الأربعاء، 30 مارس 2016

همساتُ حبٍّ – 140

همساتُ حبٍّ – 140
                                              جيوفاني بولديني (1842 – 1931)



1

أعطني ليلاً
لأعشقكِ في النهار،

النيّرانِ يتجاذبان
الكرةَ الأرضيّة...

2

لا تُقلقي شفتيّ
سُرّتُكِ عاشقةٌ...

القميصُ يفترُّ عنْ شهوةٍ
...

الغمامُ يفتتنُ متى ينقشعُ...

3

الحوريّةُ

وهمٌ افتراضي مشبوبٌ
لتكوني أنتِ...

4

نفضتُ الغبار عن الكتابِ،
ورحتُ أُلملمُ فواصلَ جسدكِ

النمنماتُ تعشقُ شفتيَّ
لا تنسلخي
من واقع الحروف...

5

لنكتملَ
كوني واحدةً:
الجسدَ والحبَّ..
أمسُ فتحتُ بابَ القصيدة
وانتظرتُكِ ...

الزبدُ يُسافرُ فوقَ ظهرِ موجةٍ
لا يتركُ للشاطئِ
حيد العاصفة...

6

تمرُّ الكلماتُ

وأبقى أثرًا

فوقَ الرمال...

...
هل رسمتِ قلبًا وسهمًا؟

كوبيدون محتالٌ...


7

في فسحةِ النقاء
تنفّستُكِ ...
حلولُكِ فيَّ
اتحادٌ مجنونٌ...

غدًا أمرُّ من هنا ويعتريني ضيمٌ\

8

مدُّ الغيمِ
يتصاعدُ من البحرِ
مثلَ موجةٍ ارتداديةٍ فوقَ بدنكِ...

الشمسُ تُرافقني لأعودَ إليكِ...

إكتنزي دفءَ اللهفةِ...

9

أَبطئي في النعسِ
وانهدمي بينَ ذراعيَّ...

جمعتُ قُبَلي
أحلامًا لكِ...

إلتحفي بي...

10

لا تنتظري
أنْ أكتُبَ لكِ شعرًا...

فأنا لا أعرفُ حدودَ النهايةِ
بلا بدايةِ...

11

أهيمُ بكِ
وأنتظرُ أنْ تحملَكِ
ألوانُ الفراشاتِ إليَّ...

سحرُكِ أثيريُّ الملمس...

12

عندما تُمسكين بيدي،
خفّفي من اندفاعِ الكرياتِ الحمراء...

نَبْضكِ يحولُ
دونَ عبوري إلى شرايينِكِ...

هل يبحثُ لسانُكِ
عن ريقه؟؟؟

13

لا تجعلي للحبَّ مقدّماتٍ...

يفقدُ
دهشتهُ...

14

تعالي إليَّ
لنمكثَ تحتَ زرقة السماء...
نُراقبُ جحافل الغيوم...

تدحرها شمسُ تشرين...

15

الزئبقُ
فمٌ باهتٌ
يتناثرُ شقاوةً...

16

رنَّ هاتفي
فانخضّتْ كرياتي،
ولمْ تكوني أنتِ...

فازددتُ اضطرابًا...

17

لا لكِ
أيّتُها الشرنقةُ

أنتظرُ فراشتكِ...

18

هل تستبيحينَ
غزلَ النشوة
إلى سُرّة العبور؟

هل تتغاوين في شهقةِ عين،
أليستْ متعةُ النظرِ
خلخالاً...
يهيمُ في نسائمِ بدنكِ؟

أخرجي من ثيابِ العاشقاتِ
أريدُكِ أنتِ
في ثوبٍ مرصودٍ
على إسمِ شفافيّةِ عُريكِ...

19

أقبضي على وجنتيَّ
تتورّدانِ لكِ...

20

لنْ أغوصَ في تاريخِ العشقِ
لأستنبطَكِ...

يكفي أنّكِ
تاريخ عشقي...

21


كدتُ أهيمُ لأمرَّ بكِ
فأسترجعَ قبلاتي...

وعدلتُ...

لأنَّ المستعيرَ يردُّ المُستعار...

الشهوةُ لا تُردُّ...


22

عيناكِ شهوتانِ
تخترقان ضلوعي...

ترجِّي تعابيرَ الشوق...



ميشال مرقص

الاثنين، 28 مارس 2016

عودي إليَّ من دفترِ قصائدِكِ

عودي إليَّ من دفترِ قصائدِكِ
                                  أوتّو موللر (1874-1930)


عودي إليَّ من دفترِ قصائدِكِ،
لملمي الفصولَ والحروف والنمنمات...
فأنا أتفشّى في مفاصلَ رغباتِك،
مصلاً
يكادُ يجفُّ فوق المتاهاتِ الفاصلةِ
بين البوحِ والامتناع...

غرّدي في ظلالِ احتراري،
مثل سأيِ سنونواتٍ
يعبرنَ سهولَ عريكِ
المشتهي لونَ جلدي...

فعندما أمرُّ صوبَ ابتسامتكِ الضَجِرَةِ،
تنبعُ شفتاكِ عسلاً
ويستعيدُ جلدُكِ
نبض الرعشة....

...

لا أفصّلُ لكِ
من ألوانِ شهوتي عباءةً،
لأحتضنَ أنفاسَكِ...
بلْ
أعيشُكِ فيضًا في مدى حياتي...

أعبرُ بكِ
حضوري واختلاجاتي،
أكتبُ ابتساماتي\بريدًا لعبور الحبِّ
إلى معابدك الذهبيّة....

...

كوني شغفي الدائم،
أضوعُ في مدارِكِ المتكامل،
أريجَ عابدٍ
في تضرّعه الصوفيِّ...

إفتحي خزائنَ أنوثتِكِ،
لِ أَتْلوني نغمًا
فوقَ أوتار كنّارتِكِ...

...

لأَنتِ ذخيرةُ لهفتي \الجائعةِ إلى طيوبِ الاشتهاءِ،
في ثنايا بدنكِ...
وملامس الرغبة،
في شواطئ العشق الساكن،
حنايا اختيالك...
....

لا تتغافلي يا سيّدتي،
عن خفري المتواضع معكِ...

ولا تتجاهلي...
هروب الكلامِ
وهو يتعثّرُ بين شفتيكِ...

هل كانَ جفافُ الريقِ
من ظمأٍ؟
وأنا أتعطّشُ إلى ينابيعِكِ...

تعالي يا سيّدتي،
نرتوِ...
من فيض غمامات الصيف...

ونتحاورُ
من أجلِ شتاءٍ
تختبئين في دفئي...

فالينابيعُ

تتفجّرُ في الربيع...

ميشال مرقص


السبت، 26 مارس 2016

كلوا أجسادكمْ ودعوني أحيا...

كلوا أجسادكمْ  ودعوني أحيا...


                               سقوط الملاك (1847) – ألكسندر كابانيا (1823 – 1889)


لستُ جرثومةً
تنخرُ أجسادَ المتورطينَ
ولستُ
قابلاً لأكونَ ضحيّةَ
المضاداتِ الحيويّة...

السفاهةُ
أنْ يرتكبَ الإنسانُ
فحشاءَ الفِكرِ
في أقبيةِ جهله...
فلا يُبيدُ هذيانَ الهمجيّة المتغلغل في صحاري
الرماد...

كيفَ يُبتلى
الوهمُ العالقُ في شرايينَ البلادة
وتمتصُّ علقاتُ البشاعة
وجهَ السِحرِ
المخدورِ
بجمالاتِ النعمة؟؟؟

الأحذية
تدوسها أدمغةُ الظلامِ العابثِ
ببشاعةِ القسمات...

الوجوه
تُعلنُ استنكارَ الذاتِ من ذاتها
...

الرأسُ
يذوي فوقَ مشنقةِ العفنِ القاتلِ...
صارتْ
ألسنةُ الشريعةِ
فاسدةً...

صارتِ طناجرُ الفتاوى مسمومةَ الطعمِ
صارتْ
مهاراتُ العقولِ
مرصودةً
على أقدامٍ عارية ...

هذا
الجيلُ المسمومُ بالهُديِ الأسود
هذا الجيلُ
المستميتُ لينهشَ لحمه...

نادوا
لعُقبانِ الهزءِ
أن تنهشَ تلك الجيف المعلّقة على صواري
الوباء...

أنا لستُ جرثومة 
للطعن...

كلوا أجسادكمْ

ودعوني أحيا...



ميشال مرقص

الخميس، 24 مارس 2016

وجعُ الصليب

وجعُ الصليب
 
  وضع يسوع في القبر – زيتية (1602 – 1603) مايكل أنجلو ماريزي دي كارافاجيو (1571 – 1610)  




خُذْني،
أيا وجعَ الصليبِ،
وهاتِ،
لتزودَ عنْ ألمِ الألوهةِ،
 ذاتي،

أَوَ تستبيحُ جوارحي،
إنْ أخطأَتْ،
أفلا تفي عنِ الذنوبِ،
 صلاتي؟

ويضيمُ،
 أنَّ اللهَ أرسلَ إبنهُ،
متجسّدَا –
كي يستعيدَ
شَتاتي،

خذني،
معاذَ اللهَ،
 أنْ يفدي الورى،
فأنا ملومٌ،
-     لا يُدانُ كشاةِ،

ما صنتُ نفسي عن موانعَ لذّةٍ،
ما لذّةُ
اللذّاتِ،
لوْ كبواتي؟

لكنْ خطئتُ،
فغُضَّ عنْ شَغبَ الهوى،
دَعني على دربِ الحياةِ ثباتي،

خُذْني إليكَ،
لأستظلَّ جراحها،
تلكَ اليدينِ الطُهرِ، مرتعشاتِ


فأنا بدونِ نعيمِ مجدِكَ باطلٌ،
هلْ "بعلُ زبوبٍ"،
 يقي نزواتي؟

أَبْرئْ ضميري،
لو مشيتُ بغابةٍ،
من الشرورِ،
فلا تدنْ شهواتي...

ما سرُّ هذا العشقُ،
ما عتبُ السما،
على اشتياقي أو على رغباتي؟

يا ربُّ هيّا
وارتضيني بتوبتي،
دعني أحَقَّقُ بالفداءِ
نجاتي...

جُلّتْ صفاتُكَ أنْ تُدانَ وتفتدي،
منْ كانَ مثلي،
غافرًا هفواتي،

دعني إلى ينبوعِ عفوكَ أَرْتوي،
ما أروعَ الغُفرانَ قبلَ مماتِ...

"قلْ كِلْمةً" يا ربُّ تُغفرُ ذلّتي،
لا تستحقُّ الصلبَ،
خذْ بحياتي،

إنْ رُمْتَ تفدي الناسَ، لفتةَ بارقٍ،
لكنْ لأجلِ الحبَّ،
لَهْفَةُ آتِ...

ما بينَ سيفِ الشوكِ،
 أو طعنِ الضلوعِ،
وما جروحٌ في يديكَ عواتي،

أدملتَ جرحَ الناسِ أحْيَيْتَ الملا،
وخَضَبْتَ وجهَ الأرضِ بالسمواتِ...



ميشال مرقص


28 آذار 2013 

عشيّة تذكار الجمعة العظيمة


الأحد، 20 مارس 2016

أغمريني شهوةً بينَ توهّجِ شفتين...

أغمريني
شهوةً بينَ توهّجِ شفتين...
                                                 جان باتيست سان تير (1651 – 1717)


تعالَيْ نرتقُ ظِلالَ العُمرِ
بِ فيءِ عشقنا...

تعاليْ
نسنُدُ فقراتِ ظهرِ السنين
بعصا سِحرنا...

لا تقفي عندَ رمادِ الحكاياتِ المتناثرة
فلا يزالُ لهيبُ غاباتِ العاطفةِ
يتنادى مثلَ حلمِ بركانٍ خامدٍ
تُحركّهُ ثوراتُ الصهارة ...

إلتقيني
في منتصفٍ المسافةِ
بينَ حاجبيْ المتعة...

لا تزالُ شهقةُ العينينِ
تقترفُ إثمَ الشهوة...

لا يزالُ
اشتعالُ حنينِ اللهفةِ
مرصودًا على مسامِ إنتظارِكِ...

كلُّ شغفِ العمرِ
ماثلٌ للعناق...

كلُّ شغفِ العمرِ
شوقٌ إلى مدنِ الأنوثةِ التائقةِ
إلى ضجيج الرغباتِ...

إلتقيني...
ولا تعبري ضفةَ القلق...

إلتقيني
ولا تعبري إليَّ من وجعِ الحنين

إلتقيني
ولا تقطفي سنابلَ العواطف المملوءة بقمح أنوثتِكِ...

أغمريني
نقاءً بين اشتعالِ عينين...

أغمريني
شهوةً بينَ توهّجِ شفتين...

أغمريني
ولا تتفلتي من حكاياتِ ضلوعي/
فأنتِ
همسٌ ضارعٌ بين خلايا الجسد
وهُتافاتِ الأعماقِ...

أتوقُ إليكِ ...
كما حلمُ لونٍ يلتصقُ بجناحي فراشة...

تعالي نرتقُ معًا
ظلال العمرِ المشتعل برغباتِ العشقِ...

كوني
لونَ عينيّ...
وعطرَ شمّي ...
وحرير ملامسي ...
ورنينَ سمعي...

كوني انصهاريَ الكاملِ بكِ ...

لا أروعَ من ضجيج الحواسِ
بينَ ذراعيْ النشوة...


ميشال مرقص