الأحد، 31 يناير 2016

كُوني العبورَ إلى وجعِ الأنوثةِ ...

كُوني العبورَ إلى وجعِ الأنوثةِ ...



                                              الكندي   Carrie Vielle



تعبتُ من الجسدِ...
صِرتُ مدَّ الموجِ فوقَ عُريِكِ...
لا صلاةَ
تحتوي أناشيدَ إثارتي...
أتحرّكُ
كما لو يمدّني ضوؤكِ
بسفينةِ الرؤيا/
أتوزّعُ لأصيرَ أنا الجمعُ الواحدُ
في مدى تمادي الآهِ الصاعدةِ
من حِممِ مسامِكِ...

تعبتُ من الجسدِ
لم أعدْ أُتقنُ شيفرة الأبجديّاتِ
المُثقلة بنبيذِ العشقِ...

أنتِ اللونُ
أنتِ شغفُ الضوءِ/
أنتِ
تَوالُدُ الإحساسِ بنشوةٍ تُعاندُ
رغباتِ الرغبةِ...

إنطلقي إلى ولادتِكِ الثانيةِ
إنطلقي إلى ولاداتِكِ/ مع كلِّ همسةٍ
تضرعُ أن تصيري امرأةً
وتتفجّرُ ينابيعُ أنوثتِكِ ...

كوني
العبورَ إلى وجعِ الأنوثةِ ...

لا تتركي يدي تغرقُ في جسدِكِ/
لا تتركي شغف مسامي
يلتصقُ مثلَ غواياتِ الفراشاتِ
قبل أنْ ينبتَ جناحانِ يختصران شهقةَ اللونِ...

تعبتُ من جسدي وهو يُبحرُ
في قصائدَ تغصُّ بمواعيدَ العطرِ والورودِ/
وتحملُكِ جنينًا
يتوالدُ باللمسِ
ويتكاثرُ بالهفواتِ المُتاخمةِ حدودَ اللوعةِ...

أخبري طرائفَ الليلِ
كيفَ تَحلّينَ عُقدَ الجموحِ المفتونِ/
كيفَ
وراءَ همسةِ الهواء الناعسِ تحتَ قميصِ نومِكِ...
ترسمين موعدًا
لحالةٍ استثنائيّةٍ...

أمهليني بضعَ قُبلٍ...

أمهليني أستجمعُ ملاذي التائه فيكِ...

لا أروعَ من عبقِ أنوثتِكِ
يصيرُ نشوةً تعبرني/
أصيرُ أنتِ...

فلقد تعبتُ من الجسدِ...

إنصهري بي ...


ميشال مرقص


الجمعة، 29 يناير 2016

أهربُ من وطنٍ... شاخَ الهمُّ على جبينهِ...


أهربُ من وطنٍ...
شاخَ الهمُّ على جبينهِ...

                               المعاصرة فرانسيت برجيه-كاردي (الفكرة الهاربة)



أحملُ أوهامي وأُهاجرُ
إلى غُربةٍ الذاتِ...
بلا جوازِ سفرٍ ولا هويّة...
بلا لونٍ يُميّزُ وجهي...
بلا بصماتِ أصابع وسماتِ عينينِ...

أنا المجهولُ
الآتي من لاكائنٍ...
أنا الكائنُ الآتي من مجهولٍ...

لم يحملْني رحمُ قصيدةٍ...

ولا نزِلتُ من نُطفةِ إشعاعٍ نبويٍّ...

أُهاجرُ من وطنٍ/
نسيَ حدودَ أحلامه...
واسْتَنْبَتَ الشوكَ والطحالبَ/
وارتكبَ معصياتِ الذاتِ في ذاته...

هو الفاسقُ بينَ أفخاذ الزواني...

أختبئُ في ذاتي
كيْ لا أشهدَ
على نزواتِ السعادين الفاجرةِ
وشهواتها الجنسيّة...

أهربُ من وطنٍ...
شاخَ الهمُّ على جبينهِ...
وتركَ أطفاله في أحضان النادلات...

هاتي حقائبَ سفري/
لألعنَ الموانئَ المُبحرةَ إلى صيدِ الحيتانِ...

لأقطفَ غُرَّةَ الشمسِ
وأحتفظَ بها...

انا الهابطُ منْ أعالي شموخي...

أمدُّ يديَّ إلى زرقةِ المياه...
أمدُّ أحلامي إلى زُرقةِ السماءِ...
أرفعُ ذراعيَّ
لأقتلَ التنّينَ
أُنَجّي إبنةَ الملكِ...
وأغنمُ جَزّةّ الصوفِ الذهبيّةَ/

لأعودَ إليكِ
وأتربّعَ على عرشِ كرامتي...


ميشال مرقص

الاثنين، 25 يناير 2016

تركتُ عطري حكايةً لابتسامتِكِ...

تركتُ عطري حكايةً لابتسامتِكِ...



                                      

الوعدُ قابلٌ للتعديل،
الهواجسُ تصيرُ حقيقةً،
العيونُ تعدلُ عنْ همساتِ البوحِ...
أسألُ عنْ شؤونِكِ العاطفيّة،
وتُخبرني
شفتاكِ عن ذبولِ الغربة...

أرتدي ضوءَكِ
أختلجُ في أنفاسِ الاحتراقِ
كما شُهُبُ العِطرِ فوقَ براعمِ عريكِ،
يتفتقُ البوحُ
استحقاقاتٍ لعشقٍ
ينداحُ في دائرة اللهفة إلى إيقاعِ مزامير نشوتِكِ...

أغمريني باللهفة
أشتهي عطرَ رغبتَكِ،
أضوعُ
فوقَ ضلوعِ الشهوة
أريجًا
مسكونًا بانصهارِ الذاتِ...

أحفري فوقَ جلدي
لوحاتِ عبورِكِ...
أظافرُكِ
تكتبُ أبجديّةَ الاحتلال...

كلّما استفاقَ
بُركانُكِ في داخلي
ينسجُ الغمامُ سترةَ الاحتماء...
أنْ تكوني
المطرَ والنارَ ...
عشقٌ لا ينتهي
بإعصارٍ مجنونٍ...
كلّما اجتاحني جَرفُكِ
عشقتُ
كيفَ أنصهرُ في جلدِكِ...

أضيئي عينيكِ...
كم أشتهي
غرقي فيهما...

مُرّي على شفتيكِ
واسألي عنّي...
تركتُ عطري حكايةً
لابتسامتِكِ...

أغمريني بلهفةٍ
تشعرين بنشوةِ الحياة...

ميشال مرقص


السبت، 23 يناير 2016

أنوثتُكِ أجيالُ لقاءاتٍ...

أنوثتُكِ أجيالُ لقاءاتٍ...


                            إدوار روبرت هوغ (بريطاني 1851 – 1914)


لمْ أمرَّ ببابِ قصرِكِ،
لمْ أنحنِ،
لتعبري...

كانَتْ مواقيتُ اللقاءِ
جُرمًا يدورُ في فلكِ الهَذيان/
تأتينَ من كوكبٍ لمْ يعبرْ في جاذبيّةِ عينيَّ،
آتي من كوكبٍ،
كادَ مذنَبُهُ أنْ يُلوّنَ شهقةَ خصرِكِ...

هكذا تتلاشى هنيهاتُ الأحلامِ...
وتخفُقُ نبضًا فوقَ نهديكِ
للسلامِ الآتي إلى مزاميرِ الأقحوان...

لمْ ألتجئْ إلى ممالِكِ العشقِ لآراكِ/
كنتِ أنتِ
مملكةَ الذاتِ،
حيثُ تنبتُ عرائشُ الكلماتِ،
وتتغاوى عناقيدُ الخواطِرِ المسكوبةِ في شفاهِ الخمرِ...

كلُّنا يعبثُ بقناطِرِ المياه...
يتشكّلُ
بحسبِ إيماءاتِ الفجرِ/
قبلَ أنْ يُزيلَ رواسبَ العتمةِ
عنْ غَبَشِ اللونِ المتدلّي منْ شفاه السِحرِ...

كلّنا
يعبدُ شكلَهُ:
يصيرُ الطينَ والطيّان،
يصيرُ القمحَ والطاحون،
يصيرُ العجينَ والنارَ...

كنتِ تهربينَ إلى شهقةِ الفرحِ،
تختبئينَ دوّامةَ ارتعاش...
وكنتُ أرتعشُ
لأعصرَ نهديكِ في خمرةِ ولعي،
فيستفيقُ الحُلمُ،
على غاباتٍ من مدائنِ النُعاسِ
المبتورِ باللحظاتِ الخائبة...

لمْ أعبرْ إليكِ،
كانَ جِدارُ ممالك الشعرِ أعلى من جناحيّ...
فحفرتُ
في أنفاقِ قلبي ممرّاتٍ
للعبيرِ الرائجِ في عُريِ قصائدِكِ،
وانتشيتُ بالخطيئةِ
العالقةِ على مشجبِ الظنِّ...

تلوّنتُ لكِ بثيابِ الشفقِ القطبي،
وتلألأتِ
مثلَ الزُهْرةِ ملكة العشقِ...

حَيِّدي مسارَكِ،
أحني مساري درجاتٍ إلى قدميكِ/
لا أستطيعُ أن أحلّقَ عاليًا،
فإذا هويتُ من مداري...
لا أعودُ أستحقُّ إنصهاري بكِ...
تماسُ المدارينِ،
قُطبةٌ
عميقةُ البوحِ
عندما نُعلنُ عنْ مشاعرنا...

فلا تتحدّدي في العدد/
أنتِ الكلُّ...
بل توالدي في همساتِ الشِعرِ...
لأنّكِ الرمزُ...
إقرأيني...
أتفتّحُ أبجديّةَ النقاءِ لكِ...

كلّما سألتِ المرآة!
تُخبرُكِ عيناكِ
عنْ ولهي بكِ...

...

تزدادين جمالاً...
أنوثتُكِ أجيالُ لقاءاتٍ...
                        

ميشال مرقص 

الأربعاء، 20 يناير 2016

إلتَفِّي فَوقَ أغصانِ اشتياقي

إلتَفِّي فَوقَ أغصانِ اشتياقي


"الحبيبان" (نشيد الأناشيد) – مارك شاغال (1887 – 1985)


نحتاجُ لنصيرَ
حكايةً تُسمّرها أشعّةُ العشقِ
بقبلتها
ما تحتَ البنفسجية ...

لنصيرَ المادّة وضدّها ...
لنصيرَ
خليّةَ العشقِ المتناسلة
بلا حدودِ للتكاثرِ المتشعبِ...

إحتويني
مثلَ أعشابِ البحر
والتفّي فوقَ أغصانِ اشتياقي
فلا تتركي منفذًا إلا ويُطلُّ عليكِ...
لا أحبُّ أن أتنفّسَ غيرَ هوائكِ...
لا أحبُّ
أنْ أعبرَ مياهًا ليستْ أنتِ...
لا أريدُ أنْ أغرقَ في محيطاتٍ
لا تُعانقُ بدنكِ ...
لا أرغبُ في أنْ أفتحَ جناحينَ
وأطيرَ، إلا إلى أغصانِ أنوثتِكِ...

كلّما أقرأُ كلمةً لكِ
يتحوّلُ نبْضي
قارصًا لحالات الثواني العابرة/
كمنْ يقطفُ حُلمًا
ويجلسُ فوقَ أرائكِ الزئبق...

إنتظريني
ألملمُ أغمار السنواتِ القابعةِ
في أغوارِ انهزامي...

إنتظريني
أحملُ لوحاتي ورسومي
ألوّنها بخوافقِ جمالاتِكِ...

إنتظريني
لأبدأ بجرعةِ نبيذٍ عتيقٍ عتيقٍ
من شفتيكِ...

لم تذوقي بعدُ
خدرَ اللحظةِ العاشقةِ/
كيفَ تنسى قرارة ذاتها
لتتواكبَ النجومُ في مهرجانِ إحساسها
العائدِ من نشوةِ النشوةِ...

أخبريني
متى ينهدمُ قوامُ السحرِ
في جُسيماتِ بدنِكِ ...

فدورانُ الخلايا يتلاحمُ
عُربًا عُربًا غير قابلةٍ
للتفلّت...

كوني انصهاري ...
تحاوري
فللبدنين أبجديّةُ  عناقِ الكواكب...


ميشال مرقص

الأحد، 17 يناير 2016

اللغةُ أن نكونَ بدنًا واحدًا ...

اللغةُ
أن نكونَ بدنًا واحدًا ...



                                         حفرٌ في جذع أرزة - رودي رحمه (لبنان)


دعي مسافاتِ الزمنِ
تقهرُ ذاتها...

العبورُ
لا يستفيقُ في جعابِ الأمسِ...

العبورُ
يلتقطُ مذنبًا ويهشُّ إلى ذرّاتهِ الذهبية ...

لو كان للحديقةِ
سورٌ
لغمرتُه بجناحيَّ...

لو كانَ للحديقةِ بابٌ عبرتُ دهشته ...


الحديقةُ ساحرة...
الحديقةُ سحريّةٌ/
تخدمها كلمة...
تُرصّعُ عتباتُها مواويل الحبِّ...
توشيّ زواياها نافذةً تُطلُّ على أميرة ...

ليسَت للعبورِ حكايات...

الزمنُ يُعكّزُ في ربيع الحديقة/
الزمنُ يحلمُ بشوقٍ سحيقٍ
يتفادى اللغات...

ينأى عن لغة ...

العبورُ اشتياقٌ
كما انسيابُ نورٍ
كما جرحُ لونٍ يشهقُ...

العبور اختلاجٌ في تشابكِ العروق
إنشغالٌ في ارتعاشِ شفتين
وانجذابٌ في عينين...

العبورُ
غفلةٌ عن وجودٍ... في حضنِ شوقٍ...

لغةٌ
لا تعرف مفرداتٍ وحروفًا ...

اللغةُ
أن نكونَ بدنًا واحدًا ...

اندماجًا
يليقُ بالنشوة ...

نشوةٌ
تتنادى في سحرها
نحوَ العبورِ الشفّافِ في الجسد...

إمنحيني
مساماتِ العبورِ
فأنشدَكِ مزامير البهجةِ الملتهبةِ في خلايا الأنتِ...

أجملُكِ/
أن يتوالدَ فرحُ النشوةِ في أنوثتِكِ...

فافسحي
لجناحيَّ
دهشة الإبحارِ في فضائكِ...

لا لغةَ واحدة ... بلا عبورِ...

وأنا تفصلني الضفّةُ الأخرى عنكِ...

الأبجديّةُ النائية...



ميشال مرقص

الخميس، 14 يناير 2016

أتركيني ضائعًا في شروقِ وجهِكِ...


أتركيني ضائعًا في شروقِ وجهِكِ...


                                     إليزابيت بروزيك – فنّانة بولونية – (1979 - ...)


المدينةُ لا تزالُ تفترُّ عن ثغرها
لمْ تُلملمْ ندى الرصيفِ...

سيقانُ الريحِ
أعطبَتْ دهشةَ السُفنِ/
وأنا أحملُ ذرّاتِ الغبارِ
من حيثُ مررتِ...

لا أعرفُ
كيفَ تهمسينَ للعشقِ
فيصيرُ الغُبارُ ماسًا...

لا أعرفُ كيفَ أستشعرُ خطواتِكِ
في شوارِع القصيدة...

كانتْ قصيدتُكِ مدينةً
متراميةَ الأحلامِ/
وكنتُ أُبحرُ في فواصلَ جسدِكِ...

أما آنَ لِلإبحارِ أنْ يُدهشَ موانئ الذات؟

أتركيني ضائعًا
في شروقِ وجهِكِ...


ميشال مرقص


الأحد، 10 يناير 2016

كأنّني أَلمسُ حضوركِ...

كأنّني أَلمسُ حضوركِ...



                                           بنجامين لاكومب – فرنسي (1982-...)


تعالي
قبلَ أنْ يتعبَ الطريقُ من السهرِ...

إقفلي أبوابَ الإنتظارِ...

وحدها ساعاتُ الشوقِ
تعرفُ طعمَ الوحشةِ/
فلا تتغلغلي في صلواتِ الخاطئين/
كأنْ
لا ليلَ ينتهي
إلى صباحِ...

هنا
نحنُ...
التاءُ المبسوطةُ
والتاءُ المربوطةُ...
كأنَّ شهوةَ اللسانِ
تفتقدُ حروفَ العلّةِ...

تدرّجي في الخباءِ
إلى أشياء الفرحِ/
إلى فرحِ النشوةِ الملعونةِ ...

الأفراحُ تمشي على رجلٍ واحدة/
والطقوسُ عرجاء...
فلا تتركي يدي
تتعثّرُ فوق تعاريجِ خصركِ ...

تعالي
إلى حيثُ يتعبُ الانتظار...

إلى حيثُ يصيرُ السهرُ ثقيلاً ...

 لا تُفردي فخذيكِ
كراقصةٍ تُثيرُ شهوات...

أنتِ
أرقُ من نسيمٍ يحتضنُ الغناء...

دعيني
أحلمُ بكِ ...
فللشهوةِ خلايا ضوءٍ
تخترقُ اللمس ...

كوني
عروسَ الكلمة...

لَأَنتِ خلايا الشعر...

كلّما ألمسُ حضوركِ/
أشتاقُ
إلى الانصهارِ...



ميشال مرقص