الجمعة، 30 سبتمبر 2016

همساتُ حبٍّ - 175


همساتُ حبٍّ - 175
  

                                   شارلز سبراك بيرس (1851 – 1914)





1

أحبُّكِ في تراكمِ العُمرِ

مثلَ مراهقٍ

نسيَ قلبَهُ  يخفقُ

بينَ ضلوعِكِ...

2

أحتضنُ زمني في عَيْنيكِ.
أغمضُ
ذاكرةَ اشتياقي.

أتنزَّهُ منْ ثِقْليَ الماديِّ،
لأستحقّكِ...

فأنا شغوفٌ
بقصَصِ العشقِ،
كيفَ يعبرُها عُصفورٌ جريحٌ،
نسيَ ألوانَ جناحيهِ...
وغمّسَ أهدابَهُ
في مفاتِنَ قصائدِكِ....


أحتضنُ زمني في عينيكِ...
لعلَّ
قصيدةً أبحرتْ في لونهما
تحملُ
ذوباني في خلايا أشواقِكِ...

3


أيُّها الموجُ أَزْهِرْ...

نسيَ الزيتونُ

أنْ يُهديكَ سلامهُ...


4

تتراكمُ السنونُ

ويشتعلُ الحنانُ لا الحبُّ ...

أفيضُ بالإثنينِ...

كأنّ قلبي غفلَ أنْ يكبرَ

لأُتَيَّمَ بكِ....


4

لمْ يكنْ

للبُرعُمِ فتحةٌ...

فضمَمْتُهُ

لتُزهري انتِ ...


5

في مسامِك

جنونُ اللهفة!!!


6


تنثرُ الريحُ

 ذرّاتِ عطركِ

فوقَ غاباتِ جسدي...

إرتحلي في أدغالي بعيدًا...

أشتاقُكِ  أريجَ  شهوةِ

 في جُسيماتِ بدني...

7

إمسحي رغبتي
عن زبدِ
شهوتِكِ

******

كلّما أُقبّلُكِ
أصيرُ ساحرًا
ويسبحُ جسدُكِ
في أثير الرغبات...

8

هذا كانَ كلُّ شيء...

كلُّ شيء؟؟؟

بلا أهمّية؟؟؟

آسفُ!

لا يُجدي الانتظار!!!

9

تركتُ لكِ
عندَ مسديرة الشوق
عِطرَ أنوثتِكِ...

مررتُ من حولِكِ
وتفتَّحَ بوحُ النسيمُ...

ميشال مرقص



الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

عودي إلى متاهةِ جسدي


عودي إلى متاهةِ جسدي
  

                                     ألكسندر كابانيل (1823 – 1889)


أكونُ وحيدًا...
فأَعدُّ أصابعكِ فوقَ شفاهي ...

الموجُ يدفقُ لونَ الوشوشةِ
وأنتِ
تهمسينَ في جلدي ...

أبسطي زمنَ الشوقِ
منديلاً
لأمسحَ طيوبكِ بعينيَّ...

وتنهدّي امتلاءَ نشوةٍ
فتمتلئُ كأسي
بأفوايهِ أنوثتِكِ...

أيتها المغاويةُ فوقَ أحلامِ قصيدتي/
عودي إلى متاهةِ جسدي
لأطبعَ عنوانَكِ/
وأقرأُكِ في صفحاتِ جنوني/
وأتلوكِ لهفتي/
فألوّنَ عينيَّ بنقاءِ عُريكِ/
وألملمَ شتاتَ هوسي
عن حواشي بدَنِكِ...

أيّتُها الدافقةُ في محيطِ قَدري
تعالي...

فلقدْ هيّأتُ طقوسَ انجذابي
إلى هيكلِكِ...

أهربي إليَّ
من بوّابةِ الحِكايةِ،
حيثُ نسيَتْ الروايةُ
حذاءَها الزُجاجي المسحور...

أهربي
إلى فسيحِ العشق المتلهّفِ
إلى أنوثةِ الهمساتِ...

أتركي للروايةِ نسائمَ أنوثتِكِ/
العنوان
أنْ تكوني نغمًا فوق جسدِ الرغباتِ،
قبل تعاقبِ دوران الزمن
وبعده...

أفلتي خصائل شَعرِكِ
لقناديل الليلِ...

العتمةُ تزيدُ بهاءكِ...

تصيرينَ همسةَ الحسِّ المشبوبِ
بعُربِ صوتِكِ...

زيديني نشوةً/
أنتِ تنهضينَ من رحمِ الصُدفةِ الحالمة...
أنتِ
تختبئينَ في المرآة...

أنتِ !
كوني الفراشةَ وانسلي بيت الحرير...

هاتي لأتعلّقَ بخيوطِ بوحِكِ...
لا تنسي
كمْ أنتِ
أنثى ...


ميشال مرقص


الأحد، 25 سبتمبر 2016

تتسابقُ قهقهاتُ بدنِكِ/ كعرسٍ يتفلّتُ من إحكامِ النزوة...

تتسابقُ قهقهاتُ بدنِكِ/
كعرسٍ يتفلّتُ من إحكامِ النزوة...
 
                   إيلدا أمبروزيو (1965 - ؟)

استمدّي لونَكِ منّي،
فأنتِ تتكاثرينَ في جيناتي،
وتختزنينَ
شغفَ معاصيكِ في خوابي أزمنتي...

إقتربي إلى عناقي
وابتسمي
فشراييني تكادُ تفقدُ مسارَّ هيبتها/
وأنتِ
تتغلغلينَ في أشواقي...

أقلبي صفحاتِ العمرِ التائهِ في مدارِ السهوِ/
وتعالي
نعبرُ اشتياقَ المسامِ
في مخابئ النشوة...

لا تقرأي شفتيَّ...

يُضيمني التمنّعُ الخجولُ
كرشفةِ خمرٍ
تثأرُ لابتسامةٍ غنوجٍ/
تتبحّرُ في انفعالٍ يكادُ يكونُ كتومًا...

إقتربي...
كبقعةِ شمسٍ 
في محيطِ عواطفي...
فأنا لا أعرفُ من أعباءِ العمرِ قنوطًا...
ولا أسترسلُ
في متاهاتِ العبورِ إلى تجاعيد الهمسِ...

تُغريني هالةُ شفتيكِ/
فكلّما ازدادتْ قُبلاً
تتشهّى أنْ يُستطابُ ريقُ النشوةِ
كنبيذٍ عتيقٍ/
نسيَهُ إهمالُ الزمنِ في خابيةِ الجنون...

إستقرّي/
فلا جنونَ أكثرُ اهتياجًا
من ذروة النشوةِ...

تتسابقُ قهقهاتُ بدنِكِ/
كعرسٍ يتفلّتُ من إحكامِ النزوة...

إشتهيني
واضحكي كنهرٍ تتلاطمُ ضفاف بدنكِ في هيجانه...

يأسرني ضحككِ
وأجنُّ فيه...
فأنتِ تتكاثرينَ في جيناتي...
وتحملينَ ألوانَ شغفي...
فاتركي
لعواصفِ العمرِ أن تُفلتَ من ضوابط الزمن...

احتضنُ انهدامَكِ فوقَ ضلوعي...

ميشال مرقص


25 آب 2016

السبت، 24 سبتمبر 2016

شمّة عطر – 4 (همسات بالمحكي)

شمّة عطر – 4
(همسات بالمحكي)


                                         إيمانويل بينّر (فرنسا 1836 – 1896)



1
ضلّي شربي/
منْ لونْ عينيّي...

تَ تِسكري..

وتبقي
لْ حلا فِيّي...

عَ خَمرتِكْ
في شفافْ عِطشاني...

ومنْ خمرتي...
في شفافْ مِرويّي...

2

شِفْتِكْ ...
لِمَّيْتُنْ أشعاري...

عرِفْتِكْ...
مِنْ أشعاري/ تْغَارِي...

خِبَّيْتْ لْ كلمي/
عَ تمِّي...

صِرْتِ بِ لْ كلمي/
أسْراري...

إنتِ لْ شِعْرِ لْ بأَفْكاري...
لا تْغاري/
حتّى يِلْبَقْلِكْ...

لازمْ خلفْ لْ كلمي/
تكوني...

تُوحِيلِي/
لْ فِكْرا لْ مجنوني...

وخلّيكي تنامي بِ عيوني...

أقطفلِكْ/
أحلامْ فنوني...

حتّى أشعاري/
تِلْبَقْلِكْ...

فوق شفافي
حطِّكْ قوني...


3


كنتي حلا،
وشو ضحتِك تِغوي...

لونْ لْ عِشِقْ
مرهونْ بِ لْ صِدفي...

ومتلْ لْ وعدْ
بيطلْ
وبْ يِخفي...
عِطرْ لْ نطَرْ تً يِعشَقِكْ
(نِتفي) ...

أو شي حِلِمْ
عَ موعدو
بْ يِضوي/
عشقْ لْ بِ وجّكْ – شوقْ
وبْ يطفي...

4


تاكي
خيالي
عَ كتفْ وردي...
ومهمومْ
لونْ لْ وردْ...

ولَمْلَمْ شرودْ لْ بُعْدْ
عنْ وعدي...

صارْ بُعْدي
وعدْ...


ميشال مرقص


الخميس، 22 سبتمبر 2016

همساتُ حبٍّ - 174


همساتُ حبٍّ - 174
                                كارباتي جوزيف (بودابست 1958-؟)


1

لأنّكِ تأتينَ
مثلَ مسافةٍ تشردُ
عنْ مدارِ الزمنِ...

لأنّكِ تتبرّجينَ
مثلَ فراشةٍ
تعكسُ أحلامها في مرآةٍ...

لأنّكِ تتركينَ لأنوثتِكِ
سرَّ الهروبِ منْ هوسِ العُمرِ...

أتركي غنائمَكِ عندَ بابي...

وارتدي
أحلامَ قصائدي...

لتصيري أنتِ...

2

لأنّكِ تعبرينَ حافيةً
فوقَ كلماتِ الشوقِ...

لأنَّ الشوقَ يتوهُ في عينيكِ
بلا قرارٍ...

لأنّ أنوثتَكِ
تنسى غلالتها مشدودة
في هوسٍ يُلاعب جنونه...
إمتلئي
من خمرِ نزواتي
وكوني أنتِ...

3

يقعُ ظلّي
في حُضنكِ
وأشتهي كيفَ يستسلمُ
لكِ...

4

عندما ترقدُ الأحلامُ
تصيرُ حِبرًا
بلا خيالٍ...
كما عطرٌ
يفتقدُ
إلى بوحِ عُريكِ...

5

أجمعُ حكاياتِكِ من شغفي...
فأنا
أُبدِعُ في تقطيرِ
عطوري المكثّفة ...

6

تطعجُ العطورُ قوامها
كغيومٍ
ترتوي من قطراتِ مطرٍ...

تحصدُ العطورُ
شغفَ أنفاسكِ الرائبةِ في لهفةِ عشقِ...

تصيرينَ
بخورَ قُبلةٍ
يطيبُ لها ألا تستيقظ من أحلامها...

7


لكِ الحينُ/
قبلَ أنْ أفكَّ أزرار العناقِ...

مشتِ الهمسةُ
وكانتْ القُبلةُ
تستفيقُ من خدرها...

8

أَعيدي معي
رَسمَ خطوطِ يديكِ...

فأنا
ضائعٌ
في مجاهل أنوثتِكِ...

ميشال مرقص



الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

"الخاطئة" وسمعان الفريّسي

 "الخاطئة" وسمعان الفريّسي
 
    الخاطئة تغسل قدمي يسوع (1706)
     Jean Jouvenet (1644 – 1717)

(مدخل إلى فصل يسوع والخاطئة)
من كتابي "المرأةُ في الإنجيل"


لمْ تعدْ هي.
حملها جناحانِ إلى حيثُ النعمة.
نسيتْ عارها،
كدّستْ خطاياها،
انطلقتْ من ذاتها إلى ذاتها،
لتُدركِ نعمةَ الحبّ الأكبر،
حبَّ التحرّر من قيودِ الخطأ،
وحبَّ الله...
قيل فيها "خاطئة"،
خطيئتُها "الزنى"...
كانتْ تستقبلُ الرجالَ...
لكنَّ أحدًا منهم لم يُشعرها بحبًّ...
ولا استطاعَ أنْ يؤمّنَ لها اطمئنان الروح...
"علمتْ أنّهُ على المائدة عند الفريّسي"...
فاضطربَ قلبها...
تسارعتْ نبضاتُ قلبها،
ما احسّتْ من قبلُ بمثل هذا الحبِّ الجارف...
ما شعرتْ بانجذابٍ يفوقُ هذا الانجذابِ...
اخترقتِ الحواجزَ كلّها...
تتحدّى مجتمعَ الذكور...
نسيتْ أنّها خاطئة يكرهونها...
نسيتْ أنّ الشريعةَ تحكمُ عليها بالرجم،
إن لم يكن بالحجارة،
فبالإزدراء  والمهانة...
لكنّها كانتْ على يقين،
أنّ واحدًا يغفرُ لها،
أنَّ رجلاً مختلفًا يُعفيها مما له عليها،
يُخفّفُ حملها...
إنّهُ هو ...يجلسُ عند الفريسيّ...

جاءت تحملُ الندمَ والعطرَ...
الدموعَ والطيبَ...
فهي تشعرُ بخُبث رائحةِ خطاياها...


ميشال مرقص