السبت، 25 فبراير 2012

مجامر المسافات

مجامرُ المسافات



يفتحُ العشقُ، في أعماقنا جرحًا واسعًا،
يتآكلُنا بنَهَمٍِ،
ويئنُّ في داخلنا،
حنينًا إلى الحبيب،
ولا يشبع،
ولا يرتوي، يا سيّدتي،
لأنّكِ أنتِ في داخله،
توقظينَ اللهفةَ إليكِ.

أشعُرُكِ في جسدي،
امرأةً تفيضُ أنوثةً،
أنثى تفتحُ جدارّ أنوثتها على العِشْقِ،
ترتمي في تيّارتِ البوحِ المُمْتِع،
وتمدُّ يديها وذراعيها،
وتحتضنني إلى حدود الذوبان والنشوة.

أقفُ أمام أنوثتكِ،
وأنا أشعرُ، أنها أرضٌ عذراء،
لم تشهدْ زَرْعًا خصبَا،
وبقيتْ أدغالها نباتًا طريًا لرائحٍ يعرفُ كيف يكتشفُ متعتها.

لم أسمع، صهيلَ الفرسِ، يا سيّدتي، عندما ترتوي من الينابيع،
هي الأنثى،
تصهلُ ارتعاشًا،
وتطوي حمم براكين متعتها في قمقم ذاتها،
فتنبتُ أزهارًا لجنسِ يختبئُ في كؤوس النبيذ.

أشعُرُ،
أنّّ لهاثَ عشقكِِ،
يتركُ ذرّاته فوق مرآةِ رجولتي،
ضبابيًّا،
يحسرُ نظري ويُركّزه على دائرته،
فأعبثُ بأصابعي،
أخربشُ اسمكِ،
وأرسمُ، مثل العاشقين الصغار، قلبًا،
وأرسمُ سهمًا،
كما تعلّمنا في قصص الحبِّ، يا سيّدتي...

لكنْ شعرتُكِ،
أكبر من عشقِ النساء،
وأوسع من أذرعِ الرجال،
فحملتُ ذاتي إليكِ،
ودفاترَ عشقي،
ودعوتكِ إلى وليمةِ رغبتي فيكِ.

حضّرتُ، يا سيّدتي، ألوانَ مائدتي،
كسوتها بالثمينِ من عواطفي،
وفرشتُ أزهار أشعاري،
وأنا فوق مذبحها عشقًا أبديًّا لكِ..
وحنانًا متناهي الشفافية،
وبركانًا يتقدُّ سراجًا،
ويلتهبُ بكلِّ حممه،
ويقذفُ أشواقه مثل أزهار النيلوفر العاشقةِ للماء،
والتي،
كلّما تفتّحت واحدةٌ منها،
نبتتْ قبلتي في سرّتكِ...

عاشقةٌ، أنتِ، يا سيّدتي
تُغريكِ موائدُ عشقي،
وتشتهين مزامير غرامي،
فيَتَفَتَّقُ قميصُ جنوني بكِ،
وينغرزُ في أعماقي،
مطمئنًا إلى ينابيع دفئي..

أتمنّى أيتها الشهيّةُ،
أن تتقاذفني أمواجُكِ،
أن تلطمني أمواجُ جنسكِ،
وتصفقُ شواطئي،
تهزّني حينًا،
وتنبسطُ بنعومةٍ حين ترتمين بين ذراعي..

عشقتكِ، يا سيّدتي،
أنْثى تنبتُ في عينيِّ،
تصيرُ ألواني،
تصيرُ جمالاتي،
تبقى الزمنّ المتلاشي معّ أنفاسي،
أنفاسِ العاشقِ المتلهفِّ إلى حبيبته،
إلى معشوقتهِ..

أردتُكِ
بكلِّ أبعادِ أنوثتكِ،
بكلِّ نسائمِ عريكِ،
لا أفرّقُ بين مساحاتِ شهوتكِ...
أحملُ سائلِكِ في كؤوسِ لذّاتي،
وعرقَ إبطيكِ وخصركِ وفخذيكِ وبطنكِ،
في بُركِ شهوتي،
أتنسّمُ رائحةَ جسدكِ المطيّبِ بذاتهِ،
وفي كلٍّ من مساماتكِ أشمُّ طيبًا،
فتكونين في خزائنِ انعتاقي إليكِ،
وتنبتُ براعمُكِ في حدائقِ انتظاري لكِ،
كلّما تفقدتُ أينَ تكونين.
أسألُ نفسي كيفَ تضيعينَ فيَّ ولا ألتقيكِ،
عندها أعرفُ أنّكِ أرقَّ من الهواء،
وأندى من بوحِ حبّي لكِ...


ميشال مرقص

الخميس، 23 فبراير 2012

صورةٌ من خارج الإطار...

صورةٌ من خارجِ الإطار...

                                     حورية المياه - هانز زاتزكا 1859 - 1949


غائبٌ في حضنكِ
إلى أرجوحةِ البوحِ.

ضوءُ وجهكِ
يشلُّ مسامَ الكلام.

طفلةٌ!
أنثى،
بهاءٌ يختلجُ نداوةَ الاختراق إلى عمق العاطفة.
إهتزازٌ في أوتار الصوتِ
قبل تلاوة صلاة الغبطةِ.

أنتِ،
ولا عشقٌ يلوّنُ فضاء المسافات.

طِلّتُك
ملوكيّةُ الهمسِ،
واتقاءٌ
للونٍ يُلوّح براءةً ما ...
تخشى أن تختلسَ شهوةً
وتغفى على وترِ الحسّ المرهف...

اقرأُ وجهكَ..
أنصدِمُ  من هذه الأنوثة
الطاغية
وتشدّني رغبة للإتحاد والإشراق..
حتى الإبتداع
حتى الشهقة العميقة.
كحدِّ سيفٍ
في كبدٍ
يموجُ جمالكِ...
وشفتان..
طفلتان إلى مغامرةِ عشقٍ
تعلنان إسدال ستارة حلمٍ غفى عند الشفةِ السُفلى
وفراشةً
تسرق نداوة الشفة العليا...

يا أنتِ
كم رقيقةٌ و...كم رِقّةٌ!
كم أنتِ!
تسكبين جمال الإنتظارِ،
وتحوّلين الوعدَ
اغتيالاً لقهرٍ..

كم أنتِ!
كم أنتِ!
قصيدةً تتماوجُ فوق رصيف الآه.... ووجع الحنين والشوق،
وفوق وتر الوجع المرصود على أنوثتِكِ..
يرفلُ ثوبُكِ
عند استدارة بطنكِ!
لطفُ أنوثةٍ
عرّجت على مواسم إثارة
وقطفَتْ
شهدَ الولعِ
وإتقان إشعالِ رغبة،
وضمورًا في الكشحِ
يتلو معصيةً
فلا تتوبُ شهقةُ الشهوة!
...
لا أستفيقُ من حلمي بكِ.
لا أعي
كيف يُمكن أن تكوني أنتِ.
لا أعرفُ لماذا هذه الطفولةُ تغتالُ أثرَ السنين.
رائعةٌ أنتِ يا سيّدتي.
جميلةٌ.
وجعُ جمالكِ يخترقُ أوردتي وشراييني.
يعذّبُ عذابي.
يجذبني
إلى نداوة...
إلى أنوثة...
إلى رغبة..
إلى أن تكوني عاصفةً بين أضلعي.
تقودُني أنوثتُكِ
إلى جنونِ عواصفي،
وأمواجي العاتية.

أبحثُ عنك
في حيواتٍ تخرجُ من أنفاق الذاكرة،
يقينًا أنّكِ لي.
انّك ستكونين...
أنّك
كنتِ قبل أن تكوني...

يا وردة العطش إلى لهفةِ حضورِك،
في عينيَّ،
 في مسامي،
في جلدي،
 في كياني،
وفي أعماقي...

إستفيقي أنتِ
من طغيانِ أنوثتِك...

تلتصقين
في جدار رئتيّ،
وشغاف قلبي...

ميشال مرقص

الجمعة، 17 فبراير 2012

تتحوّلين ... أنا و...اكونُكِ


تتحوّلينَ ... أنا و...أكونُكِ


                            "هواء ونبع" - فرانز فون ستوك - 1927

أتعثّرُ في تهجِئة مسامِكِ،
وأستَطيبُ
كسلَ رجولتي
عندَ جدارِ أنوثتِكِ...
أتلمَّسُ نقاءَ الهمسِ
في تولُّهِ جسدكِ..
تخرجينَ
من نشيدِ الإنشادِ،
في مدارِ البطنِ،
وشهدِ النهديْنِ،
وعسلِ الشِفاه،
ونبيذِ ما تحتَ اللسانِ،
ورُمّانَ الشهوةِ...
وتبقينَ عشيقةَ الحقولِ الزاهرةِ،
ورفيفِ الفراشاتِ...

خوابي أنوثَتِكِ
خمرُ الكرومِ،
وعناقيدُ اللذّةِ عناقيدُ نهديكِ،
وتلاويحُ السنابلِ،
هديلُ جِلدِكِ،
وملامسُ نسائمِ الحرير...

كلّما تهجّأتُ أبجديةَ هذا العرُيِ...
غلبَني تداعي اللذّاتِ.
في إيقاعِ نشوةٍ
يتماوجُ بطنُكِ...
يغصُّ بشَبَقٍ،
يرتَحِلُ في أشرعَةِ طَلْقٍ خفيف،
بِدعةً إشراقيةً،
إلى أفلاكِ دهشةٍ
تختِمُ قمقمَ رعشتها
على سعادةٍ مُطلقة...

أتلعثَمُ
في تهجِئةِ لذّتِكِ...
أستعيدُ فاصلةً،
أستعيدُ شِعرًا،
أستعيدُ صدىً موسيقيًّا،
لأعبُرَ إلى جنّةِ أنوثَتِكِ
مثلَ أحلامٍ مثيرةٍ،
حاملاً وردةً،
حاملاً سيفًا،
أتعرّى من فروسيّتي،
وأنتشِلُ
أفاويهَ النشوة
من مساكبِ جيدِكِ،
وتضرّع شفتيكِ،
وجنائنِ الشفقِ الزهريِّ
في وجنتيكِ....

علّميني
أنْ أقرأَ مجامِرَ الشهوةِ
فيكِ.
أنْ ألتحمَ بكِ.
أن أفتَحَ أبوابَ الشهْقَةِ
مثلَ سيفٍ باكٍ،
واعتنق شفافيّتَكِ،
أغرقُ في عَرَقِ إبطيكِ،
وأستحمُّ
في مائكِ...
تحتَ عرائشِ الفخذينِ...
وقناطرِ الياسمينِ،
المشرّعَةِ
على حرائقِ البخورِ
وضوعِ الطيوبِ
ومنثورِ المسكِ...

أمطريني حُبًّا...
هجّئيني عشقًا...
تكاسلي فيَّ..
تمهّلي في مرورِكِ
واغتبطي بين ذراعيَّ،
لأعرفَ منْ يرتدي منْ...
أكونُكِ...
تكونيني..
بلا مِدادٍ فوقَ أصابعي.
بلا عطرٍ فوقَ يدي.
أنتشلُ ذاتي من عِطرِكِ..
أغمسُ أهدابي
في حلمتيكِ...
أعودُ إلى شفتيَّ
أسألُ عنكِ..
أعودُ أتلمّسُ بعضي،
بي دُوارٌ ...
لا أعودُ أعرفُ كيفَ تبيتين فيَّ
وأنتشي بنبيذ الأنوثة،
وأسكرُ في شغفِ العشقِ،
وأمطرُ ناهديكِ على شفاهي...

لمْ أعُدْ أعرفُ أن أهجّئَ ذاتي.
صرتِ أنتِ
أبجديّةَ الأبجديات.
كيفما تكونين،
تلمعينَ قصيدةً في فضاء،
وسيفًا في آهٍ مشرّعةٍ
على الحبِّ...
وورودًا في عروةِ الحياة.
لأنّكِ
أنت...

ميشال مرقص



الأربعاء، 15 فبراير 2012

متى نحتفل بالذنوب؟


متى نحتفلُ بالذنوب؟





كان حقاً صراخاً / هيأت له جسدي / وتدرّبت عليه
جسد كثيف / ينعس دائماً / بين ذراعيك.

عناية جابر
ــــــــــ

تولدينَ من رحمِ الدهشةِ،
وتتعرّينَ في شفافيةِ الضوءِ،
يحملُكِ رذاذٌ
إلى ارتعاشٍ
يُوشْوشُ آهةً،
كلّما بساطُ الإرتماءِ في حضنِ عصفورٍ،
يمنحُكِ حِبرَ الحرّية.

تأتينَ،
 بعدَ مخاضٍ يُتقِنُ وجعَ الحنين،
سنونوةً ...
تهربينَ إلى مطرٍ ربيعي،
إلى فِيْء ابتسامةٍ،
تتوسّدُ لؤلؤَ المطرِ
أحمرَ للشفاه...

برّيةً في مخالبِ لبؤةٍ
أنثى في قميصِ نشوةٍ،
تتراقصين مع الريحِ،
تتهادينَ فراشةً،
تلمسُ بهجةَ اللونِ
فتسقطينَ
حروفًا في قصيدة.

تحلمينَ؟!

ولدتُ أحترفُ ذاتي،
أتوسّدُ حُلْمكِ
أسافرُ في قطارِ كلماتِكِ،
أمسحُ زجاجَ شِعْرِكِ،
أبحثُ عنّي،
وراء مساحاتِ الإهتزاز...
وأشعرُ أنَّ قناديلَ بوحكِ
طقوسَ عشقي لكِ...
...

وراءَ أبواب المسافةِ
يسجدُ.
يحملُ ولعًا.
يسْنِدُ إلى ذاكرةِ وجهكِ،
عنوانًا
سقطَ فوق شفاهكِ.
....

تشاكسينَ أنتِ،
تمتلكينَ الريحَ،
تطيرينَ،
تشلّعينَ فساطينكِ،
ترفعينَ تحدياتِكِ،
تتلمّسين شفافيةَ غُلالتِكِ،
تقطرينَ نبيذًا،
عندما ناهداكِ يتحدّيان،
شهدَ العسلٍ
في سُرّتِكِ...

وبعدكِ...
يُراقصُ شَعرُكِ
مصابيحَ السهوِ،
ويترُكُ للحُباحِبِ تباشيرَ نُكهةِ الضوء..

أتمادى في ولعي بكِ،
آخُذُ مفرداتِكِ بينَ يديَّ،
هنا أنتِ،
تعبرينَ مثل الزئبقِ، أصابعي،
تتركينَ وشمًا
وبطاقةً للعودة.

هنا وردةٌ..

كانَ المقعدُ خاليًا،
كانَ المقعدُ يحملُ لونَ مرورِكِ،
وغابةُ العناق تحتفي.
تعالَيْ إلى مطرِ القُبلِ،
واعتصري خمرَ صبابتي،
ومزّقي أمدَ تبَدُّدٍ.

في يديكِ يرتسمُ ضوءٌ،
وتحملُ أصابِعُكِ نجومًا.
وجهُكِ يقبضُ على الريح.
يُلاعبُ
عبثيّةَ عشقٍ...

تَلاقيْ بي..

أمسِ تطهّرَتْ خطيئة.
متى نحتفلُ بالذنوب؟
متى نسقطُ في تجربةٍ؟
أنتِ... أنا؟
إلى ...
كانَ المقعدُ خاليًا
يقرأُ قصيدةً
حلمَ بها في شفتيكِ...
...
يسقطُ المقعدُ على ذاته.
تُغلِقُ الغابةُ دفترَ قُبلها...
تبقى شفتاكِ...
تُمطرني عسلاً ...
ونبيذًا
يُلَذِّذُ تخديرَهُ
منْ
شهوتِكِ...

ميشال مرقص