الاثنين، 30 نوفمبر 2015

إغرقي في انتظاري تحت ظلِّ العمرِ...


إغرقي في انتظاري تحت ظلِّ العمرِ...


                                  سلفادور دالي (1904-1989) اللوحة 1931



كأنما نحنُ/
النهرُ يتلعثمُ
بين ضفتيه/
 بحكاياتِ الشهواتِ الرائبة فوقَ أحلامِ رحلتهِ...

نتدافعُ إلى صمتٍ/
إلى حيرةٍ
تبسطُ مداها الأزرق/
وتلملمُ شغفَ شفتيها...

كأنّما احترقنا بماء الذهبِ...
كأنما اقترنّا بالنارْ...

تهمسينَ
ولا تسمعُ الأشجارُ أصوات السنونو ...

تعالي نغمرُ
الهناءَ/
تعالي نغمسُ شفاهنا بمتعةِ العشقِ...

النهرُ
لا يتوقفُ عن دفق الماءِ
لماذا أنتِ؟

النهرُ يغرقُ في أحلامِ الأشجارِ
فاغرقي في انتظاري تحت ظلِّ العمرِ...

أنتِ
كأنما نحنُ/
تانك الضفتان
ولا تلتقيانِ ...

أدفقي ماءكِ
ليفيضَ النهرُ
فنلتقي ...


ميشال مرقص

الخميس، 26 نوفمبر 2015

أنتِ الكلمة

أنتِ الكلمة


                                                  الشفافية – فرانسيس بيكابيا (1879 -1953)


أنتِ الكلمة
انا أعبرُ إليكِ
فوق حبرِ الماءِ...

أنتِ الكلمةُ
تجري في عروقي همساتُ بوحِكِ/
تصيرُ الكلمةُ مآقي للسهرِ المسافر ِ عبر غربةِ الحروف...

أنتِ
الكلمةُ القصيدة
أنتِ
 الموجُ التائقُ ليلعب مع محارة الرغبة/
مع الرغبةِ
النابعةِ من زبدِ الشوقِ المضطربِ عندَ حدودِ اللهفةِ...

انتِ الكلمةُ
الموشّحةُ بقصائد الغزلِ الموشومة بكِ/
كلّ حرفٍ
يدعوني إلى نهمِ الجسدِ
إلى سهرِ اللذّة الملتوتة بعطرِ شهوتِكِ...

كلّما سقطَ حرفٌ من الكلمة/
كلّما صارت الكلمةُ
تخشى مشيتها/
تصيرين أنتِ
وشوشةَ الصمتِ الغارقِ
في مساكبِ العناق...



ميشال مرقص

السبت، 21 نوفمبر 2015

كأنّكِ تشتعلينْ...


كأنّكِ تشتعلينْ...


                                                        ماجده بن شعبان – عالمة نفس – رسّامة –
                                                       نالت ثاني جوائز "المواهب الشابّة 2008"
                                                         اللوحة: راقصة تشتعل في شغفها

اللونُ الغارقُ في مرآةِ اللونِ...

الزمنُ العابثُ
بكنبةِ الريحِ...

هناكْ ترتاحُ فواصلُ النغماتِ العاشقةِ
لهمساتِ المساء...

كأنّكِ
عندما لا تلتهبينَ مع فراشاتِ الرغبة/
تحملينَ معكِ
شَغبَ الاطمئنانِ المُواكِبِ
لتعبِ العينينِ...
حيثُ يستريحُ عطرُ المساءِ
من أغمارِ الولهِ المنبسطِ في ساحاتِ الانتظار...

...

كأنّكِ/
كلّما أبحثُ عن رغيفِ شعرٍ
تكونين أنتِ/
زمنَ القصائد التائهة في بدن العشق الملتوي على ذاته...
عندما...
لا تتعبُ أناملُ البوحِ
من فكِّ أزرارِ الغُلالة
عن نهدين ناصعين
يُشرقان كما صباحٌ في عبورِ النسمةِ المختلجة
إلى خزائنِ
إيهاماتِ اشتياقِكِ...

...

كأنّكِ
وأنتِ تمهرين كلمات الشوقِ
بعبورِ عطرِكِ فوقَ مساماتِ الجسدِ...
تُنكرين
مدى اشتياقِكِ لتكوني أنتِ/
في شعابِ النخيلِ المتجدّدِ ظمأً إليكِ/
إلى أغوارِ الهتافاتِ العَطشةِ
لمتعةِ ارتواء...

...

كأنّكِ
تقترفين إثمَ الغياب/
وأنتِ
تتناثرينَ أزاهيرَ امتصاصٍ لرغبة انصهار...

كأنّكِ
تُكابرين!!!

لا تنسي
أنّكِ أنتِ ...

وأعرفُ
أنّكِ تصهلينَ لعبورِ نارِ الريحِ
وتتفجرينَ
اشتهاءً...


ميشال مرقص

السبت، 14 نوفمبر 2015

لماذا هذا الهباء؟

لماذا هذا الهباء؟



                                       ليونورا كارينغتون – رسّامة مكسيكيّة (1917-2011)

لماذا تنطلقُ الجيادُ
من أعنّتها؟
لماذا تنطلقُ النارُ؟
لماذا
نمشي في مدارٍ مترنّحٍ
نُغافلُ نسماتِ الريقِ
ونكتفي بهتافاتِ الأدغالِ الموتورة؟
لماذا
تصيرُ كلُّ ديانةٍ بركانًا
لماذا نقتفي آثار التسونامي في متحجرات الرواسب ؟
لماذا نهتمُّ
ونُشرفُ على تخطيط الحضارةِ والمستقبل
ونحني رقابنا تحت
شره السواطير؟؟؟

لماذا
لا يصيرُ عقلُ الإنسانِ نيّرًا
وقلبه موطنًا للحبِّ؟ ...

لماذا
نُفرزُ مخلّفاتِ عُهرنا وتخلّفنا وتقهقرِ دواخلنا؟ ...

لماذا
يحلمُ مغامرون بإنقاذ البشرية من أمراضٍ تؤدّي إلى الموت؟
ويُغامرُ
أغبياء وسفّاحونَ مريضون
ليستأصلوا نقاء العناقِ
بينَ أجنحةِ الشرفاء؟...

هوذا الأرضُ تخرجُ من سفينة الطوفان...
إلى طوفانِ العاهاتِ...

الذقونُ الطويلةُ لا تبني حضارات...

لنختبئ تحتَ برقع الخجل...
فكلّنا تجّار موتِ...

نحنُ لا نستطيعُ أن نوقف المجازر ...
لأن الدولُ الكبرى كاذبة في أمنياتها بالسلام...

الدولُ الكبرى تحمي صناعة الموت
وتُتاجرُ بالسلاح والنساء...

لماذا؟ لماذا؟ لماذا...

هذا الهباء؟


ميشال مرقص

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

أعبرُ ألمَ الافتراق...


أعبرُ ألمَ الافتراق...

                                          يأس (1894) زيتية إدوار مونخ (1863-1944)


يُصيبني وجعٌ...

الصراخُ المؤلمُ
في حلقِ الوحشةِ...

يضيمُني حقلُ العشقِ المُثير...

يضيمني نغمُ الهمسِ الحارقِ
عناوينَ الرحيل...

 لا نقفُ عندَ بابِ الافتراقِ...

لا نعبرُ جسرَ الغياب...

لا نقتفي أثرَ أقدامِ العشقِ اللاهثِ
في أنبوبةِ الإنعاشِ الاصطناعي...

الأمرُ ...

أنّ الزمنَ يحملُ مفاتيحَ أقفالِ المواقيت...

يحملُ تقويماتٍ مشلولةٍ
لا تتوافقُ وساعاتِ مرورِ كوكبِ الزهرةِ...
تلكَ الآلهة
المغرورةُ/
 تتركُ على مباسمِ الورودِ
حكاياتِ الأشواكِ...
وتُعبّئُ عطورها
في صدورِ العاشقاتِ...

كنّا لنكونَ معًا...

الأمنياتُ رغباتٌ ترسمُ حدودًا عابرةً لمدارات الخيال...

الرغباتُ
وشوشاتٌ خُلّبٌ ...
تُدغدغُ عقصاتِ الشهوة...

ممتلئًا
أحملُ صولجانَ مملكتي/
وأبسطُ حلمًا فوقَ صواري الانتظار...

معًا نعبرُ ألمَ الافتراق...

معًا نحملُ أحلامًا كانتْ قابلةً للتفصيل/
وإخراجها ثيابًا رفيعةَ الابتكار/
تجرحُ شهقةَ بدنكِ من خلال التفاصيل...

تكتبُ شهوةً
تتلألأُ فوق جسدِ امرأة...

تلك الأحلامُ
الرفيعةُ المستوى في الإبتكار...

تحملها نسمةٌ عابرةٌ
تٌرطّبُ ملمس الشفتين...

وتقفُ
بلا قُبلٍ وترحل...

يمكن أن تكونَ الأحلامُ مؤلمةً/
يمكن أن تصير شوكًا لورودٍ/
 سبقَ أن تفتحتْ
وصارتْ عابرةً للعطر...

يمكن أن تبقى لوحاتٍ صامتةٍ
عندَ بوّاباتٍ يحملُ الزمنُ مفاتيح أقفالها...

لكن هي محطَاتٌ...

و... افتراق...



ميشال مرقص