الخميس، 29 أكتوبر 2015

أستريحُ في شغفكِ...

أستريحُ في شغفكِ...


                                                     "الحب المجنون" ألفريد بيلان – كيبيك كندا (1909 -1988)


إغتربي في لهفةِ العشقِ،
أنا أبحثُ لكِ عنْ بقعِ ضوءٍ
مخفيّةٍ...
أتلاشى في مرافئ أنوثتِكِ...
أحترقُ في عُربِ لهفتِكِ
بسرعةِ الانجذابِ المجنونِ...
أبحثُ عن ثنيّاتٍ غنوجةٍ
في مدارِ نهديكِ...

هل أُلملمُ أشلاء جسدكِ
منْ همساتِ عَرَقي؟
هل أثقبُ حُنجرةَ الآهِ
لترقصَ مزاميرُ بطنِكِ
في طَلْقِ الرعشةِ؟

دعي للمسافاتِ أنْ تُفصّلَ رغباتِ العبورِ،
دعي للإبحارِ الماجِنِ
أنْ يقطفَ محاراتِ اللذّةِ...
هنا مناديلُكِ تُضيءُ شواطئي،
فلا تُغنيني رمالُكِ
عنْ قطارٍ سريعٍ،
يشهقُ لألقِ نهديكِ...

أعطني سماءَكِ
لأرصّعَ شفتيكِ بالنجومِ...

أغمضي عينيكِ
لأستريحَ في شغفكِ...

أيتُها المالئةُ شفقَ السنين
بخمورِ جنسِكِ...


ميشال مرقص

الأحد، 25 أكتوبر 2015

لنستفِقْ من ورمِ الفكرِ...


لنستفِقْ من ورمِ الفكرِ...


                                      ماكس إرنست (ألماني فرنسي 1891-1976) اللوحة 1937

1
نحنُ للقنوطِ المغرورِ...
نحنُ للقدرِ المعتوهِ...
نتواكبُ سُلالاتٍ...
نعبرُ رمادَ العُمرِ...
نسقطُ في متاهاتِ النسيانِ/
كما لو أهملَ التاريخُ
عباراتِ المهنةِ...

الفيلمُ الوثائقيُّ/
تُحفةٌ/
معَ مفعولِ رجعيٍّ...

2
محكومونَ بالوجوهِ السقيمةِ/
بالإبتساماتِ الموبوؤةِ بالزيفِ/
تُمطرنا وسائلُ الضخِّ المسمومةِ/
ألسنةً حمقاء...

نمشي إلى مصيرنا/
مثلَ قدرٍ محتومٍ بأشلاء الحكّام...
بحكّامٍ
ينتفخون من ثرواتٍ منهوبةٍ...

ومنّا من يُقطع رأسُهُ/
ومنا من يُنهبُ رزقهُ/
ويغتالون الزهورَ
والطموحَ...

3
لنستفِقْ من ورمِ الفكرِ...
لنحلَّ أحذيةَ الكبرياء الموشومِ باللعنةِ...
ليسَ للولاداتِ حقّ التعقيم/
عندما تجولُ أجسادُ الأولادِ
قرابينَ لمومس الفكرِ والدين...

4
إقتربي لننشقَّ عن طاعةِ الخليفةِ...
إقتربي لنتمرّدَ على أحكامِ الخليقةِ/
إقتربي لنشتهي أن نكونَ
كما نشتهي...
بلا أسماءَ
وبلا عناوين
وبلا وجوهٍ...
حرّريني من إثمِ الجنونِ بكِ...
وتحرّري...
فالذنوبُ شهوةُ العاجزين...

5
أنا هنا
أسيرُ على دربِ الضياعِ...
أتلمّسُ وجهَ أفكاري/
مثلَ نَمَشٍ ينبتُ من تحرّشاتِ الشمسِ...

أنا هنا أمشي/
هوائي
قُنفذٌ مخنوقٌ...
أتباركُ بالقلقِ
وأمتطي صهوةَ لامبالاتي/
لأنجوَ من طاغيةٍ يتسلّلُ
تحتَ عباءة الضلالِ...

أنا هنا أمشي/
وقد تعانقتُ مع حكاياتِ الريحٍ
وجدائل الشمسِ...

كانَ بيتي وأنا صغيرٌ/
حُرّيَةً...
لا حدودَ لها/
كانَ وطني يحدّه فضاءٌ لا نهاية له/
وسنديانٌ ولوزٌ وزيتونٌ وتينٌ وعنبٌ...
وكان عطرُ الوردِ الجوريِّ/
هواءَ حرّيتي
مع الحبقِ والزيزفونِ ...

كانتْ حرّيتي الحياة...

أمشي وأنا أبحثُ عن ذاتي...
أفتِّشُ لأولدَ ثانيةً
من جراح تلك الحرّية
المهوشلة فوق أحراجِ البريّة الرعناء...

من نحنُ
إذا كانت الحضارةُ تخنقنا
وتقطع رؤوسنا من خلف؟
لأن الذبحَ من الحنجرة حرام!!!!



ميشال مرقص

الأحد، 18 أكتوبر 2015

إلتقيني...


إلتقيني...


                                    شارلوت أتكنسون – بريطانية – 1973...؟



إلتقيني...
الزورقُ لا يتسعُ إلاّ لرحلةِ شمسٍ

كنتُ
حزمتُ تَوافُدَ المياهِ
عندَ نوافذِ خصرِكِ،
لأبحرَ في مدادِ الحُلمِ حول مدارِ اللهفةِ...

إلتقيني...

تهمسُ نغماتُ شراييني
بنبضٍ متسارع الخُطى...

الرغبةُ تُزهرُ في بساتينِ أحلامِكِ/
هكذا تُحدّثُ شواردُ اللحظاتِ...

هكذا
تُسكبُ ماءُ الشهوةِ
وتتلازمُ مواسمُ النبيذِ
اشتعالاً في كرومِ الامتلاء...

إلتقيني...

أخبرتُ زمنَ الهجرةِ
عن طيورِ الابتساماتِ المتناثرة
فوق غيومِ القلق...

لم تعدْ أزمنةُ العشقِ تحلمُ بالرطوبة...

الجواربُ المنسيّةُ
تُثيرُ نمشَ الخُطى فوقَ عجينِ الانتظار...

إلتقيني...

فأنا عابرٌ إلى بُحّةِ الاحتراق
إلى ولهٍ
يفيضُ بامتلائي من تدفق نُكهة أنوثتِكِ في أعصابي...

رُدّي إلى الزمنِ العابرِ
إبتسامةً مزهوّةً بِريقِ الشغف،
أعيدي إلى مساكبِ الآهاتِ المشلّعة على إغراء/
دغدغةَ الهنيهاتِ...

إلتقيني...

فأنا في دروب العشقِ
أشتاقُ إلى تدفق الإثارة ...

لا ضفاف
تفيضُ بلا عبورِكِ إلى أنفاسي...

كوني
ملاذي/
عندما تتوافدينَ إلى خلايا إضطرامي بكِ...

إلتقيني...

الثواني تغصُّ
بِريقِ انتظارها .....

ميشال مرقص
 


الخميس، 8 أكتوبر 2015

آتي إليكِ بجناحي نسرٍ عتيقٍ


آتي إليكِ  بجناحي نسرٍ عتيقٍ




آتي إليكِ من غاباتِ الريحِ
من الفضاءِ المرصودِ لجناحيْ نسرٍ
أقبضُ على شَعرِ الغابةِ المسترسلِ
فوقَ بدنِ الظمأ...

أحملُ إليكِ
كرومَ الرغبةِ المُختليةِ
في معاصرِ شهوتي...

العبورُ حالةٌ
يُضيمها
احتلامُ الذكورِ
وشبقُ الإناث...
العبورُ بغاءُ الفُرَصِ
المُنثالةِ عندَ قدمي الإعياء العاطفي...

هكذا يُعيبُ لبنَ الانتظار
حمضُ القرفِ من ذميماتِ الثواني...

إلتفتي إلى المدى
واقطعي غُلالةً
يرقدُ في أحلامها نهدٌ حزينٌ...
إرتطمي بمجرّاتِ السعادة
فلا تيبسُ أعناقُ العناقيد
وتجفُّ لذائذها...

آتي إليكِ من كرومِ الأشواقِ
المملؤةِ عنبًا وشهدًا...
فلكِ مؤونة الخريف
ولكِ مؤونة الشتاءِ
فلا تسقطي في سوداويّة
الفصولِ الباردة...

فأنا آتي من غاباتِ الريحِ
بجناحي نسرٍ عتيقٍ
يُدفئانِ الصقيع....

ميشال مرقص