السبت، 12 مارس 2016

كوني قيامةَ جسدي من رمادِ جنسي...

كوني قيامةَ جسدي من رمادِ جنسي...


                                 جبران خليل جبران (1883 – 1931)

لا تسأليني كيفَ أستحضرُكِ في ذاتي،
لا تسأليني كيفَ أبحثُ عنكِ،
لا تسأليني كيفَ
أعرفُ تفاصيلَ جسدكِ
ونتؤاتِ
أنوثتِكِ
ومراعي الخصبِ
في ولهِ ذاكرتِكِ...

لا تسأليني
كيفَ أُكوّنُكِ أنثى الأوقاتِ كلّها،
وأنتِ أميرةُ الوقتِ والزمن،
وأنتِ
حضارةُ العشقِ
وتراثُ الغرامِ،
ومجاميعُ اللهفاتِ على صفحةِ نهدِ،
وكتابُ معصية....

لا تسأليني
كيفَ أدخلُ إلى عُمقِ عواطفكِ
لأستولدكِ من رحمِ قصيدة...

كلُّ ما في خزائنِ جواهرِكِ،
عطرٌ
يُلوّحُ
أعراسَ الولادةِ في شرايين النزفِ/
من أجلِ أنْ أتحدَ بكِ...

كوني جسدي،
ولا تسأليني كيفَ تتفتحُ مسامي
لامتصاصِ شهوتِكِ،
ولا كيفَ تُهْرِقُ خلايا هوسي، عطرَ رجولتي،
مطرًا ربيعيًّا فوقَ مساكبِ أنوثتِكِ...

كوني لي
العفّةَ والشهوة،
الحقيقةَ والسراب،
الحُلمَ
وكمشةَ الغيمِ المُقيمةِ في مدى إحتفالي بكِ...

كوني شَقْوتي،
وكوني قيامةَ جسدي من رمادِ سطوةِ جنسي...

كلّما سألتُ عنكِ
عناوينَ جسدي،
اختارتْ أنْ تُعرّفني إليكِ،
بأنّكِ أنتِ...

النوايا
قبلَ أن تحبلَ بالنُطفةِ
في ملكوتِ
الأنوثةِ...

كوني أنتِ
إمرأةً
ولا تسألي عمّا أسألُ عنكِ...

لا تسأليني،
فُضّي الختم الأحمرَ...

إحترقي في شغفي...


ميشال مرقص

هناك تعليق واحد:

  1. كوني لي
    العفّةَ والشهوة،
    الحقيقةَ والسراب،
    الحُلمَ
    وكمشةَ الغيمِ المُقيمةِ في مدى إحتفالي بكِ...

    ردحذف