الجمعة، 27 يوليو 2018

تلتصقينَ في جدار رئتيَّ...


تلتصقينَ في جدار رئتيَّ...


Henri Gervex (1852-1929)

إبتعدي عنّي/
فأنا لا أستحقُّ
تشرُّدَ وهجَكِ
في حقولِ المعصيةِ التائهةِ
خلفَ جَرفِ السنين...
أشيحي بوجهِكِ
فالعاطفةُ تحتاجُ إلى تدافعِ الأنفاسِ الرائبةِ
قبلَ أنْ تتلجلجَ في اختناقاتها...
لا تستطيعُ أشرعةُ اللهفةِ
أنْ تُبحرَ في أقنيةِ
تعصرُها
جوامدُ الشرايين...
هي تحتاجُ لتتلاطمَ وسطَ
محيطاتِ العاطفةِ
المرصودةِ على سخاءِ التلاقي...

إبتعدي عن مجاري تنفّسي
فأنا أيقنتُ أنّكِ تلتصقينَ في جدار رئتيَّ...
وتعدمينني هواء أنوثَتِكِ
فأختنقُ لأنّكِ لا تُدركينَ
كيفَ تنبتُ ارتعاشةُ الحبِّ
في مسامِ الانصهارِ
المجبولِ بغمراتِ الشفتين...

تعرّي من طيوبِكِ/
فالطيوبُ لا تعرفُ أن تستطيبَ
دفء اللهاثِ العالقِ
في تجاعيدِ الزمنِ المهدورِ ...

لمْ تعد مزاميرُ الاغترابِ
تحملُ حنينَ الشهواتِ
المغمورةِ بأفاويهِ جلدِكِ
المجلوِّ بالإثارةِ العمياء...
المزاميرُ
تغسلُ بدنكِ
كأنثى تغتسلُ بحليبِ البوحِ
ثمّ تغتالُ
شوقَ الإباحةِ المسلوبةِ
كنسرٍ فقدَ جناحهُ
فأسقطهُ الشوقُ
محفوفًا بعجزِ
العناق...

لا تقتربي من قصائدي...
وقد نسجتها
إثارةً لأنوثتِكِ الهادرةِ إلى شبق...
أنتِ
واعتصامُكِ المجنونِ...
وحكاياتُ العبثِ
فها أنا أقترفُ إثمَ الفراق...
وأتركُ الزمنَ مطعوجًا
على ساريةِ الشوقِ...

ميشال مرقص

أول تموز 2018