الثلاثاء، 21 مايو 2013

تبقينَ أنتِ الدهشةَ...


تبقينَ أنتِ الدهشةَ...
 

                               الصورة  للفنان  Volegov Vladimir

تتغلغلُ رغباتي
في شرايينِ أنوثتِكِ،
تنشطُ
في كياني،
تُقلعُ من مساحاتِ شغفي،
تحتفي بألوانِ عينيكِ،
ودعوتهما إلى إغواء...

كلّما أعبُرُ
في منظومةِ لوحاتِكِ،
تصيرُ ذاتي
غيرَ ذاتي...
تتوالدُ فيَّ ذاتُكِ...
كأنما أحتفلُ بنعمةِ تجدُّدِ الولاداتِ...

أنسحبُ إلى اللحظة،
أتخدّرُ
في وحيٍّ ينقلهُ رفيفُ شفةٍ
في هوسِ قُبلة...
كلّما
كنتُ أنتِ...
تعبرني ارتعاشاتُ اللونِ،
أغمرُ
في سكراتِ جلدي لونَكِ،
وأعبرُ
إلى ما لا تراهُ عينٌ فيكِ
ولا تلمسُهُ حاسّةُ اليدينِ...

تصيرينَ أثيرَ المخاضِ المُعلنِ،
الولادةَ
ما بعدَ شفقِ الإدراكِ...

أنخرطُ
إلى عُمقِ الحُلُمِ
ينقلني إلى مسافاتِ
ما أنتِ
من ألغازِ النشوةِ،
من كوامنِ أحاسيس العاطفةِ المشبوبةِ...

تُطلقينَ "كلمةً"
وتتولّدُ ألعابُ الفِكر
كما مهرجاناتُ ألعابٍ ناريّةٍ...

وتبقينَ أنتِ الدهشة...

ميشال مرقص
 

الجمعة، 10 مايو 2013

وتبقينَ نجمتي


وتبقينَ نجمتي

                                      فرانز دفوراك – أميركي (1862-1927)

يُحاصرنا الزمنُ، يا سيّدتي،
فلا تقنطي،
إذا اجتاحتْ السنونُ
شواطئَ جسدكِ...

المحاراتُ لا تفيضُ فوقَ السطحِ،
ولؤلؤكِ
يموجُ في عناقيدِ اختمارِ الأنوثةِ
غامرةً إطمئنانَ اللهفّة...

تعالي يا سيّدتي،
نجلو عبق الافتتان المترامي كسلاً
بينَ تهدّلاتِ الأيامِ...
نفتحُ صفحاتِ الفرحِ
المكبوتِ
خلف خزانات الذاكرة...

هوذا العشقُ لا يَتلفُ
نسغُه
ولا تذوبُ كرياتُ الشهوةِ
في كؤوس السنين المجنونة...

أغبطُ يا سيّدتي،
أنوثتِكِ الناضجةِ مثلِ سُكّرِ التينِ،
أفرحُ إلى لذائذ جسدكِ
تتعرّى من شهوةِ العمرِ،
أهلّلُ للمسامِ تتفتقُ عنْ ينابيعَ انعتاقٍ إلى أعراسِ الجنس،
أنحني لملكوتِكِ
الآتي يمسحُ طلحَ العريِ
بجلنارِ الشوقِ،
أفتحُ أمام هيكلِ أنوثتِكِ
شَغفَ الإهتزازِ بأوتارِ الجموحِ الغافي...

هوذا صبوتي
تتفتقُ عن بلسمِ الإحتضان...
نارُكِ تتقدُ
خمرُكِ يلسعُ
وهجُكِ يُضيئُ حنانًا مغموسًا باللذّة...
عُريُكِ
يفتحُ ممالكه لقدومِ جسدي...

أخرجي إليَّ
من أوراقِ الشجرِ الملوّنِ بلوحاتِ الخريف...
فالثمارُ
اجترحناها في الصيف...
وها نحنُ نحتضنُ نقاء النعمةِ
وشهوةَ الحبّ...
فلا أقفاصَ للحب
ولا شهوةَ تخبو
ولا تتناثرُ العواطفُ هباءً...

هوذا العمرُ يمرُّ يا سيّدتي،
ويحملُ إلينا
طقوسَ الاختباء في ضلوعنا،
تحتضنين جداري،
وأعانقُ نهديكِ...
نتغلغلُ في ذاتنا واحدًا
نتهالكُ في جمعِ شتاتنا،
هوذا نحنُ
نتجاوزُ ستار السنين
تُزنّرُ خصرنا
إرثًا محموما بالأشواقِ
وخميرًا معجونًا بالحبّ...
فلا تيأسي من أمواجِ السنين
هي أنوثتُكِ
تُضيئ
ميلادَ شرودي بكِ
وتبقين نجمتي...

ميشال مرقص

أيتُها المشبوبةُ بألغاز النساء


أيتُها المشبوبةُ بألغاز النساء

                                           ألكسندر كابانيل


تصيرُ الأمورُ المجهولةُ مدهشةً في نهاية الرحلة،
لدى التقاء الطفولة والنضج،
لدى احتراق الضوء في خبايا مساماتكِ،
لدى اعتصار العنقود في خوابي سرّتكِ،
أيتها المشبوبةُ بأَلغاز النساء،
المعشوقةُ في شيفرةِ أشعاري.
إرحلى أيتها السنونوةُ المرتعشةُ،
من أفكاري ومن شغفي بكِ.
إرحلي، إلى حيث يعششُ لك الفرحُ،
في خبايا الزمن المكسور كالمرآة العتيقة...
فمهما اتسعَ فضاءُ الرحلة،
ورسمَتْ أجنحتكِ مسارَ الابتعاد،
لن تخرجي من دائرة جنوني بكِ...
فعندما أكتبُ أسفار عشقي،
عندما أفتحُ مرايا ذاتي،
ستكونين جميلةً فيها،
مثل تجلّي الأنوثة في امرأةٍ هي أنتِ.
ميشال مرقص

النورُ لا يُعلنُ عن حضورِهِ


النورُ لا يُعلنُ عن حضورِهِ
 

                                           إدوارد بيسون (1856-1939)

أعشقُ أنْ أسرّحَ
شَعْرَ الثواني،
أمازِحها بأصابعي الماجنة،
أتركُ
على أكتافها شغفًا
من محلولِ كِحلِكِ،
فأراها تُطرّزُ لكِ
مواعيد الشرارات المستفيضة...

عبثيٌّ أنا في اختراقي
رطوبةَ الزمن،
جلدُكِ يُحرّضني،
أفلتَ لعبورِ أوقاتِهِ المطّاطّية...
سلّةُ الإنتظارِ،
تُخفي رهبةً،
حكايةً تلدُ جيناتٍ جديدة،
تفرحُ
بحضورٍ واهن...
حضورٍ طفوليٍّ،
لشوقٍ يتجاوزَ ظلَّ النهارِ،
وطوفانَ إناراتِ الليل...

....

تخترقُ الثواني البلهاء،
جسدَ الوقتِ المهدورِ...
رصاصاتٍ في الهواء...
المدى يتجسّدُ سرابًا،
لا شيءَ في مسرى العشقِ،
سوى عبيرُكِ،
ضفّةُ الإنتظار
نسيتْ غوندولها،
وأسدلتْ
ليلةً
لمْ تفتحْ صفحةً على حضورِكِ...

.........

لا تقيسي
فراغاتِ الأحرف،
بمنْ يفقدُ ذاكرةَ الإدراك...
كؤوسُ الشعرِ،
تُتلفُ
رغبات الأغبياء...

الظلُّ يمشي
وراء عتباتِ الدهشة،
الظلُّ
يفتحُ بابَ مقرّه ويختبئ...

لا حاجةَ للنورِ
أنْ يُعلنَ عن حضوره...

فأنتِ تحضرينَ أبدًا...


ميشال مرقص

سأَلتُ عنّي


سأَلتُ عنّي
 

                              درازينكا كيمبل (كعاصرة من كرواتيا – مدينة زغرب)

سألتُ عنّي،
لدَيكِ...
كنتُ أودعتُكِ عشقي كلّه،
وتنازلتُ لكِ عن همومِ عواطفي،
واتحدتُ بكِ،
وتغلغلتُ بين أشواقِ سطورِكِ،
وتحتَ عباءاتِ حروفكِ،
وتحوّلتُ
إلى مساماتٍ أثيريةٍ
تخترقُ جِلدَكِ...
وخطرَ لي،
أنْ أنسى ذاتي في فصولِكِ كلّها،
وأعيشَ في ظلِّ إطلالتِكِ،
وأفيئَ إلى حرارةِ أنفاسِكِ،
وأشتهيَ كيفَ أشتهي أنوثتِكِ
في كلٍّ من لحظاتِ العُمرِ،
فلا أتوقفُ
عن أنْ أتنفّسَكِ،
وأرتاحَ إلى أوكسيجين عشقي لكِ...
جئتُ أبحثُ
عن أحوالِ العُشقِ،
عن قصائدَ حزمتُها باقاتٍ لشَعرِكِ،
وإيحاءاتٍ
غزلتُها غُلالاتٍ لنهديكِ،
ورقصتُ على قمصانِ ألمي وبوحي
لتلتصقَ بعُريكِ
وتنقلَ عبير رغباتِكِ
وطلحَ اشتياقِكِ...

ألقيتُ على ضفافِ بحرِكِ
مراسي سُفني،
وجِئتُ إليكِ
بغلالِ المُتعبّدِ
إلى الحلولِ في آهاتِ ارتعاشاتِكِ،
ضائعًا
بينَ متاهاتِ جسدِكِ
في متعةٍ تغتالُ
إدراكاتي
وتحتلُّ حواسي المتناهية إلى الانسحاقِ ذرّاتٍ
في أحلامِ مساماتِكِ...

حمَلتُ
إليكِ بكوراتِ مواسمِ أحلامي،
تناهيتُ إليكِ
مثقلاً بأفاويه نبضاتِ شغفي
ومرجانِ صبوتي،
وكرومِ غُلالاتِ الفراشاتِ
المترامية عندَ ضفافِ بَدنَكِ...

كلُّ أحلامي،
تنبضُ ارتعاشاتِ اختلاجاتٍ متسارعة،
وأنتِ
تُقيمين في أهازيجِ عينيَّ
خفقًا
إلى انعطافات الولعِ السكرانِ بكِ،
أو المسلوبِ
بالاتحادِ فيكِ ومعكِ
حتى الذوبانِ العشقي ...

فأودعتُكِ ذاتي،
وأقمتُ في لُهاثِ رئتيكِ،
وارتعاشِ جلدكِ،
وأحلامِ ملامسِ عُريكِ
واشتعلتُ
في ذاتي وأنا بين ذراعيكِ...
تتوالدُ فيَّ أنوثةُ نهديكِ...
ونترُكُ التفاحةَ تتهاوى
من على شجرةِ المعصية...

أسألُ عنّي لديكِ،
وأنسى أنني أتناسخُ في حروفكِ
في قصائدِكِ، في إيحاءاتِكِ،
أتمتّعُ بذلكَ السراب الخادعِ
مثلَ حلمِ تخديرٍ
في شفاهٍ
وقعتْ من قُبلة...

ويطيبُ لي
أنْ أنظرَ
في الوجهِ الآخر من المرآة...

فتأتي ذاتي إليَّ....

ميشال مرقص


أنا السكرانُ بارتحالي إليكِ


أنا السكرانُ بارتحالي إليكِ

 
                                   عن موقع Amour et conséquences



أمطري بهاءَ كلماتِكِ
فوقَ بيادرِ ضلوع
تساقطي
حروفًا منمنمةً،
وفواصلَ وحكاياتِ ولعٍ،
فأنتِ بينَ الكلماتِ
أنثى الدهشة،
أنتِ بينَ الحروفِ
أبهى شهيّةً...

أقرأُكِ
بما لا يبوحُ به كلامٌ،
وأفتحُ دهشةَ أسرارِكِ،
كمِشيةِ ملكاتٍ
فوقَ بُسُطِ
الحروفِ المتماسكةِ،
تقطُرُ هوسَ عطشكِ
إلى ملكوتِ العشقِ الماطرِ سلامًا...

أخرجي
من قواقعِكِ
ايّتُها
اللؤلؤةُ المسكوبة على إسمِ الأنوثةِ الصاخبة،
واتركي
لثقبِ اللؤلؤ
شهوةَ عاشقٍ
مهرهُ الزمنُ
هوسَ غوايتها...

تسلّلي عبرَ خلايا جسدي
بوحًا مسكونًا بسحرِ الحوريات،

أنا السكرانُ
بارتحالي الدائمِ
إلى كهوفِ شهواتِكِ...

كلّما قتلنا معصيةَ الوقتِ
زحفَ القطبُ الجليديُّ
إلى شواطئ قارّاتِكِ
فلا تبتعدي عن دفءِ انفاسي...
ميشال مرقص