الأحد، 2 ديسمبر 2018

نُزنِّرُ شهواتِ الجسدِ باللعنة



نُزنِّرُ شهواتِ الجسدِ باللعنة


  Leopold Schmutzler ( 1864 –1940)                                        



ها أنذا
 أفيضُ بكِ...
أمتلئُ رغبةً مسعورةً...
أتخاذلُ
أمام بوحِ الشفتين/
مثلَ نسرٍ تعاندهُ
هجماتُ الرياح....

أفيضُ بكِ...
كأنّكِ همسُ الخطيئةِ
يلعقُ منْ أعماقِ الشهوةِ...
كأنّكِ
هتافٌ يخترقُ لوثةَ الفضيلة...

لنأخذَ بما هو ظاهرٌ
حتّى نحفظَ شتاتَ العاطفة/
فالرياحُ مشبوبةٌ
بهذيانِ الفكرِ...
واجتياحُ الأحصنةِ
يشدُّ مزاجَ الاطمئنانِ...

يُهملنا الزمنُ
يُهملنا الشوقُ
عندما نُزنِّرُ شهواتِ الجسدِ
بماء اللعنة...

ميشال مرقص


الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

همسات حُبٍّ - 195


همسات حُبٍّ - 195

               ألكسندر ياكوفليف (1923 – 2005)


1
يقترنُ بالمطرِ،
ذلكَ الغافي تحتَ جبين الدهشة،
كلّما
سمحتْ للعبورِ،
خيوطٌ نورانية
ترسمُ قوس قزح...

2

يعترفُ العلمُ
أنّها أصغر من حبّةِ رملٍ
تلكَ الشُهبُ
تكتبُ بالذهب،
شريطًا
لوْ يُعقدُ
في شعركِ!
لكنْ أنتِ
تمشينَ فوقه
خربشةً
في مُطلقِ الكونِ
تُثيرُ
افترارًا
لدى الانطفاء..

3

إستقبليني
في مرجانِ إدهاشكِ لي،
فأنا أحملُ لكِ
عصيرَ العمرِ..
وتُفّاحَ المعصيةِ..
وشبقَ النُكهةِ الطيّبةِ..
وعسلَ الرغبة..
وطنينَ الانسحاقِ..
هكذا
أبجديّةُ الطقوسِ
تفتحُ على ينابيعكِ
ماءً مقدّسًا..
ماءً نقيًّا..
كلّما تقطّرَ العُشقُ
عناقيدَ لشهوةِ
المعصيةِ...
والافتتانِ بأنوثتكِ.

4

إستقبليني
بخشيتي أمام الفرحِ،
إفتحي ستائرَ أنوثتكِ
فوقَ عرشِ الكبرياءِ،
إغمري دفْء العواطفِ
بنهدينِ
يغليانِ شهوةً.
فأنتِ في ذاكرتي
هوّاءَ اليومِ الأول...
وأنا تعبتُ
من أمسياتِ عشقي
عند كنوزِ سحركِ...

5

كوني أنتِ،
أشتعلُ بكِ،
يطيبُ نبيذُ رجولتي
في سُقيا مائكِ.
إلتفافٌ
ولا تشابُكُ خصرين،
في امتشاقِ
نشوةٍ
تهتفُ
عُمقَ السيفِ
وردةٌ حمراء..

6

الجنّةُ!
أنْ يستفيقَ عطركِ
في أحلامِ مسامي.

7

قبلتي
تفتّحَتْ زنبقًا
عندَ سُرّتِكِ
وخدرًا
في شفاهي.

8
لا تلومي الأمسَ
فأنتِ اليومَ
أجملْ.

9

يغبطني صوتُكِ
الآتي إلى شغفِ
الأذنِ،
يختالُ مخمليَّ النبرةِ
في صُداحِ الانجذاب...
سُكرٌ!
أنْ أستفيقَ
من نبْضِ الوترِ
يُمطرُني
صوتُكِ حنينه.
يُمطرني كُسوةَ قريش
عندَ مدى
نمنماتِ الشفقِ...
إنّهُ صوتُكِ...

10

المرآةُ تُخبّئُ سرَّ وجهي.
لمْ تتغيّرْ هي!
وجهي بدّلَ ملامحه،
ولم يسمح لها بأنْ تشيبَ.
وحدَكِ
يجلو العمرُ مرآتكِ.
أنتِ
في طيوبِ فصولكِ
تجعلين نَبْضَهُ
قياسًا
لشفاهٍ
نديّةٍ...

ميشال مرقص

الأحد، 16 سبتمبر 2018

تعالي نُعانِقُ بَدَنَ الريح!


تعالي نُعانِقُ بَدَنَ الريح!


Leopold Gould Seyffert (1887 - 1956)


تعالي لنبني بيتنا في الريح...
تعالي
لنُقيمَ عرزالاً فوقَ أجنحةِ الطيورِ العابرة...
تعالي،
نغزلُ من عناقيدِ الغيومِ
شهوةً
لعُرينا...
ألا تُريدينَ أنْ تكوني سعيدةً؟
ألا تريدينَ
أنْ تفرحي بأنغامِ سنابكِ الهواء
تنقرُ نبضَ سمفونيّتها الماجنة
وتُعرّجُ
حولَ إغواءِ خصرِكِ
في اشتعالِ اللحنِ الصارِخ...

تعالي
نُعانقُ حقولَ الحبقِ
خلفَ آفاقِ كتفيكِ...
المدى اللافتُ إلى كواكبِ النعسِ
تقطفُ رداءَ عينيَ
وتمسحُ
دمعةَ السنونو الهاربةِ من عندِ أنفكِ...

تعالي نرتدي
شفافيّة الريحِ المُغرّدةِ
فوقَ أوديةِ بدنِكِ...

تعالي
أقطعُ أغصانَ الوقتِ المتشابكةِ
في المسافة الفاصلةِ
بين جسدينا...

الريحُ تصرخُ
في دمي،
الريحُ
تُمسّدُ خصلاتِ شعركِ المائلةِ إلى شغبِ ...

لمْ تكنْ عشتروتُ ترتدي غير الريح...
كان فخذاها يُغازلانِ نقاءَ الأنوثة،
وبطنُها
تشرقُ منه الشمسُ...

وأنتِ
أجملَ من آلهةٍ تمطي عربتها في الريحِ،
وتغزلُ لها
عُريًا نقيًّا شفّافًا
ممهورًا بنُضار الجزّةِ الذهبيّةِ...

تعالي
نزني مع الريح...
فالبحارُ حُبلى تُجهضُ ذاتها...
تعالي
إلى جذوةِ هواءٍ تلسعُ جسدينا ...

أنتقيكِ من بين الآلهاتِ
حذاؤكِ خيطُ الشمسِ
وشعرُكِ مسكنُ الريحِ...

أخبري نهديكِ بامتلاء النشوة!...


ميشال مرقص

الأحد، 2 سبتمبر 2018

رائحةُ الشبقُ تعبقُ من نهديكِ


رائحةُ الشبقُ تعبقُ من نهديكِ


Asher Brown Durand  1796–1886

لمْ يعدْ للمسافةِ نهدٌ/
لمْ يعدْ للموعدِ لقاء...
يغرقُ الانتظارُ في بدنِ العتبةِ الجامدةِ
عندَ شفتيْ المطرِ...
الوشوشةُ الرهيفةُ/
النهمُ المتلهّفُ إلى عبورِ رائحةِ أنوثتِكِ/
حيثُ
يغتالُ صدى اللونِ
عُريَ الابتسامات/
فلا تتدافعي في غُربةِ الجسدِ/
ولا تفقدي رغبةَ الجسدِ
الشهيِّ/ لعناق...

تمايلي مثلَ عبورِ ريحٍ/
تُعانقُ غاباتِ القلقِ المنسيِّ عندَ تقاطعاتِ الهروبِ...
هوذا
مسافاتُ عُريكِ
تتلمّسُ ارتعاشاتِ جسدي/
من قبلُ أنْ تتكوّنَ جنينًا
في أحشاءِ رغبتي...

أعبري إليَّ/
خذي بذراعيكِ لهفةَ عينيّ/
اغرقي في امتلاء الشوقِ في مدى اندفاعي إليكِ...
هاتي ما لديكِ
من دفاترِ أنوثتِكِ المتهالكةِ
لانصهارِ شغفٍ...
أنتصري على كسلِ الجسد/
عاندي تقهقرَ الرغبة/
إلتفّي حولَ عُنُقي
كبوحٍ
يخترقُ جدارَ رئتيَ
ليتنسّمَ عطرَ شغفكِ/
فرائحةُ الشبقُ تعبقُ من نهديكِ/
وتجري شهواتُكِ
هائجةً
مثلَ شهقاتِ العشقِ
وتردّداتِ انهدام اللذّةِ

ميشال مرقص

السبت، 18 أغسطس 2018

همسات حب – 194


همسات حب – 194

John William Godward 1861 - 1922




1

جمالُكِ أكثرُ إلحاحًا
من عينيكِ...
لا تُخبّئي رغبتَكِ
جِلدُكِ يقطرُ بوحًا
ومسامُكِ تنبعُ لهفةً...

2

شاركيني نشوةَ الشعرِ،
أنتِ قصيدةٌ رائعة،
وأنا قارئٌ شغوفٌ...
أذوبُ في أبجديّاتِكِ...

يا لَشغفِ الأوتار...

3

تبنينَ شهدَكِ في الكلماتِ
الملكةُ تعشقُ ذكرًا واحدًا

شهيد العشق...

العسلُ شهوةُ أنثى...

4

إرتدي شهوةَ عينيَّ
واخترقي مسامي...
 ثمرةُ التينِ علقت
في شفتيكِ...

5

الحبُّ لا يستئذنُ شعورًا...
يجتاحُه...
لا تُكابري...
إنْ تنحّيتِ من طريقه...

6

يُغويني عطرُكِ
أشمّهُ في القصيدة
أريجُ العشقِ
يُفتن الحواس...
أبعدي فسطانكِ عن الكلمات
أعشقُ أن أقرأها بهدوء...

7

جنونُكِ يجتاحُ شهوتي
وأغمركِ
بهوس الجنون...

8

تهمسينَ ذاتَكِ
ألوانَ فراشةٍ...
وتُحاصرينني
بين الهُدُب والهُدب...


9

اخترتُكِ
لتمشي معي...

فسحرتِ الطريق،
وتلعثمتْ العيون...

10

تتواكبين معي
ظِلّكِ يُغرّدُ
في أحاديث
شجر الحور...

11

أترقبُ حلولكِ
وتبيتين في قصائدي،

لولاكِ ما كتبتُ شعرًا...

12


عطرُ النبيذ
أساورُ لنهديكِ...

لا تنتشي
قبلَ أنْ أتذوّقَ سحره..

13

في الموعد المقرّرِ
ينتهى موعدُ الحلم
لكنَّ موقع قدميكِ
أزهرَ شوقًا

14

القُبلةُ الإفتراضيّةُ
"جنون" قيس بليلى...
لستُ من أنصار
الحبّ العذري...

تمتلئينَ بي
لأجلوَ أنوثتِكِ...

15

لا أشيّدُ لكِ
مربّعاتِ عشقٍ...
لكِ
أن تحتلّي
ذاتي كلّها...

16
القمرُ يكونُ أقربَ
إلى الأرضِ
مرّةً كل 16 سنة...
لا تبتعدي عنّي
أكثر من 16 ثانيةٍ...

لكلّ ثانيةِ
مسافاتٌ ضوئيّةٌ...

ميشال مرقص