الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

"الخاطئة" وسمعان الفريّسي

 "الخاطئة" وسمعان الفريّسي
 
    الخاطئة تغسل قدمي يسوع (1706)
     Jean Jouvenet (1644 – 1717)

(مدخل إلى فصل يسوع والخاطئة)
من كتابي "المرأةُ في الإنجيل"


لمْ تعدْ هي.
حملها جناحانِ إلى حيثُ النعمة.
نسيتْ عارها،
كدّستْ خطاياها،
انطلقتْ من ذاتها إلى ذاتها،
لتُدركِ نعمةَ الحبّ الأكبر،
حبَّ التحرّر من قيودِ الخطأ،
وحبَّ الله...
قيل فيها "خاطئة"،
خطيئتُها "الزنى"...
كانتْ تستقبلُ الرجالَ...
لكنَّ أحدًا منهم لم يُشعرها بحبًّ...
ولا استطاعَ أنْ يؤمّنَ لها اطمئنان الروح...
"علمتْ أنّهُ على المائدة عند الفريّسي"...
فاضطربَ قلبها...
تسارعتْ نبضاتُ قلبها،
ما احسّتْ من قبلُ بمثل هذا الحبِّ الجارف...
ما شعرتْ بانجذابٍ يفوقُ هذا الانجذابِ...
اخترقتِ الحواجزَ كلّها...
تتحدّى مجتمعَ الذكور...
نسيتْ أنّها خاطئة يكرهونها...
نسيتْ أنّ الشريعةَ تحكمُ عليها بالرجم،
إن لم يكن بالحجارة،
فبالإزدراء  والمهانة...
لكنّها كانتْ على يقين،
أنّ واحدًا يغفرُ لها،
أنَّ رجلاً مختلفًا يُعفيها مما له عليها،
يُخفّفُ حملها...
إنّهُ هو ...يجلسُ عند الفريسيّ...

جاءت تحملُ الندمَ والعطرَ...
الدموعَ والطيبَ...
فهي تشعرُ بخُبث رائحةِ خطاياها...


ميشال مرقص


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق