الجمعة، 10 مايو 2013

النورُ لا يُعلنُ عن حضورِهِ


النورُ لا يُعلنُ عن حضورِهِ
 

                                           إدوارد بيسون (1856-1939)

أعشقُ أنْ أسرّحَ
شَعْرَ الثواني،
أمازِحها بأصابعي الماجنة،
أتركُ
على أكتافها شغفًا
من محلولِ كِحلِكِ،
فأراها تُطرّزُ لكِ
مواعيد الشرارات المستفيضة...

عبثيٌّ أنا في اختراقي
رطوبةَ الزمن،
جلدُكِ يُحرّضني،
أفلتَ لعبورِ أوقاتِهِ المطّاطّية...
سلّةُ الإنتظارِ،
تُخفي رهبةً،
حكايةً تلدُ جيناتٍ جديدة،
تفرحُ
بحضورٍ واهن...
حضورٍ طفوليٍّ،
لشوقٍ يتجاوزَ ظلَّ النهارِ،
وطوفانَ إناراتِ الليل...

....

تخترقُ الثواني البلهاء،
جسدَ الوقتِ المهدورِ...
رصاصاتٍ في الهواء...
المدى يتجسّدُ سرابًا،
لا شيءَ في مسرى العشقِ،
سوى عبيرُكِ،
ضفّةُ الإنتظار
نسيتْ غوندولها،
وأسدلتْ
ليلةً
لمْ تفتحْ صفحةً على حضورِكِ...

.........

لا تقيسي
فراغاتِ الأحرف،
بمنْ يفقدُ ذاكرةَ الإدراك...
كؤوسُ الشعرِ،
تُتلفُ
رغبات الأغبياء...

الظلُّ يمشي
وراء عتباتِ الدهشة،
الظلُّ
يفتحُ بابَ مقرّه ويختبئ...

لا حاجةَ للنورِ
أنْ يُعلنَ عن حضوره...

فأنتِ تحضرينَ أبدًا...


ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق