الثلاثاء، 7 فبراير 2012

رغبةٌ يغتالها فرويد...

رغبةٌ يغتالها فرويد...


تمتطي الرغبةُ ذاتها، ياسيّدتي،
تتمدّدُ في محيطاتِ الجسد،
فاغرةً شبقها،
تلتوي شعيراتها الماصّة
لتشلّ قوانا،
وتلتهمَ عواطفنا مثل الثقوب السوداء...

في أعماقِ محيطاتكِ يا سيّدتي،
تتلاطمُ صفائحُ الرغبة التكتونية،
تدفعُ في قارّات جسدك الباعث غُلمةً،
موجاتِ الشهوات المديّة،
تقتحم شواطئ عُريك،
ومسافاتِ الإغراء في سهولِ خصبك،
وترسمُ فوقَ رمال ابتهالِ أوردتكِ الظامئة إلى حِبرِ الجنسِ،
غُربةً خرساء...

فبينَ الرغبة والغربةِ يا سيّدتي،
تقعُ أحلامنا فريسةً لشياطين الإبحارِ في مواكب الزمنِ العاري،
فلا نعودُ ننتظرُ غير آهاتٍ بلهاء
تُحبطُ اقتحامنا ذاتنا،
في لجّةِ المخاض، بين أحضان "غرفتنا" التائهة وراءَ جدارٍ زجاجي باهت،
وأسرّةٍ،
نرمي فوقها قميصًا وغلالةً و...
ننتظرُ أنْ يجتاحنا
ما يُشلّعُ أبوابَ الاصطبار،
ويقطع قيودَ النشوة،
ويفلّعُ جسدنا،
ويُنبتُ في مساماتنا هروبًا عميقًا إلى أحضانِ لذّةٍ تنسى مسافات حدودها وأعماق محيطاتها،
تنهشنا... وتبسطُ ملامسنا لنصير مثلها،
ملائكةَ الحلم الأزرق...

في صقيعِ الغربةِ يا سيّدتي،
تتلاشى تداعياتِ الرغبة،
على رغمِ كونها حمّى شاعرية مجنونة،
لأنّ بعدها الزمني قصير.

الرغبةُ تتمدّدُ في تحقيق ذاتها،
كلّما طالَ مدى استهلاكِ الرغبة ...
تمنّينا ألاّ يَنتهي...

الرغبةُ في "الفجر الأول"، غيرها في "السؤال عنه"،
مع أنها امتدادٌ في كونيّةِ كينونتكِ، أنثى تشقّ حجابَ الهيكل،
وتتمرّد على عصيَّ محرّماتٍ وعظاتٍ تستدرجُ التثاؤبَ،
لتُكرّس أبعادَ الحقَّ في حريّة مطلقة....
حريّة تحقيق كلّ رغبة،
لولا الغربة،
التي تُسدلُ الستار على غيرِ المنتظر،
مثلَ أحلامِ الرغبة،
يغتالها "فرويد"...
وبرودة القُطب مثيرِ الرغبة...

                      ميشال مرقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق