الأربعاء، 30 يناير 2013

أخشى أحيانًا


أخشى أحيانًا
                 غبريال مونتير (ألماني 1877-1962) – اللوحة في استوكهولم 1917

تمرُّ الأيّامُ ثقيلةً
عندما لا عبورَ لكِ.
أشعرُ تفاهةَ الوقتِ الضائع.
أخشى أَنْ يُفلِتَ عُطرُكِ مني
ويُسرع مثلَ غيومِ أيلولْ.

حسُّكِ
يُشعلُ في شراييني غليانَ الرغبة،
أعرفُ
كمْ جميلٌ أنْ تكوني
تتغلغلين
في حنايا ذاكرتي
ومرايا أشواقي،
وأنْ...
تكوني مفتاح الثواني
وبوّابة البوحِ الرقيق
أمام مساحاتِ أشواقي..

بكلِّ بساطة،
بكلِّ اهتمامِ
بكلِّ شغفٍ
تصيرين ملكة نهاري...
لا تغيبين عن مداركِ لهفتي،
واقعٌ في جاذبيّتِكِ
مثلَ  كوكبٍ
تعلّقَ بكوكبٍ
يدوران ولا يتعانقان
ويتوالفُ نهارهُما
ويتخاوى ليلُهما
وهما أبدًا
في دورانٍ
لا يخلو من متعة الجاذبية...

أخشى أحيانًا
أن أتلمّسَ ذاتي
ولا ألقى عطركِ...
ذلكَ العطرَ الأنثوي
ذلكَ الوهجَ يخترق حدودَ حواسي
وينتشلني
مثل وجع الحُلمِ
إلى ضفاف زنديكِ...

ميشال مرقص

أحلام الإفتقاد


أحلام الإفتقاد

                    البريطاني بيرسي تارّان (1879 – 1930)

تجرّنا الليالي
إلى أحلامِ الإفتقاد،
إلى هواجس الرغبات...

تُلحفنا
بالعشقِ الممزوجِ بهواتف الصمتِ،
تنسجُ في أحشائنا
وجعَ الأشواقِ الهائمةِ في صحارى المسافات...

تلفحُ وجوهنا
بالمسكِ يتقاطرُ مع نفحات النسيمِ الضائعِ وراء همساتٍ دافئة...

لا تعرفُ الليالي عطرَ البوحِ
المشلوحِ فوقَ صفحاتِ العبورِ،
لا تلتقي أحلامَ العاشقينَ
التائهينَ في براعمِ الذاتِ،
لا تغفرُ ذنوبَ الشهواتِ المنذورةِ على الوعودِ...

الليالي الدافئةُ
تعبرُ إلى زنديكِ
من عطرِ أحلامي بكِ،
من اللهبِ العاشقِ لاحتضانِكِ
والانتشاء بزهوِّ عينيكِ
امتلاءً من رغباتِ الحبّ...
من هوسي بكِ "الملجومِ" بيأسٍ
يُفري أنغامَ اللهفةِ إلى اعتناقِ عُريكِ
ممالِكَ لأشواقي،
من عبوري "المضغوطِ" بمجاهلِ الدروبِ...


أشردُ فيكِ
مثلَ التائه في فضاءٍ خالٍ من جاذبيّةٍ...

لا أعرفُ أينَ أسطّرُ أبجديّةَ شهواتي بكِ،
لا أعرِفُ كيفَ أحملُ دفئي إلى أنوثتِكِ،

أبني في مساماتِ عُريكِ
محطاتٍ لبوحِ انغماسي فيه...

الليالي الباردةُ
تأتي بلا رغبةٍ في دفء...

بلا موعدٍ لملاقاة،
بلا شهوةٍ فوقَ وسادةِ الشفتين...

كلّما نظرتُ إلى مرآتي،
أراكِ في عينيّ...

وأغمرُ الحلمَ
فلا أقعُ إلاّ على لهفةٍ
تشتهي
لو تمرّين في نسمةِ هواء...

ميشال مرقص

الخميس، 24 يناير 2013

حضارةُ نشوة


حضارةُ نشوة

الصورة للرسّام الأرجنتيني
       
Willem Haenraets   


أبسطي
أحلامَ الرغباتِ في مدى الانسيابِ إلى لذّاتِ العمرِ...
وتَكَوّني في أعماقي،
ذلكَ المخاضُ العاتي،
في متاهاتِ نبْضي.
أعبري جميعَ جهاتي واخترقي مسافاتي كلّها،
ففي مساحاتِ عُريي
تولدينَ أنثى الفصولِ كلّها،
تَرشقينَ براري اللَّذاتِ،
بهاءَ عُرْيِكِ....
وتكونين لغةَ الجسدِ
الملتهبِ
بأبجديّةِ أنوثتِكِ...
أهجّئُ إثارتَكِ
مزاميرَ لانعتاقي من دينونة جسدي
إلى قيامةِ جسدكِ...
فهلّلي جِنسًا
وتهلّلي بي...

أنا ... العبورُ المتجدّدُ في بدنكِ...
تنبعثينَ
بي... حضارةَ نشوةٍ...
ميشال مرقص

أَلْتَذُّكِ في خفقانِ ضلوعي


أَلْتَذُّكِ في خفقانِ ضلوعي

            فرانسوا جيرار (1770-1837) – مدام ريكامييه (1802 أو 1805) – متحف اللوفر - باريس

إقرأيني
أستعيدُ همساتِ اللهفةِ
من صفحاتِ شهوتِكِ،
هجّئيني
تَلَمُّسَ دفءٍ
في شهقةِ أنْفاسِكِ وخلايا الرئتين،
سطّريني
وَشْيًا فوق ملامِسِ عُريكِ،
فأنا كتابُكِ الوحيُ
في نارِ جسدِكِ
وتعاريجِ تكاوين أنوثتِكِ...
نحترقُ في انغماسِ الذاتِ
بملكوتِ الانصهارِ العشقي...

×××

أَتْلوكِ
ارتعاشًا في نَهَمي إلى حضورِكِ فيَّ.
طلائعُ الجسدِ،
تتفتّحُ في خفقانِ اللذّةِ.
هوذا آتيكِ
بأمواجِ تدفُّقي في شرايين نهمي،
أَلتذُّكِ
تخفقينَ اضطرامًا
وتزحفينَ فوقَ ضلوعي...
لَطالما هيّأتُ مساحاتِ بَدني،
لاستقبالِ خلايا عُريكِ...

×××

أهمسي
مزاميرَ عشقي.
بكِ تُرتِلُ أجنحةُ العصافيرِ
تواشيح الخصبِ
وتغاريد الالتصاق،
بكِ
آتي إلى جنونِكِ
وأستفيقُ على أنغامِ أنوثتِكِ...

أذوبُ فوقَ شفتيكِ
مثلَ نسمةٍ
تُضيّعُ مسارَ الرياح...

أحتمي في نبضِ جسدِكِ
من تدافعِكِ في داخلي،
فتستريحينَ شغوفةً...

أحملُكِ في عينيّ...
وأغرقُ في ابتسامةِ جنونِكِ...

×××

تعالي نمسحُ هوامشَ الحياةِ...

لذّتُكِ
أنْ تضيعي في ذاتي..

فرحي أنْ ألتقيكِ
كلّما مدَدْتُ يدي أتلمسّكِ فيَّ...
فلا تهيمي خارجَ
مداري،
أصيرُ معكِ
كوكبةً مداريةً...
مجرّةً تُعانقُ مجرّةً

ذوبانٌ كلّي؟

لا توقظي حُلمي ...

ميشال مرقص

يتسّع وجودُكِ في أحلامي

يتسّع وجودُكِ في أحلامي

           غوستاف مورو (1826 – 1898)

أُمسكُ صوتَكِ،
يكادُ يتعثّر...
تشدُّ بهِ خيوطُ العاطفة،
حملتُكِ إلى ظلّي،
لأغمرَ
دفقَكِ فيَّ...

×××

تغتالني
صفحاتٌ مجهولةٌ
كُتِبَ بياضُها بالإثارة،
بأنوثةٍ تترجّى أهدابَ القلبِ
أنْ تغفوَ
فوقَ نعسِ العيون...

×××

ألوّنُكِ بألوان عينيَّ،
أحملُكِ
بشغفِ
شفتيَّ،
أنتقلُ بكِ بين مسامي فوقَ جسورِ رقّتي
فلا أخدُشُ نقاءَ أنوثِتِكِ...
تَلَأْلَئيَ في ذاتي
مثلَ ذرّاتِ ماسٍ تعشقُ خيوطَ الشمسِ،
اختلطي في ذرّات اشتعالي،
مثل خلايا النارِ،
إمتلأي بفيض عشقي،
فأنا أحملُ لكِ
خمورَ كرومي
لأغسلَكِ بالطيبِ...

إسبحي في جنوني،
فينابيعُ اشتياقي تتدفقُ بمائكِ،
وشفافيّةُ لهفتي
تمسحُ عُريَكِ
بشفاه العشق...

×××

إلبسيني نغمًا
فوق أوتارِ الزمن الهاربِ مثلَ وحيِ الزهور،
إنغمسي
في عجينِ جسدي،
أنتِ
خُبزُ عشقي
وخمرُ انعتاقي من ذاتي إليكِ...

أعبري مُدُني مثلَ عواصفِ المحيطاتِ
وادفقي موجَكِ
فوقَ شواهد جزري...

أحتضنُكِ في مرافئ اللذّةِ
مثل شرايين عطرٍ تتفتّحُ في حضارةِ جسدِكِ...

×××

لا تُقفلي أبوابَ العتمةِ
على نسيجِ الصباحِ...

نقاؤكِ
نبعٌ من مناجمِ الدهشةِ
ورخامِ الأحلامِ...

دعي رقصَ الثواني ينهمرُ مع كؤوس الشهواتِ...

أنتِ
أنتِ
عبورُ النشوةِ
اشتعالاً  في شُعيراتِ الأعصاب...

×××

لملمي يا سيّدتي ذاتَكِ،
فلم تعدْ أبعادي قادرةً على استيعابِ نشواتِكِ بي...

لملمي وشاحَ الرغبات...
فأنا أخترقُ مسافات كياني
ليتسعَ وجودكِ
في أحلامي ...

ميشال مرقص

غوستاف مورو (1826 – 1898)