الجمعة، 27 مايو 2022

توافدي إليَّ امرأةً امرأةً...

 توافدي إليَّ امرأةً امرأةً...

 
Charles Amable Lenoir (1860-1926)

 

***

 

 يعقصني الشوقُ

كحالةٍ متماديةٍ في العشقِ...

كصبّارٍ

يُهملُ شوكهُ في مهبّاتِ الهواء/

يقرصُ

حالَ المسافاتِ البطيئةِ إليكِ ...

 

يتوالدُ الشوقُ

كلّما أنتِ في أعماقه/

مثلَ أشعّةٍ نوويّةِ تخترقُ جوهرَ

الأعصابِ باستخفافٍ كليٍّ ...

هو حُرقةٌ/

تتركُ ندوبها في جسمِ العشقِ السديميِّ ...

تلتفتُ إلى جهاتِكِ كلّها/

إلى كوكبكِ في أبعاده الأنثوية/

إلى أنوثتِكِ/

وهي ترشحُ نُضجًا مثلَ عسلِ التينِ...

إلى ملاذِ خلايا الجنسِ/

واستنشاقِ عِطرَ الشهوةِ من بدنِكِ ...

 

هو شوقٌ واشتياقٌ

وانجذابٌ حتى الإنصهارِ

في مسامِكِ/

خليّةً خليّةً

أعبرُ إليكِ/

تائهًا عن كياني

متخليًّا عن جسدي/

لا يجذبني إليكِ سوى اعتناقي لذّةَ حضورِكِ

واكتوائي بأنوثتِكِ...

 

توافدي إليَّ أيتُها الأنثى

العريقةُ في العشقِ...

 

تواكبي امرأةً امرأةً

فأنا تعبتُ من إحصاء النساء فيكِ ...

 

تهافتي إليَّ

نسمةً نسمةً/

فقد تضيقُ رئتاي وأنا أتنسّمُكِ/

وتغصُّ شراييني

وأنتِ تغلغلينَ في أعماقِ أعماقي/

مثلَ تضرّعٍ بإيمانٍ سحيق

حتى امتلاء الروح...

 

ألاقيكِ

وأنتِ في توافُدٍ من كرياتِ سحرٍ/

أعمِّرُ لكِ

مملكةَ ضلوعي/

وأغمرها بمواكبِ المسكِ واللبانِ

وأغرقُ فيكِ

لأعيدَ إليكَ نشوةَ الفرحِ

واكتناز البهجةِ

...

 

يعقصني الشوق

ويغمرني الإشتياقُ...

فلا أقفلُ على عتمةِ نهارِ

وأفتحُ على نوافذ صباحٍ

إلّا وأنتِ

تتلبسّينَ وجودي ...

فلا تبيتي خارجَ زمني...

 

ميشال مرقص

 

22 أيلول 2020

الجمعة، 20 مايو 2022

بدنُكِ شهوةٌ وعشقٌ ...

 بدنُكِ شهوةٌ وعشقٌ ...

غوستاف برييسغاند (1867 – 1944)


***

  

بدنُكِ مرايا...

 

بدنُكِ يحملُ تفاصيلَ

الرغبات

الملتبساتِ/

وحكاياتِ

الأشواق المتغلغلةِ

في خبايا العشقِ...

 

أتخايلُكِ أنتِ ...

 

وقد ألبستُ عُريكِ نظري ...

 

ألبستُهُ

شفافيّةَ لمَساتي الضارعةِ/

إلى ابتهال

بشرتِكِ ...

الشغفِ المتمادي في غنج الخلايا ...

 

بدنُكِ

هو الحاملُ لون الضوءِ/

وشريحةَ الألوانِ العذراء...

 

كأنّ الفردوسَ

يفتحُ باب الجنّةِ...

 

للجنّةٍ بابٌ واحدٌ...

ولبدنِكِ

هُتافاتٌ ...

 

وأستجيبُ كأنّني ذلكَ الجنيّ المسحورِ

في مصباحِ العشقِ...

 

ألبّي الرغبات...

 

أتودّدُ للهاثِ الشغفِ ...

 

يصيرُ بدنُكِ

فاتحةَ الخليقةِ المنسيّة/

خلفَ حدود الزمن ...

 

يصيرُ بدنُكِ

غايةً

تتكتّمُ عن أفراح الجسد ...

 

عن تهاليل

الإنصهار في البدن ...

 

يصيرُ بدنُكِ

أفوايه من المنِّ والعنبرِ وأطايب العطورِ ...

 

مثلَ ميرونِ مقدّس

ألمسُ بدنَكِ ...

 

مثلَ زيتٍ مقدّس

أمسحُ بدنكِ بشفتيَّ ...

 

مثلَ

شقاوةِ الشهوةِ ...

أتركُ لشفتيَّ أن يُلبسنَه قُبلي...

 

بدنُكِ

بلا تخومٍ

بدنُكِ بلا حدودٍ ....

 

لا أنتهي

كيفَ أحلمُ بتقبيل بدنكِ/

وأجعلَ منه أمواجَ عشقٍ

وتماوجاتِ تهاليلِ ...

 

بدنُكِ يُهلّلُ معي/

يصيرُ

صيرورةَ الزمن/

أحاورُ فيهِ

طقوسَ الشمس والريح...

 

يعانقني بدنُكِ/

كما يُعانقُ النظرُ

المدى المفتوحَ على ولائم الإنبهار...

 

هكذا نتلاقى

هكذا تبدأُ أبجديُّةُ الإحترار ...

 

هكذا

أنا أراكِ في دفترِ الشهوةِ...

 

وحيًا

لا لغةَ لهُ...

 

بدنُكِ هو لغاتٌ...

 

ولكلِّ لغةٍ

زمنُ عشقٍ ...

 

تعالي

وتوالدي في عشقي لكِ ...

 

لُغاتُ بدنِكِ

عشقٌ فوقَ جسدي...

 

بل

نقشٌ

في كلّ حرفٍ

ومن كلٍّ خليّةٍ

تنبتينَ أنتِ ...

تتوزّعين أنتِ ...

جماليّات الخلقِ...

 

بدنُكِ شهوةٌ وعشقٌ ...

 

ميشال مرقص

 

5 ك1 2020 

 

الثلاثاء، 10 مايو 2022

أنتِ هي لونُ العشق

 

أنتِ هي لونُ العشق

 


  ساندرو بوتيشيللي 1445 - 1510

***

  

تجرينَ في مفاصلي/

مثل نعمةٍ

تسترقُ وهجَ وجهِكِ

لأستحقّها ...

 

كأّنَكِ

تلكَ النشوة المتمايلة

في أرجوحةِ الشعرِ...

 

أشعرُكِ

بمطلق الشوقِ/

وامتلاء اللهفةِ

وانتفاخِ أوداجِ الحبِّ...

 

ولا أستطيعُ

أن ألمسكِ/

إلّا

من خلالِ أبعادِ خيالي...

 

فتكونيني

الماء والنورّ

في حدقتي الزمن المتجلّي

في أنوثتِكِ ...

 

ظامئُ إلى ارتوائي

من حضورِكِ/

كحُرقةٍ

جفّفت ريقَ الإشتياق/

حتى اليباس/

ويفقد توازنه

ما لمْ تكوني ...

 

أيّها الشوقُ

لا تُلقي على الحبِّ/

عبءَ التقرّحِ

في مهجةِ العاشقِ ...

 

هي سببُ

هذا المدُّ الطاغي/

من هجرتي

لذاتي إليها...

 

هي الملاذُ المعشوقُ

بالشهوةِ مرّةً/

وبالضوء مرّةً/

وبالأنوثةِ مرّةً/

وبالثقافةِ مرّةً/

وبمرايا الإنصهارِ مرارًا...

 

هي كلُّ هذا وذاكَ وذلكَ ...

 

كلّ هؤلاء ...

بل أكثر امتلاءً

من خيالِ الإبتكارِ

نحو فضاءات الأحلام ...

 

تجرينَ في مفاصلي/

نعمةً

تلمسُ ذاتي/

تتغلغلُ في داخلي

مثلَ إيمانِ مؤمنٍ/

يرجو نعمة الشفاء

من مرضٍ عُضال...

 

عميقة عميقة في أبعادِ الشرايين ...

 

وأغيبُ في متعةِ اللذّةِ

القابعةِ/

على حافّةِ الإفتراض ...

 

كأنّها أسنانُ منشارٍ

ينشرُ عويلَ الهواءِ ...

 

ممتعةٌ هي النشوةُ

بإنشادِ إسمِكِ/

ممتعٌ

الهوسُ بعناقِ أنوثتِكِ/

مثيٌر هذا الشوقُ

السكرانُ بأريج بدنِكِ ...

 

أيتُها

الجالسةُ

عندَ حافّةِ الإفتراض ...

 

كأنّكِ

لا تزالين   جنينًا يتكوّنُ

في ذاكرةِ الحبِّ/

في العشقِ

المتراخي

فوقَ أغصانِ أضلعي ...

 

وأنتِ تتوالدينَ أنوثةً/

سمراء شقراء بيضاء

سوداءَ ...

 

بل كلّ ألوانِ الأنوثةِ أنتِ/

أنوثتُكِ/

ممحاةٍ لكلّ أنوثةِ سواكِ ....

 

تعالَ أيُّها الحبُّ

واسجدْ...

 

لا تقلَقْ...

 

ففي أرجاء عروقِكَ

تحملُ شياطينَ

الإنتظارْ...

 

كأنّما لا وجعَ آخر ...

 

كأنّما لا قلقَ آخر...

 

كأنّما لا هوسَ آخر ...

 

وتستمرّ؟؟؟

 

 

ايُّها الشوقُ

ضحيّةُ الحبِّ ...

 

لا تغتفِر...

هذا هو لون العشقِ...

وسماءُ الإشتياق ...

 

 

ميشال مرقص

15 شباط 2021