الجمعة، 2 سبتمبر 2016

أحملكِ ذكرى... تفكّكت أزرارُ عُريها...


أحملكِ ذكرى...
تفكّكت أزرارُ عُريها...


                               علي غسّان - بابل العراق


تنغلينَ في نَبْضي
كجرحِ سماءِ
يُفضي إلى عُمقِ نسمةِ الحياةِ...
تفيضينَ
في كياني نعمةَ بركةٍ
أشتاقُ أن أرتوي منها وأعطشُ إليها...

تهيمينَ في مفاصلَ لهفتي
مرآةً تتجاذبُ انعكاساتِ نشوتها في مساماتِ الرغبة...
كلّما انهدمتْ رؤيةُ الوحيِ
وتسلّلتْ بوّاباتُ القنوطِ...
تُشعلينَ في أقطارِ كياني
كويكباتِ العشقِ المتغافلِ عن دورةِ الزمن...

ناوليني ارتعاشةَ وجنتيكِ
أقطفي
تواشيحَ الخفرِ المنسابِ
مثلَ ناسكٍ
يُقلقهُ وحيُ خطيئة...
أغمُري بابتسامتكِ فرحَ الآهِ العارمةِ في كأس الذنوبِ...
إغواؤكِ
لمعةُ فرحٍ في دفترِ السنين القانطة...
لمعةُ إدهاشٍ
أيتها البابليّةُ بين الخمورِ ...
أيتها التائهةُ
في أحضان لوط...
المدموغةُ بأنوثةٍ تُدمّرُ نشوةَ الذات...

تُشرقين في أحضانِ الحزنِ المواكبِ لهذا الشرق...
تدورينَ في فلكِ غُربةٍ
عصيَ قُبطانها أن يهتديَ إلى برٍّ يحتضن الأمانَ...
وتحملين
فوقَ ساريةِ الجنوحِ إلى اليأس...
أنوثتكِ الهائمةِ من أرضِ بابل وسهول ما بين النهرين...
من قبل أن تزورها عشتروت...
ويتمرّدُ عليها
الزمنُ الخصيُّ....

إحملي أيتها الزائرةُ
إشراق وجهكِ...
إرتحلي في ذاتي
وميضًا لا ينقطعُ...
وميضًا يدفنُ أجيالاً من هوسِ العشق...
فما بين المأساةِ والجمالِ
تتهاوى كؤوسُ العمرِ
فوقَ محرقة جهلٍ لا يرتوي من اضطهاد...

لا أعرفُ كيفَ تُبلسمينَ وجعًا غائرًا في العمقِ...
وأنتِ من يحتاجُ إلى بلسم...

لا تُبهريني بوجهكِ...
أكادُ أوهنُ...

أحملكِ ذكرى...
تفكّكت أزرارُ عُريها...

ميشال مرقص


28 أيّار 2016

هناك تعليق واحد:

  1. كلّما انهدمتْ رؤيةُ الوحيِ
    وتسلّلتْ بوّاباتُ القنوطِ...
    تُشعلينَ في أقطارِ كياني
    كويكباتِ العشقِ المتغافلِ عن دورةِ الزمن...

    ردحذف