الثلاثاء، 28 فبراير 2017

توقفي معي... لننسّ الثواني... لننسَ أننا لم نلتقِ...

توقفي معي... لننسّ الثواني... لننسَ أننا لم نلتقِ...

                                     Fritz Zuber-Buhler (1822-1826)              


أضيعُ
وتجذبني عيناكِ/
إلى صقيعِ الاحترارِ المسحورِ
بارتعاشِ الهمساتِ...

أتفلّتُ من قيودِ البدنِ العالقِ في ذاتهِ...

مهووسٌ/
ألتقّى نسائمَ فيرموناتِ العشقِ...

الدعوةُ
المستورةُ
تشردُ في أعماقِ أنفاسي...
لها عطرُ أنوثتِكِ المرصودِ على تفتّحِ مدائنِ جسدكِ...

تغلبني عيناكِ/
تنتشلانني من أنا المنسيّةِ في بُهتانِ العمرِ...

أفتحُ متاهاتِ الغاباتِ المسحورةِ
لأنتشي/
كمن تهزّهُ ارتعاشةُ اعتلانِ الجوهر...

نقيّةً/
أرى ثقوبَ الزمنِ من خلالِ بشرتكِ...
وأقتفي معكِ/
خشيةَ اللمسِ/
فأهمسُ إلى عُريكِ بعينيّ...
وأوصي شفتيّ
بأنْ تتلامسا مع مسامِكِ
بالرقصِ المسعورِ
على أنغامِ
شفافيّةِ العبورِ
إلى محورِ أنوثتِكِ...

هاتي يديكِ...
لنقرأ معًا خطوطَ قدرنا...

الوهمُ
قبلَ أنْ اتلبّسَ أجفانكِ
كخدرِ سُكرٍ...

لنقرأ...
لماذا نقتفي زمنًا كانَ ليصيرَ
ذاته/
منذُ ما قبلَ فجرِ الولادة...

أليسَ معكِ يبداُ العُمرُ بخطواتهِ الأولى؟

أليسَ معكِ
يحينُ أنْ يتوقفَ/
فينصهرَ الجوهرُ/
ومعكِ ينسى أنْ تتقدّمَ عقاربُ الساعات؟

كلّما ابتدعنا قبلةً/
ننسلخُ من الزمنْ/
أنتِ أيتها الآتيةُ بعينينِ
تسحرانِ...

توقفي معي...
لننسّ الثواني...
لننسَ أننا لم نلتقِ...

ميشال مرقص


30/1/2017

السبت، 25 فبراير 2017

لا يُقاسُ الزمنُ إلا بقبلةٍ لا تقفُ عند مدار...


لا يُقاسُ الزمنُ إلا بقبلةٍ
لا تقفُ عند مدار...


                                                             Lena Sotskova, 1963
                                                                   



لأنَّ لأصابعكِ نُكهةُ الإبحارِ في مدائنِ شغفي،
تعطّرتُ لكِ بأفاويه الشعرِ ...

لأنّ لشفتيكِ
متعةُ التردداتِ
في ابتهالاتِ القُبلِ...
حرّرتُ عبوديةَ نزواتي منْ شبقِ الشهواتِ...

لأنَّ لبدنكِ دفء التمرّدِ/
على عبثِ اللذة...
تدفّقتُ كالنبيذِ الحارِ في آهاتِ عشقِكِ...

فلا تجعلي من تمرّدِ الشوقِ/
حكاياتٍ
لا تلبسُ قميصَ السفرِ البعيدِ/
في مساراتِ غيومِ الريحِ المجنونةِ فوق بيادر جنسِكِ...

كلانا يُطوّبُ نهمَ المتعةِ المجنونةِ...
بُحّةً للجسدِ/
قبلَ مواسم الإسرافِ المشبوبة ...

كلانا
يقفُ عندَ حافّةِ العطاء...
الإنغماسِ في اللهفةِ المتسارعةِ الأنفاسِ...

تغامري معي...

إفلتي شعركِ يُدغدغُ حُلُمَ اللونِ في أعماقِ الاحتراق...

داعبي حبركِ/
يرصدُ أجنّةَ القصائدِ المتلبسّةِ أنوثةَ عُريكِ...

تماديْ في شغفِ الاحترارِ...
فلقدْ نذرتُ ارتعاشاتِ أنفاسي
غُلالاتٍ لكِ...
ومجامرَ شفتيَّ
قميصَ اشتياقٍ لمسامِ بدنكِ...

أتركي لأصابعك بخورًا لعرسِ الجسدِ...
اللوحةِ الراقصةِ بينَ أجنحةِ الشهوة...

أخرجي من مداري/
فما بعد مدار الكوكبِ
لا يُقاسُ الزمنُ إلا بقبلةٍ
لا تقفُ عند مدار...

ميشال مرقص


27 كانون الثاني 2017 

الأربعاء، 22 فبراير 2017

مسحورٌ بنداء عينيكِ...


مسحورٌ بنداء عينيكِ...
  

                                                     Mabel Alvarez (1891-1985)


إجلسي تجاهي...

لا تقولي كلمة!

إجلسي وابتسمي...
فأنا مسحورٌ بهالةِ وجهكِ...

أعلميني متى أستيقظ من ذهولي...

قولي إنّ الحُلُمَ أوشكَ يرتحل...

أخبريني كيفَ أُلملمُ نمنماتِ الشغفِ/
عن دهشةِ هذا الألق المرجانيّ...

إجلسي تجاهي/
دعيني أثرثرُ لوحدي/
فقط تهجّأي شغفي/
ترجمي انفعالاتي/
تعمّقي في تعابيرِ وجهي/
الرسائلَ
المعطّرةِ بماءِ عُمري/
وأفاويه الوقارِ المحمومِ بالرغبةِ...

إجلسي تجاهي!
لنمحوَ من سطورِ الغربة...تجاهلنا...
لنجعلَ من مزيجِ العمرِ كوكبًا بلا مدارٍ/
مدارًا خارجَ جاذبيّةِ الأجسامِ...

تعالي
كأنّني انتظرتُكِ ولمْ تقتربي/
كأنّني تلهّفتُ
وصُرتِ انتظاري/
كأنني عبثتُ بآلةِ الزمنِ/
فافترقنا...

تعالي/
أهمسي في شغفي نبضًا منسيًّا...

لكأنّ صوتُكِ يضجُّ في رأسي
منذُ أجيال...

كأنْ التقينا من قبلُ
يومَ غادرتِ سفينةَ الطوفانِ...

كان شغفي طوفانًا/
كانَ وهجُكِ فضاءً خارجيًّا مملؤًا جاذبيّةً...

ابتعدتُ عن مداركِ وأنا بعدُ مذهولاً من الخباء...
ابتعدتُ
لأنتظركِ...
ولمّا تأتي!

إجلسي وباركي أجيالي/
أجيالَ اعتناقي حبّي لكِ...

فأنا مذهولٌ بألقِ وجهكِ...
ومسحورٌ
بنداء عينيكِ...
فلا تُخبري شفتيكِ
كمْ تتشوقُ إلى القبل!!!


ميشال مرقص

الأحد، 19 فبراير 2017

وأشردُ حتّى كأنَّ جنوني / يُلازمُ عطرَ جنونِكِ منّي...

وأشردُ حتّى كأنَّ جنوني
يُلازمُ عطرَ جنونِكِ منّي...
                                          Franz Xaver Winterhalter (1805-1873)



خذيني إلى وشمِ عينيكِ، إنّي
رجوتُ جنوني – بألاّ تُجُنّي...

كأنّي أُواربُ عشقًا – وأبقى
شهيَّ الدلالِ بعطرٍ أغنِّ،

خذيني فإنّي أغيبُ انسيابًا
وأُدمي شفاهي بلونِ التَجَنّي،

وغُلّي بصدري فلا كانَ عمرٌ،
بلا ناهديكِ، ولا كانَ دَنّي،

أهيمُ نسيمًا،
وأُبحرُ في غانياتِ الحروفِ،
فيشردُ لحني

وأنتِ اختيالُ الزمانِ بعيني،
وأنتِ مدى الآهِ همسًا بأذني،

 وأنتِ مدى ما يهيمُ الخيالُ،
غمامةُ وحيٍ،
وإسراءُ جفني...

أميدُ أميدُ مع الحالماتِ
نسائمِ وجهِكِ،
جنّاتِ عدنِ...

فيا ما تطيبُ شفاهٌ،
ويجني شذى شفتيكِ،
جنونُ التمنّي ...

ويسري جموحٌ
كما شُدَّ عطرٌ
إلى ناهديكِ،
يُخبّرُ عنّي...

خذيني إلى حيثُ تأتي السنونو
وتنقرُ بوحَ الحنينِ
المُرنِّ،

وتترُكُ فوق ضلوعِكِ حبرا
يُخربِشُ وهجَ
عبوري،
يُغنّي...

إليكِ ارتحالي يضوعُ عطورًا،
وتأتينَ شوقًا يُخامرُ ظنّي...

وأشردُ حتّى كأنَّ جنوني
يُلازمُ عطرَ جنونِكِ منّي...


ميشال مرقص

الخميس، 16 فبراير 2017

همساتُ حبٍّ - 184

همساتُ حبٍّ - 184

                                             Clara Klinghoffer (1900-1970)



1

إبتسمي ...
ولترْحَلْ  سنونو الشفتين/
إلى قناطر الريح....
كأنّني
أغفو في حضنِ القمرِ...

2

التُفّاحةُ مشنوقةٌ
بورقة التين...
فما بال السفرجل
يغصُّ بريقِهِ؟
لا تكشفي ورقةَ التين
فأشتهي التفّاحة...
3

تعالي
نعبرُ النقاءَ...

الثلوجُ تكسو الجبالَ/
والاشتعالُ يضجُ في شراييني...

غُلّي/
لترسمي فوقَ ضلوعي/
وشمَ اللهفةِ...

4

خبّئيني وراء زجاجِ البراءةِ
فلقدْ كسَرتُ
مرآةَ الخطيئةِ...

أبحري في عينيَّ
لأقطفَ
مساكبَ اللونِ...

هاتي يدكِ
أرسميني...

لمسةً ...

5

أقبّلُ خصرَكِ
شفةً شفةً...
وتطولُ مسافةُ الإبحارِ
حولَ مدار الإغواء...
أتركُ سُرّتَكِ تغفو
في زهرةِ رمّانِ...

عندما ينتهي المدارِ
يتحوّلُ نهداكِ
حمامتينِ دافئتين...

حلمتاكِ تقفزانِ إلى شهوتي...

6

يحدثُ أن تكونَ الشفتانِ

ابتهالاً
أو قبلةً...

الحالتان

عميقُ إيمانٍ
وسحيقُ شهوة...

لِصوتِكِ دهشةُ حنانٍ ...
يلمسني طربي بكِ ...

7

شاركيني... التُهمةَ ...
فأنا أشعرُ لوحدي
بِسُعارِ
الشوقِ....

8

غُلّي في دفئي...
ليصيرَ الصباحُ
قصيدةً
تليقُ بكِ...
ولكِ
منْ لونِ عينيَّ شالٌ...


ميشال مرقص



الاثنين، 13 فبراير 2017

أجملُ ما في خزائنِ الزمنِ/ أن نتناسى عشقنا عند حدودِ الجسدِ...


أجملُ ما في خزائنِ الزمنِ/
أن نتناسى عشقنا عند حدودِ الجسدِ...

Louis Hersent (1777-1860)  





تمدّدي حدي...
تلازمي معَ جسدي المُنهكِ
بالقُبلِ...
أشرقي فوقَ بدني/
كحالةِ وهجٍ يتوهُ عنْ مدارِ الكلمةِ...
إشفيني من جراحِ الكلماتِ/
فأنا أُسْرِفُ في البوحِ/
وأحترفُ بلبلةَ الشغفِ لكي تتحرّري من ذنوبي...
فلا تبتعدي/
فلا نجمَ يخرجُ من مدار جاذبيّةِ القصيدة...

تمدّدي حدّي/
فبينكِ وبيني لا تتزاورُ نسماتُ العشقِ...
أحبُّ أنْ أرحلَ بعيدًا في تكاوينِ جسدكِ...
أتمهّلُ/
مثلَ كوكبٍ يجتازُ ملايين السنين الضوئيةِ/
ليعبرَ مساماتِ وجهكِ...

إستلقي/
ودعيني أُحاورُ ذاتي أين التقيتُكِ/
دعيني أقفُ عندَ عتبةِ العُمرِ/
لأستعيدَ
وعيَ الذاكرةٍ
الهائمةِ
في مدى غاباتِ شهواتِكِ/
وألتقطَ ينابيعَ أنوثتِكِ
بهمسِ نظراتي الراغبةِ
في تطويقكِ/
والناعسةِ
امتلاءً بنعمةِ بشرتِكِ العميقةِ بالسخاءِ...

دعيني/
ألمسُ قربكِ
بيادر الوقتِ/
لا أعودُ أسترجعُ ذاتي
ممّا وراء حدودِ أدغالِ شهوتِكِ...

دعينا نتلمّسُ همسَ الذاكرةِ المنسيّةِ في ارتعاشاتنا/
في خلجاتِ الانعتاقِ إلى كلٍّ منّا...
فأجملُ ما في خزائنِ الزمنِ/
أن نتناسى عشقنا عند حدودِ الجسدِ...
أنْ نتناثرَ في طلحِ الارتقاء من نزوةٍ...
أنْ نصيرَ
أنتِ وأنا
شغفًا/ نقاءً/ شعرًا...
لأنّكِ أنتِ تتمدين حدّي/
نتهامسُ بالشغفِ...

ميشال مرقص

6 شباط 2017