الأحد، 24 فبراير 2013

زُرقة الأحلام


زُرقة الأحلام


                            فيرنون وارد – بريطاني (1905-1985)
آتٍ من زُرقةِ الأحلامِ،
إلى عينيكِ.
أحملُ هدايا ولادتي
فوقَ شفتيكِ...
وأستعيرُ من إبتسامتِكِ
ضوءًا للقمرِ
ومن دفء أنوثتِكِ
شرايينَ الوهجِ
في كياناتِ عشقي...
تتكاتفينَ فيَّ
مثلَ عناقيدِ اللهفاتِ
فوقَ أغصانِ العبورِ إلى اشتياقِ الرغباتِ...
تتوالدينَ
من الذاتِ الحالمةِ بتنهيدةِ خصرٍ
فوق معارجِ زنديّ..
تتناثرُ كواكبُ شفافيّتِكِ
فوق وشاحاتِ العناق...
مُرّي
عبرَ قناطرِ لهبي،
تطهّري في ذنوبي،
وامتشقي وردةَ الزمنِ من عبقِ المسكِ فوق ضلوعي...
هذي مساحاتُ جنوني بكِ
تتمدّدُ في اتساعِ إغواءاتِ ظنونِكِ،
فاستفيقي على خفق أجنحتي بكِ
لا تقفي عند أعتابِ العتماتِ
هوذا ظلالي يلفّكِ بشغف المُجونِ..
إسترقي خطواتِ الزمنِ،
واختلسي فرحي بكِ
حيثُ تعبرُ فراشاتُ الأحلام
تُلوّنُ أجنحتها
بنسماتِ عِطرِك...
أغمريني،
فانا تائهٌ من دونِ احتمائي بين زنديكِ،
إلتصقي بي،
كلّما انقطعُ الهواءُ بينَ جسدينا،
تنفسّتُكِ أكثرَ نقاءً،
جُنّي في ذوباني فيكِ،
أنسابُ في خلايا عروقِ أنوثتِكَِ
في نشوةٍ
تقطفُ همساتِ السكرِ...
ميشال مرقص

خزائن الزمن


خزائن الزمن

                               هيلين بيلاند (كندا – 1949)                  


يختبئ العشقُ يا جميلتي، في غلالة الزمن،
يُقفلُ خزائن الصمتِ،
يُشعلُ رماداً ينثرُ قمح السنين.
يبدو بيدَرُ أنوثتكِ مهرجانَ الغفوِ الحالم،
يوقظُ شرايين الأبعاد فوق قناطر الرغبات.
وجهكِ بهاءُ النقاء،
وفي طفولةٍ تشرحُ أبجديةَ المرأة،
تعقدُ عيناكِ أعماقاً
يعتمرُ فيها دفءُ القلبِ، نشوةَ العناق.
عميقٌ بوحُ عينيكِ يا جميلتي،
عميقٌ تردُّدهما في البوح التائهِ مدى شرودِ الظنِّ،
وخفرِ الحسناء،
عند تقاطع اللحظة الهاربة من مسام العواطف.
جاذبٌ وجهكِ يا جميلتي،
ساحرتان عيناكِ،
 مملؤتان من حضارة العشق،
هادئتان في البوح،
مكنونتان في ضمير الصمت الخاشع،
حتى انسكاب الدفء في قوارير أنوثتك.

يتخطاني انجذابي إليكِ،
ويضيق جسدي فانسحبُ إليك من براعمِِ ذاتي،
وعند المفترقات،
تتركين
بطاقة الدعوة
بلا إمضاء...

ميشال مرقص









إصطبغي بي


إصطبغي بي

                                مجهولة التوقيع ؟؟؟ G&co

 
إصطبغي
بخمور إنجذابي إليكِ،
وتيسّمي بألوانِ شغفي...
هوذا خصبُكِ يترعُ بفيضِ اشتياقي،
وذبولُكِ ينتعشُ
بنسائمِ لهفتي...

×××
تدفقي في ذاتِكِ
مثل الينابيع الجوفية،
واخترقي
رهافةَ الاشتعال بحرائقِ عُريكِ...
اللمساتُ
سكرى في مدى ارتعاشِ العينِ،
والعشياتُ محرورةُ الإنتظارِ
إلى إنطفاء غواربِ الشرود...

×××
لمْ أتركُ مدنكِ بلا شرايين،
ولا هجرتُ محطاتِ الإنتظارِ...
كان كلُّ شيءٍ معدٌّ
لئلاّ نكون...
كانَ كلُّ أمرٍ يفكّكُ عرى "لقاء"،
كانَ كلُّ دفقٍ يفيضُ
ليتجاوزَ حدود التلاقي...
لكنَّ المواسمَ لا تيبسُ
بل تُجدّدُ خصبها
تتجدّدُ نسوغُ براعمها،
وتدفقُ ضروعَ الشغفِ،
بعطاء...
فلا تتركي زرعكِ يسقطُ قبل ازهرار،
وأزهاركِ
لا تعقدُ ثمارَ النشوة...

×××
إصطبغي بي،
فأنا أحملُ ألوانَ العشقِ في وجهكِ...
تلوّني بي،
فأنا أمشي وهويّتي لون عينيكِ...
أغمريني،
كلُّ عواطفكِ تستتفيقُ في براكينِ إشتعالي بكِ...
تنفسّي برئتيّ
أنا نسمةُ حياةٍ
تعبرُ في ضلوعِكِ...
وتخفقُ بين نهديكِ...

×××
لا تتركي بيادِرَكِ
تهجرها قموحُ الجنسِ...
بركتُها
تُمهرُ مدارَ بطنِكِ بالشهوات.
وفرةُ غِلالها،
تدفقُ فيكِ مجاري أعصابٍ
لالتقاط حواسِ الرغبات...
لا تقفي عند محطّات البرودةِ...
بلا اشتعال،
فالسفرُ إلى غُربةِ الذاتِ،
يفقدُ متعةَ الضياعِ
وراء مشاعرَ لا تتحقّق...

×××
فوق صفحاتي البيضاء،
أدفقُ حبرَ أشواقي إليكِ،
أتركُ لكِ
عُري المسافات فوق جسدي،
فاصبغي
لونَ مسامي بشهوتِكِ،
ولا تنامي فوقَ ألواحِ البرودة القاتلة...

×××
هوذا أنا لكِ،
فامتشقيني قلمًا
واكتبي ما تشائين،
واتركي جسدكِ
يتهلّلُ
فوقَ كياني...

ميشال مرقص