الأحد، 29 أبريل 2012

نبيذ الشهوة -نشوة...- أستزيدُكِ... ذكريات...


نبيذُ الشهوة

تعالي إلى حدائق عينيّ
أغسِلُكِ بنبيذي،
أحملُ لكِ
عصيرَ كرومي،
أذوبُ سُكّرَ تفّاحٍ رحيقًا لكِ..
وأرجوانَ عصير الرمّان...
أغمسُ نهديكِ بالعسلِ البريِّ،
وأمسحُ سطحَ جلدكِ بدهن العنبر...
فلا يليقُ بمهرجانِ شهوتِكِ
انسكابُ الحليب..
بلْ
خمورُ العنبِ الأحمرِ والأسود،
ودمُ الرمّان
وشالاتٌ
من مساكبِ النُورِ..

ميشال مرقص

.............
نشوة..
      زيتية "تينتوريه" البندقية 1518 - 1594 (فينوس وابنها تنتظر الإله مارس)



إنسابي إليَّ من أثير عُريكِ،
حُلُمًا وآهةً..
تتشوقُهُما عيناي.

تفيضينَ فيَّ
دفقَ رغبةٍ
عند ضفاف كؤوس جنوني،
ساهيةً
في نشوة الارتحالِ
 إلى اللذة.

منبعثةً من أعماقِ عشقي...

ميشال مرقص
.........

أستزيدُكِ...


تلكَ اللامبلاةُ
تطعنُ...

عندما أجرّدُ غمدي
تنتشين مثل لبؤةٍ..

تزأرين
لارتواء...
ميشال مرقص
.........
ذكريات...

أفتحُ صندوقي،
كم لنا من الذكريات؟...

تعالي
معي
إلى شاطئ المدى...

مدُّ الغيمِ
يغتسلُ في نقائنا...
ميشال مرقص


مضائق الشمس - الخطيئة الثانية

مضائقُ الشمس


                                    زيتية للفرنسي المعاصر برنارد فيدلير – على الكنبة

أنشدي رغبتي
بتُّ في فواصل سطوركِ
نهاية النعس المتشردق
بهمسِ شقاوتِكِ...
أغصُّ..
وأنتِ تفتحينَ ما فوقَ الرُكبتينِ،
لم تُعرّج سفينتي من قبلُ
في مضائق الشمس..
القطبُ الباردُ يذوبُ قُطنًا...
إتجاهُ الشهوة
يُذبذبُ
جاذبيّة حقولكِ...
ميشال مرقص

.......
الخطيئة الثانية


                        زيتيّة حوّاء – الإيطالي "لو تينتوريه" 1550

ليتَكِ تَقطفينَ الزمن.
تُفاحةُ الساعةِ
يقطفُها ملاكٌ..
الخطيئة الثانية، ليستْ معصيةً.
شرهُكِ للسقوطِ في الشهوةِ،
تُراثٌ...
نُحيي أساطيره...
لا أنتِ حوّاء،
ولستُ آدم...
صورةٌ طِبقُ الأصلِ
غيرُ ممهورةٍ
بالطردِ
من الفردوس...

ميشال مرقص



                                  
                                    

عناق - سقطتُ صريعًا

عناق

العِناقُ
أنْ يتورّمَ جوعُنا
نتلامسُ
في أبعادٍ
تتفجّرُ رغبةً...
نشعرُ مجرّاتِ عواطفنا
تتوالدُ..
بحجمِ وجودِكِ
بينً ذراعيَّ..
ألملمُ زهراتِ جَمْرِكِ
في مساكبِ صدري...

هنا تُعلِنُ فراشةٌ
غبارَ طلحِكِ
في خصبي...

ميشال مرقص
..........

سقطتُ صريعًا

لمْ تكنْ يقظتي قَلَقًا
لُهاثُكِ أندى تَحَطُّبي..
سألني نهدُكِ
أن أبقى مغامرًا..
فانتشيتُ من عناده
وسقطتُ صريعًا..

ميشال مرقص

لم يكن نزوة

لم يكن نزوةً

لمْ يكنْ نزوةً
ذلكَ البُعدُ...
أتحلّلُ غمامًا
يتمدّدُ فوقَ هضابِ جسدكِ
وقيعان محاراتِك...

ابتهالٌ
إلتصاقُ أنوثَتِك
بِرَذَاذِ
عُرْيِي...

ميشال مرقص

لأنكِ أنتِ

لأنّكِ أنتِ

موحشٌ، يا سيِّدتي، العمر من دونك،  
مقلقٌ نبضُ الأيام،                                   
الوجوهُ باردةٌ بلا وجهكِ،                  
والصقيعُ يغتالُ صيفَ العشق.        
       ****                       
أقرأ صفحات جسدك، صفحةً صفحةً.            
أعانقُ، ثَمِلاً، عطرَك فوقَ وسادتي.                   
أُبْحِرُ في جسدي حيث مسحتِ مسامي      
بحقولِ القمح،                             
وأرتحلُ إلى جسدكِ، آنَ تَفَتَّحُ، من إدهاشي       
له، ينابيعُ أنوثةٍ ودفقُ حنانٍ.                        
       ***                              
أستظل، يا سيدتي نهديك،                 
وأُفْلِتُ نظري ناعمًا عند شاطئيهما،                   
فالصيفُ يحرِّرُ شواطئَ البحور،      
ليُخْرِجَ المحارَ من قيعانها،                
واللؤلؤَ من المحار...                
فكل ثِمارِ بَحْركِ شهيَّةٌ،                    
شهيَّةٌ حتى الغوصِ العميقِ.                 
       ***                              
يا سيدتي ،                          
كان يمكن لزهر اللوتسِ أن يبقى عاشقًا،   
لولا أنَّه نبت في سرَّتِك،                        
فتحولتْ عشقًا في ذاته.              
       ***                              
أعرف يا سيدتي كيف تتغلغلين في
شراييني،            
كيف أتنفَّسُ أنفاسَك، 
كيف أبحثُ عنك في كياني،
كيف ألتقيكِ في دمي، وفي نبْضيَ
اليوميِّ أتدفقُ إليك وتتدفقين فيَّ.
       ***
بات مقلقًا، يا سيدتي، أنْ يقفَ
دورانُ الزمن عند وجهكِ،
أخشى ارتحالَ النهار،
واستعجلُ انتهاء الليل،
ووجهُك يا سيِّدتي هو سيِّدُ النهار
والليل.
                ***
يا سيدتي ،
إذا كان للرحيل أوانُ،
فللعودة أوانٌ أيضًا.
الفصولُ تتوالدُ،
ومياهُ الينابيع تتجدَّد وتتدفق في
مواقعها،
فهل كثير عليَّ أنْ أنتظرَ
تجدُّد الينابيع، ولو طالَ موسمُ
الجفاف؟

أنتظرُ يا سيدتي "لأنك أنت"
ولأنني ….


ميشال مرقص

الأربعاء، 25 أبريل 2012

الحبّ يفترسُ ذاته

الحبّ يفترسُ ذاته

                                   ليدا (إبنة الملك إيتوال) والقلاق (جوبيتير) –
                                 زيتية الإيطالي (فيرونا) باولو فيرونيزي (1528 – 1588)

يرفعُ الحبُّ رأسَهُ عن الوسادة،
يُجَعْلِكُ طاقمَ أعمالِهِ،
يَمْسحُ جوخَه،
يُجدّدُ خلايا هرموناتِه،
وينطلقُ...
يُلَملِمُ حكاياتِه
من نوافذِ الفراشاتِ...
يُسكِعُ رقبته،
يَرْفَعُ قُبَّعَتَهُ
تحيةً...
يَنْحَني،
إلى يراعاتِ الليلِ،
يَمْضي،
بلا نُقَطٍ فَوْقَ الحُروفِ
يُسجّي
نعشَ زُهدِه،
يُطلقُ مأثرةً،
صفّارةً...

متى يتوقفُ قطارُ اللُهاثِ؟
عند بابِ
عصفورةٍ
تنتقي ذَكَرَ عُشْقِها
المتوّجِ بريشٍ ملوكي
ومهرجاناتِ الزقزقاتِ السمفونية!!!
متى
يسقُطُ
الغبارُ الماسيُّ
عن أجنحةِ الجنيات؟
كلُّ شيءٍ
يتأبّطُ ذاته...
لا لحظاتٌ بلا خَفَقاتِ قلبٍ.

وشاحُ الحبّ
أن يكونَ بلونِ عينيكِ
هكذا يعودُ المساءُ
حاملاً نَبْضَ قلبكِ
وخفقات نهديكِ...

تحتَ نافذتكِ
يجدل الزمنُ ضفيرتَه...
أنتِ
تحتَ جدائلِ شعركِ
تَتَفتَّحينَ
بياضًا أنثويًا
ونَهدَين...
متى كانت تفّاحةُ الفردوس أشهى؟...
جهاتُكِ الأربع
أنّكِ أنتِ الجنّة
وأنهارُها التي لا تنضب...
....
زمنُ الحبِّ،
حَبُّ رمّان...
تكاثُرُ ذنوبِ العشق...
حبّةٌ تقع
تعني
خسرتُ خطيئةً
خسرتُ نعمتكِ...
...
عندما تقفلين بوّابة الضوء
غرّدي...
لحنُكِ يستثيرُ جهنّمي في شهوتِك.
أنتِ وأنا
لا نُطفئ نارَ جهنّم...
بلْ...
نبني فردوسًا
آخر.... بلا حرائق...
أنطفئُ في بركانكِ...
....
تتغيّرُ الأمورُ
عندما نقعُ في الحبِّ
يصيرُ كلُّ شيءٍ ممكنا...
....
اللحظات...
ذكريات الحياة
....
كان تاجرًا
للشموع...
لم يبع شمعةً!
قطع التيار الكهربائي...
باع الشموع كلّها
....
لا أستطيعُ أن أقف
في طريق سعادتي...
أنت سعادتي...
نحن نصنع السحر...

ميشال مرقص

الاثنين، 23 أبريل 2012

أهربُ من مساماتي إليكِ

أهربُ من مساماتي إليكِ
                  "سوزان والرجل المسن" – زيتية للفرنسي "تينتوريه" -1565

مقلقٌ حضورُكِ فيَّ،
أرتاحُ إلى أنوثتكِ.
طاغيةٌ أنتِ في الإنسيابِ إلى مسامي،
تفترسُني جمالاتُ هروبكِ،
وتَقتَلعُني من ذاتي إليكِ.

يداكِ عصفورتان من عصافير الجنّة،
أغرقُ في أعماق عينيكِ،
حائرتين!
هاربتين!
خائفتين!
كلُّ حالةٍ تخترقُ مسافاتِ جُنوني،
وأُبحرُ وراءَ الأصدافِ المُلوَّنةِ،
واللآلئ المستحيلةِ فيهما،
وأنغمس إلى احتباسي في شفتيكِ،
شَغَفًا ينسجُ براءةَ اللهفة،
 وبُعْدَ الشوقِ إلى جنّاتِ لذائذِكِ.

هوذا بحرُ كنوزكِ
يمتدُّ إلى شواطئي.
ناعمةٌ أمواجُ هتافِكِ إلى مائكِ.
تتفتّح نوافذُ مسامي،
 تتلهَّفُ لتنسابي فيها.
تتفتَّحُ أبوابُ عروقي،
لتغرسي جذور أنوثتكِ في أعماقها.

لا أعرفُ كيف أوصدُ الأبوابَ،
ولا أن أغلقَ النوافذَ.
كلٌّ مساحتي تشتعلُ اشتياقًا في حضوركِ،
وفي مجرّةِ وجودكِ في خيالي وأعماق كياني.

وأبقى على الشرفةِ،
بعيدًا من الاحتراق،
في أتون مشاعري لكِ.

أيتها الآتيةُ من نبيذِ الأمسِ،
أسجدي على شفتيَّ،
أغمسي جنسكِ فيَّ،
فكلُّ جمالات الكونِ تبقى باهتةً،
ما لم أحترق في كينونتكِ،
وأهربُ من مساماتي إليكِ،
وأتلو ابتهال اشتياقي
في شفافيّة إحساسك.

ميشال مرقص