الاثنين، 23 أبريل 2012

أهربُ من مساماتي إليكِ

أهربُ من مساماتي إليكِ
                  "سوزان والرجل المسن" – زيتية للفرنسي "تينتوريه" -1565

مقلقٌ حضورُكِ فيَّ،
أرتاحُ إلى أنوثتكِ.
طاغيةٌ أنتِ في الإنسيابِ إلى مسامي،
تفترسُني جمالاتُ هروبكِ،
وتَقتَلعُني من ذاتي إليكِ.

يداكِ عصفورتان من عصافير الجنّة،
أغرقُ في أعماق عينيكِ،
حائرتين!
هاربتين!
خائفتين!
كلُّ حالةٍ تخترقُ مسافاتِ جُنوني،
وأُبحرُ وراءَ الأصدافِ المُلوَّنةِ،
واللآلئ المستحيلةِ فيهما،
وأنغمس إلى احتباسي في شفتيكِ،
شَغَفًا ينسجُ براءةَ اللهفة،
 وبُعْدَ الشوقِ إلى جنّاتِ لذائذِكِ.

هوذا بحرُ كنوزكِ
يمتدُّ إلى شواطئي.
ناعمةٌ أمواجُ هتافِكِ إلى مائكِ.
تتفتّح نوافذُ مسامي،
 تتلهَّفُ لتنسابي فيها.
تتفتَّحُ أبوابُ عروقي،
لتغرسي جذور أنوثتكِ في أعماقها.

لا أعرفُ كيف أوصدُ الأبوابَ،
ولا أن أغلقَ النوافذَ.
كلٌّ مساحتي تشتعلُ اشتياقًا في حضوركِ،
وفي مجرّةِ وجودكِ في خيالي وأعماق كياني.

وأبقى على الشرفةِ،
بعيدًا من الاحتراق،
في أتون مشاعري لكِ.

أيتها الآتيةُ من نبيذِ الأمسِ،
أسجدي على شفتيَّ،
أغمسي جنسكِ فيَّ،
فكلُّ جمالات الكونِ تبقى باهتةً،
ما لم أحترق في كينونتكِ،
وأهربُ من مساماتي إليكِ،
وأتلو ابتهال اشتياقي
في شفافيّة إحساسك.

ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق