/

في ثيابِكِ

المترامية

على كتفِ الإثارةِ/

والأنوثةِ المتراصّةِ

في أفكارِ بدنِكِ

الناطقِ بالشهوةِ ...

 

أرجعُ إليكِ

كطائرٍ فقد مؤنةِ عطشه

وعاد ليشرب

من رغباتِ ينابيعِكِ...

 

أرجعُ

وأنا أحملُ بهاراتِ الكبرياء

الجديرةِ بكِ/

وأنا ألوّنُ أجنحةَ خيالي

شالا لكتفيكِ...

 

وأنا

ألملمُ ذرّاتِ عرقٍ

ينضحها جلدُكِ/

فتستحيل إلى دموع ملاكٍ ...

 

إصعدي إلى روحي...

 

فأنا

أشتاقُ أنْ تخضّيها...

 

أنْ ترتشفي

ملامح الشوقِ

من هجرتي إليكِ ...

 

فكمْ يجتاحني انبهارٌ بكِ...

 

وكم يلويني

كمدُ البعدِ/

كأنّما يستحيلُ على جناحيَّ

من طيران...

 

أتشبّثُ بكِ/

كأنّكِ فضاءَ سرابٍ/

مفتوحِ على دهشة الإختفاء...

 

أتشبّثُ بكِ...

 

لأنّكِ

عاشقةُ حرفٍ/

يرقصُ على أصابعِكِ/

ويرتدي مطركِ الأرجواني /

وتعبقُ عطورُ

انوثتِكِ/

من شيفراتِ الوهجِ

المتسلّطِ

على جماليّاتِ أنوثتِكِ...

 

أسمعُ بوحَ جِلدِكِ

أسمعُ شهقاتِ عينيكِ/

أسمعُ تردّداتِ الإفتراس في شفتيكِ...

 

وأسمعُ صوتكِ الحالمِ/

في شعرِكِ/

في وجنتيكِ/

في عُنُقِكِ/

في سهوبِ بدنِكِ

ومشارف نهديكِ/

واعتلال خصرِكِ من خمرِ اللهفةِ...

 

كلّكِ

عناصرُ جمالٍ ...

جمالٍ جمالٍ ...

 

 

ليس لجمالِكِ

أنْ يمرَّ مثلَ أيّ

جمالٍ آخر ...

 

هو جوهرُ الإنعتاقِ

من الذاتِ/

هو ثُلاثيُّ الأبعادٍ:

 

ما تراه العينُ...

 

ما يخفقُ له القلب...

 

وما يبتهجُ له العقلُ...

 

جمالُكِ يوجعُ...

 

جمالُكِ ساحرٌ

مثلَ أشعّةِ شمسٍ/

تتكسّرُ صباحًا

على قطراتِ ندى أنوثتِكِ...

 

مثلَ شمسٍ ساحرةٍ

وهي تنساب عند الغروب/

وتلمعُ بجمالها

عندَ شرفةِ عينيكِ ...

 

أراكِ ترفلينَ

ملكةً كلمة...

 

والآخرون الحاشية...

 

فإنتِ شمسُ إدراكٍ ومعرفة/

وسُلالاتُ عشقٍ وشوقٍ/

وأنوثةٍ صارمةٍ

لا يليقُ بها

سوى الجنون عندَ قدميكِ ...

 

تعالي واغرقي في سكرة الخمرِ/

أيّتها الماشيةُ على أمواجِ

عطشِ الجسدِ ...

 

فأنتِ تعصرين الشوق...

 

وأنتِ تعصرين الكلمة/

فتلينُ المعاني

كقماشةٍ حريرٍ

تلفُّ خصركِ ....

 

لا تضحكي كثيرًا

ينتفضُ نهداكِ !

و...

تسقطُ الحصاناتِ

 

ميشال مرقص

24 آب 2021

 

الثلاثاء، 8 مارس 2022

أيّتُها الجالسةُ في حضارةِ ذاتها/ دعيني أتلمّسُ ضوء ظلّكِ

 أيّتُها الجالسةُ في حضارةِ ذاتها/

دعيني أتلمّسُ ضوء ظلّكِ

 


بيير بيلليه 1865 - 1924

  

***


أُلملمُ صدى صوتِكِ

كنسمةٍ منحنيةٍ

أمام عِطرِ لُهاثِكِ ...

 

أضعُ

بين يديكِ رأسي/

يداكِ تاجٌ

ومملكتي دفءُ أنوثتِكِ...

وأمسكُ بيديّ

هالةَ النورِ من حولِكِ...

 

جسدُكِ

يُشعُّ حبًّا/

جسدُكِ

يتمادى كتعويذة سحرٍ...

 

جسدُكِ العاشقُ/

المفتونُ أنا به/

مثل عصفورٍ  يتفلّتُ

من قبضةِ الهواء/

ليطيرَ ...

 

تمنحينني سعادةً/

أيّتُها المُشبّعة بشتات العاطفة...

تمنحينني طمأنينةً/

ليتني أستطيعُ

أن أحملَ إليكِ

السعادة والطمأنينة ذاتهما/

لأنسيكِ

أنّ كوكب الأرض يدورُ على ذاتِه/

من دون أن يُدركَ

كيفَ أقعُ في جاذبيّتِكِ...

 

أيّها الفلكُ

المنغلقُ على ذاتهِ/

كيفَ تتكوّنُ كواكبُ اللهفةِ/

في الفضاء

المملوء بنهمِ الرغبةِ/

تنبعُ من بدنِكِ...

 

*** 

 

أعطني مجالاً/

لأقيس حدودَ الحبّ/

من حواليكِ...

 

أقيسَ مدار توهّجِ جسمِكِ...

 

أقيس

حدود قدميكِ/

فوق مسافاتِ بدني/

الصاغرِ

مثلَ نشيدٍ يتبادرُ من إشعاعِ/

شعرِكِ

المسكوبِ/

التماسًا عاطفيّا لصهواتِ العشقِ...

 

بهيّةٌ أنتِ

أيّتُها المرأةُ

المتكاسلةُ/

مثلَ لحنِ نايٍ / حزينٍ...

 

مثلَ

خطوطِ كفٍّ

تُنبئ بتقاطع الشهواتِ...

 

مثلَ

وميضٍ/

تخنقُ وهجه غيومٌ إعتراضيّة/

يُرسلها

إلهٌ غاطب

من أجلِ أنّكِ عشيقته...

 

أغمريني لأجفّفَ مناوراتِ الحزنِ/

من وجنتيكِ/

لأقلَقَ معكِ

على مسافاتِ الأرقِ/

فأجعلَ مساحاتِ الشوقِ

حريرًا لكِ ...

 

وأكتبُ على مفاصلَ أشعاري

الحانَ إسمِكِ/

التائهةِ

في صدى مجاهلِ البحرِ الأزرق...

 

ذاكَ

وأنتِ تغمرين رذاذ أمواجِه/

وشرودَ فضائه/

يلهثُ عند قدميكِ

ليصير الزبدُ أنقى في تعرّجاتِ أمواجِه...

 

تعالي إليَّ

أيّتُها الجالسةُ في حضارةِ ذاتها/

دعيني أتلمّسُ ضوء ظلّكِ

وأجلسُ معكِ

على سريرِ الشعرِ/

المكتوبِ بصفاء عينيّ...

 

خذي بيدي

لأقرأ نبؤاتِ جسدِكِ/

وأفكّ رصدَ شيفراتِ

وشمِكِ ...

 

وتلكَ الحلقة – القفلُ

الحلقةُ – المفتاح

الحلقةُ الرمزُ في سُرّتِكِ ...

 

لا يعيشُ الجسدُ من دون عشقٍ...

 

لا يعيشُ بدنُكِ ...

 

فلتدفق ينابيعُكِ

خصبًا ...

 

فليدفق الخصبُ من مائكِ ...

 

أعيرني

ابتسامةً

لأضيء الشمسَ...

 

أمهليني

قبلةً تلفّنا

في غُربةِ الذات...

 

دعينا لا نعودُ إلى وعينا ...

 

ميشال مرقص

 

14 شباط 2021