الأحد، 16 يونيو 2019

لا أعرفُ مسالكَ شوقي إليكِ...



لا أعرفُ مسالكَ شوقي إليكِ...


  Louis Emile Pinel de Grandchamp  (1831- 1894)

أخرجي من الصورة...
الصُورُ لا تنبضُ عشقًا...
الصورُ تبحثُ عن متاهاتٍ صامتة/
حيثُ تنسلُ خيوطَ شهوتها...

إفتحي نوافذَ المرايا
واهدلي كحُلُمِ حريرٍ
يُمالئُ عُريكِ
فلا يخدشُ هنيهاتِ السُكرِ في مسامِكِ...

لا تجلسي ضمن إطارِ الكلامِ في شهقاتِ العينين/
الصمتُ الجارحُ
لا يعرفُ من قواميسِ الجسدِ
غيرَ حروفِ المتعةِ المرصودةِ
على المعاني الفاترةِ...

إنطلقي أيّتها الهرّةُ البريّةُ
من مخابئ الشهوة...
إفرزي أهواءَ ضلوعِكِ لحرائق اللهفةِ
أعبري براكينَ الزمنِ الهائمِ في ولائمِ عينيكِ
اخرجي إليّ من كسلِ العُريِ
المسكوبِ بعسلِ الجنون...
تعلّقي بي
كشهوةٍ مدموغةٍ في جلدِ العشقِ...
تشابكي بي
مثلَ عُلّيقٍ لا يُفلتُ براثنَ أشواكه من جِلدي...
أهربي من ذاتِكِ إليَّ...
فلقدْ انتظرتُكِ
من قبلِ الانتظارِ...
من قبل أنْ يتكوّنَ مدارُ الزمنِ
ويتحدّدَ للعالم مواقيتُ ومواعيدُ...

هكذا تنسلّينَ إلى أعماقي
مثلَ لصّةٍ بريئةٍ من عبورِ شغفِ القلب...
هكذا تدورين في أعصابي
مثلَ شرودِ خدرِ الخمرِ وعُرسِ النبيذِ...
أشتاقُكِ
ولا أعرفُ مسالكَ شوقي إليكِ...
وأراكِ
في الصورةِ
بين تردّدِ الشفاه
ودعاءِ العينينِ...
أخرجي إليّ من قوقعةِ الخجلِ...
ولوّني غُبارَ المرآةِ بقوسِ قزحٍ...
كلّما اقتربتِ إليّ
أعشقُكِ أكثر...
أحبّكِ أكثرْ
وأعيدُكِ إلى الصورةِ
فأحفظُكِ في عينيّ ...

أيّتها الهرّةُ البريّةُ
الشاردةُ
من قفصِ ضلوعي
وشباكِ عُشقي ...

ميشال مرقص