الأحد، 6 نوفمبر 2022

أيّها العشقُ أنثرني عطورًا لأشواقها

 أيّها العشقُ أنثرني عطورًا لأشواقها

  

   

janet-agnes-cumbrae-stewart-desnuda-con-un-jarron-chino-pintores-y-pinturas-juan-carlos-boveri

***


هل تُكملُ طيورُ الحبِّ

رحلتها الإستوائية؟

 

هل تحتكمُ إلى الريح

لمّا يكونُ الهواءُ

متكوّرًا /

يتحضّرُ لإعصارٍ مداريٍّ ...

 

ليسَ لِ طيورِ الحبِّ

أنْ تُغرّدَ من أجلِ رِحلة ...

 

هي تختارُ أن تحزنَ/

لأنّها لا تستطيعُ أنْ تُعبّرَ

عنْ حبّها ...

 

تتفكّكُ كلماتُها/

ترسمُ إنهزامَ القلبِ/

بالمطرِ الحمضيِّ

ينخرُ لهفاتِ أشواقها

المتدافعةِ/

مثل حمم تبتردُ

قبلَ أنْ تغمرها مياه البحر ...

 

البحرُ

ذاك الماءُ الأزرق

الملاكُ الرطبُ الأزرق/

وهو يحلمُ بعينيكٍ/

تُلوّنانِ أمواجه بنظراتٍ

تموجُ عواطفها

بفيضِ عاطفيٍّ غامر ...

 

لكنّ بعضًا من ألوانهِ

حملتها عيناكِ في أمسياتِ

الإنتظار الشغوف...

 

ليست لهذه الإستضافة الخضراء/

أو الزرقاء/

ديمومة...

 

هي فُسحةِ نشوةِ لونِ البحرِ

أمام قدميكِ...

 

تُرتلُ لكِ أناشيد اللونِ/

فيزيلُ الماءُ التجاعيدَ

عن فسطانِ الشهوة... 

 

شيءٌ ما يتهاوى من الجسدِ...

 

شيءٌ ما

يفتحُ فجواتٍ في القلبِ...

 

شيءٌ ما يتردّدُ في جنباتِ

الإستقصاء اللاشعوري/

لاختلاجاتِ العاطفةِ

المشبوبةِ بكِ ...

 

هنا في أذيال الشوق/

تتعلّقُ أمنياتٌ عميقةُ الإلتصاق

بجدرانِ أنوثتِكِ/

حيثُ تنهشني نداءاتٌ  

ترتبكُ

مثلَ طفلٍ يُجفّفُ شهقاتِ صراخِه...

 

تلتهمني

غابةُ العشقِ هذا/

تميدُ من تحتِ قدمي دواخلي العاطفيّة...

 

أجهلُ

إنْ كنتُ أغوصُ في رمالٍ حبٍّ متحرّكةٍ

تجعلُ من الغوصِ فخًّا/

أمْ

أطفو على صفحةِ عتمةٍ ...

 

أحيانًا يأتي الحبُّ/

مثلَ أمٍّ متشرّدة

تقتعدُ رصيفًا تحت جسرٍ...

 

تمدّ يدها بالدعاء وفمها بالتوسّل...

 

تجبي لتُقيتَ ثمار أحشائها ...

 

الحبُّ متشرّدٌ جائع...

 

مهووسٌ أعمى...

 

مجنونٌ ذليل ...

 

يلطمُ أمواجًا ترمي به/

في مرافئ مجهولة الأمان ...

 

الحبُّ يقفُ على ناصية الضوء...

 

يتنامى باندفاعٍ جيني/

كأنّما هو شمسٌ يزدادُ توهجّها

تلبيةً لنهمِ أيّوناتها الشاحنة ...

 

هو رياحٌ تُصارعُ رياحًا...

 

هو صاعقةٌ

تصهرُ الذات في الآخر...

 

إنّه ذلك الأعمى المهووس

بالأخر/

بالمعشوقِ ...

 

يتلهَّفُ دومًا إلى عناقه/

وإلى اندغامِ الذاتينِ معًا/

في اشتهاءٍ/

لا تنضبُ شيفراتُ إبداعِهِ/

من الغوصِ في باطِنِ

نسيانِ الذاتِ/

المعتلّةِ رغبةً...

فيُبقّعُ بشهواتِه

جدرانَ الهوسِ الزجاجية ...

 

أعطني

غصنَ الضوءِ المائلِ من شفتيكِ...

 

إمنحيني

أنْ أشقّقَ جسدي مطرًا فوقَ شواطئ

عريكِ...

 

دعيني أتلمّسُ بهجةَ بدنِكِ

الذهبيِّ الملمس/

خاشعًا

تخطفني رؤيا الجنسِ الصارخ/

العالق/

في لهيب مملكةِ أنوثتِكِ ...

 

هوذا أنا مجروحٌ ملطّخٌ

بنجومِ فمِكِ...

 

هوذا أنا موشومٌ على إسمِ عينيكِ...

 

تحتَ مسامِ شعرِكِ

يسجدُ حضوري/

لخباء حضارةِ الجمال - الدهشة ...

 

دعيني أفيقُ

من شرودي بكِ ...

 

فكلُّ قسماتِ الحبِّ تُطرّزُ

وجهكِ/

المتشهّي لوجعِ الحبّ...

 

لا أعرفُ إذا كنتُ أعبرُ

عندَ حدودٍ صمّاء ...

 

أم يقودوني سرابُ الطريقِ؟

 

أم تغسُ النارُ وجهي؟ ...

 

أيّها الشعرُ ...

 

أيّها الكاشفُ لسُعراتِ الشوقِ...

 

أشتهي أنْ تُذرّيني

عشقًا لأشواقها ...

 

أنتِ

ثرواتُ أنوثةٍ

وعشقٍ ...

 

ميشال مرقص

4 ت1 2021

 

 

 

الخميس، 3 نوفمبر 2022

مراهقتُكِ نحتت شهوتي...

 

مراهقتُكِ نحتت شهوتي...

 

Norwegian painter (1857-1913)

 

***

 

لا يزالُ حلمي عاريًا

فوق وسادة الأشواق...

 

لا يزالُ يلوحُ

مثل ضوء ساريةٍ

في عتمةِ العشقِ/

وتحت قبّةِ

قبلةٍ عذراء/

تتواكبُ متلهّفةٍ

وراء مرارةِ السراب ...

 

كلُّ الأمورِ

تفتحُ أبوابًا على محيطِ

الأمنياتِ/

ملكاتِ الفكرِ المجروحِ

بخيالٍ/

يجترُّ نمطَ الإنعزالِ

المحبط...

 

لا أسوارَ

تفتحُ جناحيها

لعبثِ الفطرةِ ...

 

يأتي العشقُ مزنّرًا بشريطه الشوكي...

 

يلتفتُ

إلى خيالِ الصمتِ/

ويرتجفُ

صوتُ البوحِ/

في بحّةٍ تكادُ تخنقه ...

 

في الأفقِ

حيثُ تلمعُ نجومٌ سكرى

بوميضِ النورِ/

ترتسمُ دلالاتِ

السعادةِ الحزينة/

تلكَ

تُنكّسُ راياتِ الإستسلامِ/

وتُبحرُ إلى مرافئ/

قد تلتقي فيها

بأشواقٍ هي الأخرى

تكبدّتْ

أسفَ العشقِ ...

 

أحتويكِ

كما تحتوي القارورة

عطرًا مكثّفُا/

كلّ جدراني تعبقُ

بعطرِ أنوثتِكِ ...

 

أحتويكِ

كا تحتوي أفكاري/

على أحلامي بكِ/

على آمالي وآلامي ...

 

أحتويكِ

كما تحتوي الوديانُ

أغاني الرياح/

والمحيطاتُ

أسماكَ الحبِّ/

ومرجانَ القلوبِ المهلّلةِ

بألوانِ الأمنياتِ ...

 

لكنّ أمزجةَ الحبِّ

تُغلّفُ تراثَ

العشقِ في داخلي ...

 

لا يُمكنُ

للأمورِ أْنْ تبقى كما هي ...

 

لا يُمكنُ

للعاطفةِ

أنْ ترسو

على مرفأ

يهجرها ماؤه ...

 

وتترسبُ

رمالُ العشقِ

ذاويةً

في قعره ...

 

كلُّ الأمورِ تجري

بحسبِ

تيّاراتٍ نجهلها...

 

كلّ الأمور

تتسبّبُ

بالطعنةِ النجلاء...

 

وأنا أتمنّى لو تكوني الحياةَ

بداخلي ...

بل تكادينها! ...

 

سأهجرُ أغصانَ

اشتياقي

وملاذاتِ عاطفتي ...

 

تكادُ قشورُ شجرتي تيبس

وتجفُّ نسوغُ أغصاني ...

 

وموارد عاطفتي

تتشبّثُ

بندرةِ الرطوبة ...

 

سأهجرُ

وتبقى طيورُ القلبِ

في حنينٍ

إلى مواطنِ أوكارها/

وأعشاش دفئها ...

 

هكذا ترسمُ أجنحتها

في فضاء

الوجدِ واللهفةِ الحارقة ...

علاماتِ سكونٍ

لأبجديّة

عصي عليها تفكيك شيفرتها ...

 

...

 

سيبقى رحمُ الذاكرة

يتوالدُ

بأنوثتِكِ/

سيبقى طيفكِ الإفتراضي

يملأُ ثكناتِ

رغباتي ...

 

ستبقى

أبجدياتُ "الودّ" الخجولة

والرغباتِ

المفطومة عن البوحِ/

إشعاراتٍ خرساء ...

 

ستبقى صفحاتٌ لها

في صناديقِ العشقِ/

ملفّاتٍ تُزهرُ

ومضاتٍ ساحرة ...

 

كلُّ

دفاتر الأنوثة

الملتوتة بطحينِ الإمتلاء بكِ/

وبعسلِ الإبحارِ في عينيكِ/

والإغتناء

بأنوثة بدنِكِ

ولفتات انتظارِ رسائل منكِ ...

 

ستبقى

تنتظرُ لمساتِ اشتياقي ...

 

مراهقتُكِ

نحتت شهوتي...

 

عُريُكِ

رسمَ تلهّفي...

نهداكِ

خطّطا لاغتيالي ...

 

عيناكِ صمّمتا على اختطافي ...

 

شفتاكِ

هجرتا أعشاش انسلاخي إليكِ

نحوَ غيري ...

 

فطوبى لكِ ...

 

والسلام!

 

ميشال  مرقص

14 أيّار 2021