السبت، 29 يناير 2022

كمن يستعيضُ عن روحِه بكِ...

 كمن يستعيضُ عن روحِه بكِ...

 


جان لورينزو بيرنيني – نحت – 1598 - 1680

 

***

  

تتناسلُ أصواتُ الدقائق

مثلَ مطرٍ خريفيٍّ/

حمقاء

تلتهمُ من أعمارنا ...

 

وتتركني/

وترا يخرجُ عن قانون الوقتِ/

تقدح شمعاتٍ في آخر الليلِ/

وأنا

أذرعُ الفجرَ اشتياقًا إليكِ...

 

وأمام صقيع اللقاء

يصيرُ وجهي رغيفًا يابسا/

مرهقًا...

 

فهل زمنٌ معكِ يذهبُ سُدى؟

 

يجذبنا المجهول العبثيُّ/

يُخدّرنا

استئثارنا بمن ليس لنا/

فيصيرُ الزمن بهلوانًا

يضحك ليضحك/

يقفز ويضحك

ليصيرَ بهلوانًا ...

 

 

في غابة منفى الذات

أجلسُ إليكِ/

قبل أن تغيب شمسُ أحلامي...

 

هي الشمسُ المتوهّجةُ...

 

يحصل أن تغرب وتنزف

مثل روحي/

عندما تُدركُ

أنَّ مسافات القلوب/

يُبرّحها جوع اللحظة الحاسمة!

 

في ظنّي

أنَّ حجم التاريخ

يتقلّصً ظلًّا عند شفتيكِ...

 

فلشفتيكِ ثورات الشهواتِ

المتماهية مع لذّاتها ...

 

تفيضُ عن ملئها/

 لدى احتدامها

بأشواقٍ تجهلُ قيادها...

 

لشفتيكِ ضميرٌ يتلهّفُ/

إلى أشواقٍ تتورّمُ أحلامها/

وتتمادى في توسّع أحجامها/

لتتجاوز عبوديّة اللذّة

المتراكمة بقيود العشق...  

 

أتدافع إليكِ

كمن يستعيضُ عن روحِه بكِ...

 

وأنكّسُ أعلام خيباتي

كأنّني جريحٌ/

يتركُ لمعالم دمه

أن ترسم الطريق...

 

هل أنتِ مهتاجةٌ إلى حدِّ الفوران

في حوض بركانِكِ الثائر؟

 

هل أنتِ متشهّية إلى حدِّ

دفق غيومِكِ

أمطارًا طوفانيّة؟

تهدرُ في شغاف القلبِ

وتُعمي بصيرة الوجدِ؟

 

لم أعد أحملُ بطاقة دعوتي/

لم أعد أحملُ جواز سفري/

لم أعد أحملُ سمة عبوري إليكِ...

 

هي حالاتٌ يطمسها ولعي بأوهامي...

 

كأنّها أوهامٌ

انوجدت لتستمرَّ...

 

وهي مجرّدُ

مَحْوٍ لعاطفةٍ مشبوبة ...

 

ينتفُ العجزُ ريش جانحيَّ/

يقصفُ شواهق تحليقي/

يُلغّمُ هوسي المتضرّج

بدماء ولعي وهيامي بامرأة ...

تكادُ

تفيضُ أنوثةً وحًسنًا/

وجمالًا ودلالًا ...

 

لكنّ للحياة

دعساتٌ ناقصة ...

 

فالطريقُ شوكٌ قاسٍ

يُدمي أصابع العشق...

 

ينحتُ الشوكُ في أعماق اللهفةِ...

 

يُدميها...

 

مثل عاشقٍ يفقدُ سهمَ وتره

كأنه كيوبيد الأعمى ...

 

عبثًا ألتفتُ إلى العشقِ...

 

نحنُ نعشقُ من لا يُبادلُنا ...

 

نعشقُ الفضاء الخارجي

من جاذبيّة الجسد...

 

و"أوزون" البدن/

ال يختنق كلّما يفيضُ بنا

شعورُ عشقنا لمن نُحبّ...

 

الحبُّ

يبدو ذلك المهووس/

بمن نريد ... ولا يُريد...

 

بمن نشنَّ عليه سهام كيوبيد

وينتشي بتفاديها...

 

وحيثُ نعمةُ الحبِّ...

يُعشّشُ فينا الجفاء ...

 

نادرًا

نُحبُّ من يُحبّنا ...

 

الأنا سيّدةٌ تنخرُ

ملاذاتنا العاطفيّة ...

 

هي تلويثٌ مميت/

لحيدٍ مرجانيٍّ يعبر شغاف القلب...

ويُطربنا بشهوة الحلم ...

 

لكنّنا نطعنُ من يُحبّنا

بسكّينٍ مزدوج الحدّ...

 

بخنجرٍ...

 

عُنفٌ في إيلام الآخر/

لأنّه يُريدنا

ويرغبُ بنا حتّى

الإنسحاق والإنصهار...

 

ونحنُ

نتقبّل إيلام من يتبرّم منّا/

ولا توازنات...

 

هل نحنُ في العاطفة

"سويّون"؟

 

أعتنقُ وجودكِ...

 

 

ميشال مرقص

8 أيلول 2021

 

 

الثلاثاء، 25 يناير 2022

كلُّ ما لديكِ أيّتها المرأةُ! أنوثةٌ حميمة...

 

 كلُّ ما لديكِ أيّتها المرأةُ!

 أنوثةٌ حميمة...

 


Janet Agnes Cumbrae Stewart (1883-1960)

 

*** 

 

 

 

هذا الجسدُ

يُرخي آهات إغراءاتِه...

 

يُرخي عطشًا جوعًا/

شهيّةً/

واشتهاءً/

وعبورًا مجدولًا بانجذابٍ/

إلى تولّهِه...

 

من أجلِ احتواء لذّاتِه/

بتكامل أناقتِهِ/

وتصدّيه لعشقٍ ٍمحموم الاحترار...

 

هوّذا جسدُكِ...

 

خبزُ العشق

التائقِ إلى جِلدِه...

 

هوذا

بدنُكِ خمرُ المعصيةِ/

في ذلك الفردوس المفقودِ ...

 

 هوذا

هذا الشوقُ المهتاجُ/

الطافح من عينيكِ/

الممتلئ في شفتيكِ/

كأنّهما

ترفخان/

خبزًا شهوانيًّا/

لقبلةٍ لا تنتهي...

 

تطول

إلى أن يولدَ جسدُ العشقِ/

من رحمِ خدرها/

كأن تستلهما

شرهًا جنسيًّا/

ملوكيًّا...

 

شرهًا

يخنق الجسد/

حتى عصارة

ماء أنوثتِكِ...

 

شَرِهًا

يجعلُ

من تدامي اللسانين/

سريرا مخبولا

من شدّة

الإنصهار العاطفي ...

 

 

كلُّ ما لديكِ

أيّتها المرأةُ!

 

أنوثةٌ حميمة...

 

كلُّ ما فيكِ حميمٌ...

 

عيناكِ حميمتان...

 

أنفكِ حميمٌ...

 

وجنتاكِ تقطرانِ حميميّة...

 

شفتاكِ بُركانان/

تدفقانِ شهواتٍ...

 

تشهقانِ لعقص قُبَلٍ

لانتشاءٍ/

 لا يرتوي من سُكرٍ...

 

عُنقُكِ حميم جدًّا...

 

فروعُ زنديكِ

شهواتٌ حميمة/

واغصانُ جِنسٍ/

مثل توتٍ بريٍّ

تخمشُ أغصانُهُ شهواتِ القلبِ ...

 

حميمٌ هو شعرُكِ/

وأنتِ تُسدلينه

وشاحًا ظامئًا/

لعُري صدرِكِ/

لعري كوّةِ نهديكِ/

لعري عُنُقكِ/

وزنديكِ المتباهيين/

مثلَ عريسٍ

يلوي رقبته انتصارًا

على وشاية العجز العاطفي ...

 

هوذا شعرُكِ

يوحي

- وأنتِ ترفعينه بيدِكِ –

بإغواءٍ ...

 

هو شعرُكِ

أبجدياتٌ حميمة/

يشهقُ

مثلَ سنابلِ الشهوة

الظمأى

ولا ترتوي ...

 

هل أنا الشيطانُ؟

أقدّمُ ذاتي

كساحرةٍ بيضاء؟

 

كساحرٍ

يُطري حركاته

مثل بهلوانٍ

يغصُّ بضحكاتِه؟ ...

 

تشدّني غيرةٌ...

 

وأعودُ إلى حميميّاتِ

بدنِكِ

المشرئبِّ

كعنقِ نسرٍ

تاهت منه طريدة!

 

فمثل نهديكِ -

المطلّين على غمرِ السحرِ/

المجبولِ

بشهواتِ النظرِ والجسدِ/

وخطراتِ

الإنغماسِ

في طوفانِ من استحلابِ الشهوة-

 

كذا أيضًا

فخذاكِ حميمان ...

 

إنذارُ

وجعٍ

لصبابةٍ تُجفّفُ ريقَ انتظارها ...

 

فخذاكِ

نهمانِ/

لا يرتويان...

 

تنضحُ بشرتهما

بعشقٍ زنديقٍ/

بتولّهِ شهوةٍ شرهة/

تلمسُ

فكرَ عشيقٍ

أو اغتلامَ ذكرِ ...

 

هي يدِكِ

الفاصلة ما بينهما...

اشتعالٌ

لطقوسٍ الإغراءات اللافتة

لمهرجانات الجنسِ ...

 

كل ما فيكِ حميم...

 

كلُّ ما فيكِ

ابتهالٌ لعشقِ...

 

شهيقٌ لشهوة...

 

وإشباع شهوةٍ

لا ترتوي ...

 

هل أبتكرُ مرآةً

فائقةً للحلم

أحبسُكِ فيها؟

 

هل أُبقي على عطشِ

جسدِكِ/

لمرويّاتِ الشهوةِ/

كصورةً فرضيّةً

تشتعلُ

مثلَ ارتعاشاتِ أنوار النجومِ/

المتجالدة في زمنها ؟

 

هل أفتحُ على ذاكرةِ

إطراء النساء؟

 

وأنتِ

حضورُ اشتياقٍ يصومُ/

عن خبزِ نكهةِ بدنِكِ/

عن خمرِ نهديكِ/

عن وساوس الخطيئة الأصلية...

هي صفحاتِ

تأوّهاتِ فحيح فخذيكِ ؟؟؟

 

 

ميشال مرقص

28 آب 2021