الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

شرقٌ موبوءٌ بلعنةِ المومساتِ


شرقٌ موبوءٌ بلعنةِ المومساتِ
                                              كيم روبرتي – أميركي من أصل فيتنامي (1950 - ؟)



شبهُ عارٍ،
ووجهي غيرُ موروبٍ،
تنبتُ قموحٌ برّيةٌ في مجاري لُهاثي،
أركضُ
كمنْ لسعهُ وهمُ فزعٍ من سَعالى التترِ
الهائجةِ
فوقَ مصاطبِ الشرقِ...

أختبئُ من ظلّي
فجراذينُ الحقولِ تتنافسُ فوق فرجِ فيلةٍ
أسقطت للتوِّ/
قبلَ أنْ يكتملَ نموُّ الجنين...

ويسحقُ "داعشيٌّ"  لحيَتَهُ/
ويُقيمُ منها حاجزًا بربريًّا/
قبل أنْ يُجهزَ على مخاضِ العقل...
يقفُ/
كأنّهُ ثُعبانٌ تلظّت عيناه ببركانِ...

هكذا تصيرُ قموحُ هذه الأمّة البربريّة
جواميسَ هائجة في ماءٍ/
تنهشها أنيابُ تماسيحُ خاوية...

شرقٌ شرقٌ شرقٌ شرقٌ...
وتلوحُ
للشمسِ شاماتٌ سوداء/
بلون الضمير العربي النفطيَّ/

بلونِ
جاريةٍ سكبتْ فوقَ فرجها زفتًا وقارًا/
كي لا يغتصبها
أميرُ بترول ...

ولا يأتي إليها عجوزٌ
أصيبَ بوهنِ الضمير...

شرقٌ شرقٌ شرقٌ شرقٌ

وسماسرةٌ
يَكْوونَ ذيلَ ورقة الدولار/
كي تبقى نجمةُ صهيون
نجمةُ "داوود"...
هي ضميرُ هذا الشرق...

من بيروت إلى دمشق والشام
ومن الموصل والبصرة إلى بغداد...
إفتحوا أرشيف المستعمرين
وترونَ بقايا من عفنِ زروعهم ...

قموحٌ معدّلةُ الجيناتِ الوراثيّة – نحو الأسوأ...
قموحٌ تنبتُ النفاق والكذب والرياء والخبث
والقتل والسفاح والكبتَ العقائدي...

فالفلسفةُ والدينُ والأخلاقُ
تنمو جميعها بين أفخاذ النساء...

شرقٌ
موبوءٌ بلعنةِ المومساتِ/
شرقٌ موشومٌ
بلعابِ السمومِ/
شرقٌ مريضٌ ينفثُ متلازمة ضيق التنفّس...
ويغرقُ في اللعنةِ
حتى جذور أمعائه المبعوجةِ بملح الصدأ...

كنّا نحلمُ بأن نصيرَ قطعانًا بشريّة...
لكننا...
...

هل تنبأَ الغربُ بدعسِ رقابنا؟؟؟؟
متى نصيرُ
أمّةً... تُحنّطُ الطائفيّة؟
متى تصيرُ جيناتُنا مليئة بالإنسانية؟؟؟
متى
أمشي وورائي حضارةٌ
تُشرقُ من وجهي؟؟؟

متى ترون وجهي المُشرق
أيها الأصنام الأغبياءُ؟؟؟

يا زبانية الموت والدمار!!!!


ميشال مرقص

الأحد، 27 نوفمبر 2016

صارت عواطفنا مومياءاتٍ...

صارت عواطفنا مومياءاتٍ...

 
             هنري دو تولوز لوتريك (1864 – 1901)


إقتربي منّي/
الزمنُ يُحاصرُ خاصرته...
يقعُ من جوربِ
الكلمة/
مثل "جربوعٍ" يقفزُ على حافّةِ السُخرية ...

لا أزالُ
أحنّطُ بطاقاتِ التعريةِ...
الأبدانُ المطليّةُ
بشهواتِ العيون...
الأبدانُ
تحترقُ لاحترارِ الشهوةِ الرخيصة ...
حانقةً
تعبرُ كهوفَ المتعةِ الجاريةِ/
ولا تلبسُ نظاراتها
لتشتعلَ في أقفاصِ
التهجين...

فاسدٌ/
الهواءُ المخمورُ بأنفاسِ
العرقِ المتصبّبِ/
من ذاكرةِ الشهوة...

نقيٌّ/
عَرَقُ الماجنةِ/
وهي تُحرّكُ ساقيها...

لا يتوقفُ هوسُ الوليمةِ
عن فجور...

لا يُقتلعُ
لونُ المسافاتِ الموبوءةِ
برائحةِ المُخدّرات...

كيفَ أَلْتَمِسُني من ذاتي؟

كيفَ أُجَرِّحُ
لحظاتِ الزمنِ الهاربِ من ماخورِ؟

مثل "كنغر" يقفز وينطُّ...

وكلّنا/
نستظلُّ نخيلَ السخافاتِ/
باسقون بالتفاهةِ/
وقد نجحنا في تحنيط العقل/
وصارت عواطفنا
مومياءاتٍ/
تهتزٌّ في متاحف الخرافات...

أقتربي منّي
لأحتمي في أنوثتِكِ...

إلى زمنٍ جديد
زمنِ حبٍّ...

فهذا الزمنُ
مفرومٌ/
مثل أسنانِ الساحراتِ/
وقهقهاتِ
الشياطين...

وحدُكِ حياةٌ !!!

ميشال مرقص


الجمعة، 25 نوفمبر 2016

لونٌ آخر يأتي...


لونٌ آخر يأتي...

                                          لوي جوفر (استراليا 1967 - ؟)


1

أمشوا في العراءِ
ها هو وجهُ السماءِ آتٍ...
طيروا بلا أجنحةٍ
فوجهُ الأرضِ
يجدلُ أثيرَ النورِ...

إمتشقوا بقلوبكم نقاءَ الحِكمةِ
فلا تنكسرُ أخشابُ سفينةِ العبورِ
برياحِ الحُزنِ...

إصعدوا
إلى معارج السلام
واقطفوا خمرَ الإبحارِ
في سحاباتِ التجلّي...

رفرفوا بأجنحةِ اللهفةِ
نحو أزمنةِ الدهشةِ
المنسيةِ في براعمِ طفولتكم...

تصيروا عطرًا يتغلغلُ في رئتي قصيدة
وشلالَ شِعرٍ
ينسكبُ بلا رغباتٍ...

2

العُنقُ يلتوي بلا رأسٍ
الرأسُ
يحتاجُ إلى قدمين
والبدنُ
يمشي متهاويًا
كأنْ
لا زمنَ للشموخ...

فقأ مبولته
وراحَ يبول على شاربيه
اللبنُ
ينضحُ
من ضرفٍ
مملوءٍ حليبًا

3

عندما نَغلقُ الكتابَ...
نسقطُ في الرغبةِ...
كلانا
يبحثُ عن كلماتٍ...
ونغرقُ في الحروفِ
نتلامسُ بالمسامِ...

4

إفتحي بوّابةَ الجنّةِ
غلالتُكِ تُخبّئُ ثمارَ الشهوة...

هكذا نصيرُ
بمثلِ عِناقِ الفراشاتِ...

ميشال مرقص

29/10/14




الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

هاتِي ألوانَ تراكمِ العمرِ فوقَ بدنكِ!

هاتِي ألوانَ تراكمِ العمرِ فوقَ بدنكِ!
 
كيم روبرتي – أميركي من أصل فيتنامي (1950 - ؟)


لماذا ننتظر؟!

السحبُ الحمراءُ تجفُّ فوق مجاري الاشتياق...

لماذا نقفُ/
تغمرنا لا مبالاةُ الغيمِ الحارقِ؟!

لماذا نتهيَّأُ للرحيلِ/
والشفاهُ لا تزالُ تُتمتمُ مزاميرَ النشوةِ...

تضطربينَ في نسيماتِ أنفاسي/
وتضجّينَ بمتعةِ الرغبةِ/
وتتركينَ عناقيدَ الاشتياقِ تيبسُ بلا نبيذِ انصهار...

لا تعيشي في مجاهل اللامبالاة،/
القرف المعصورِ بشهقةِ الاختناق...

لا تتركي مواكبَ الضجرِ المعتادِ/
تهصرُ
رغباتِ الانتعاش...

لملمي ذاتكِ من على مشاجبِ الزمنِ/
واعبري/
كما لونٌ يحاورُ مسامَ البلوّرِ المسحورِ...

دعي أبجديّةَ الجسدِ
تتمايلُ استمناءً لأحلامٍ!

أنفضي غبارَ السنينَ/
فالخمورُ الطيّبةُ تخرجُ من أقبيةِ النسيان!

هاتِي ألوانَ تراكمِ العمرِ فوقَ بدنكِ!

ودعي الغفلةَ تسبحُ في انعدام الجاذبيّة!...

معًا نتواكبُ/
فلا تتهاوي في قبضةِ العبث!

استفيقي من ذاتِكِ/
أيتها الهاربةُ إلى حقولِ الضياع،
ولا تعتبي على رتابةِ الثواني،
بل انفضي غبارَ البرودة!...

ميشال مرقص


22 آب 2016

الأحد، 20 نوفمبر 2016

هكذا أمسينا على عكّازِ العواطفِ اليابسة...


هكذا أمسينا على عكّازِ العواطفِ اليابسة...

                      جان أونوريه فراغران (1732-1806)



لأنّنا نتلعثمُ بالشهوةِ،
تنهارُ
غُبطةُ الألوانِ فوق شفتيْ الزنبقِ...

نرتادُ حاناتِ الفكرِ العابثِ بالمتاهاتِ...

كلٌّ منَّا/
يهربُ من خيالِ بدنهِ/
بعدَ ان تساقطَتْ حبّاتُ العرقِ الباردِ/
على بشرةِ العُمرِ الهاربِ
إلى مُخدعِ الّلذةِ...

اشتهينا الفرحَ/
وتنافسنا على الوجعِ الهادرِ في أشواقنا المتفلّتَةِ من زمن العشقِ...

كمنْ يمشي في فيءِ ظلّهِ/
كمنْ يهربُ إلى مسامِ القهرِ/
كمنْ يستلّذُّ النفورَ من شهواته...

هكذا أمسينا/
على عكّازِ العواطفِ اليابسة/
نُدغدِغُ فُرصَ التجوالِ المتشّردِ فوق صهوةِ الخيالِ الجامح...

قبلَ أنْ نكتوي بفرضياتِ الاشتياقِ الصنمي،
صرنا/
براعمَ النعسِ المجبولِ بأحلامِ المراياتِ التافهة...

نتحاورُ/
كأنَّ سقفَ الفضاء ملكُنا/
كأنَّ سيماءَ الحِكمةِ تاجُنا/
كأنَّ مهرجاناتِ العشقِ تُغلّفُّ عيوننا...

مشينا في عُرينا الملتبسِ علينا/
ونسينا كيفَ تخاطرتْ أفواهُ مساماتِ جسدينا/
بمثلِ الفرحِ الرائبِ في الأشواقِ/
بمثلِ النسيمِ المتغلغلِ في فيء غاباتِ تشابكننا/
بمثلِ الهوسِ المطعونِ بشوقٍ جريحٍ/
بمثلِ الانسيابِ المخدّرِ ...

كنّا
نتجاوزُ محطاتِ العُمرِ
لنصيرَ نحنُ
أنتِ وأنا....

كلّنا يقفُ عندَ مخلبِ العُشقِ...

وأنا لا أتردّدُ...

ميشال مرقص


25 أيلول 2016

الجمعة، 18 نوفمبر 2016

أنا المُنتَهَكَةُ كرامتُهُ في وطنِه...


أنا المُنتَهَكَةُ كرامتُهُ في وطنِه...
 
 Shelby McQuilkin  -  نيويورك (1966-؟)


مزّقتُ شهاداتي الجامعية
وعلّقتُها
على مشاجب البُلهاء...

طعنتُ مبادئي الأخلاقية...

شَقَقتُ ثوبَ نقاوتي الطيّبةِ
والوداعةِ الممزوجةِ بلهفةِ المحبّةِ،
وأعلنتُ العصيان على ذاتي،
أنا المُنتَهَكَةُ كرامتُهُ
في بلده أولاً
وفي هذا الشرقِ الموبوء
بأصوليّةِ العقولِ الغبيّةِ...
وبلاطاتِ السُخفاء..


أُسقطَ في يدي،
أنّني أخذتُ بشَغفِ الرُقيِّ
الهادفِ إلى أنسنةِ الآخر...

أُسقِطَ في يدي...
أنني مختارٌ من بلادٍ حملتْ تاريخَ الحضارات قبل أن تولد نُطفٌ لها في مغاربِ الأرضِ وأقاصيها...
وقبعتُ
في مضيقِ التفاهةِ
مع قومٍ يستقوون عليَّ بالسكينِ والساطورِ و... اللحى الطويلة
بعدما أفقدوها معاني التواضع والقهرِ بالذاتِ...

أعلنُ عن توبتي أنني "آدميٌّ"..
فالأوادم في بلدي ...
-     ومع الأصوليات الدينيّة وجحافل الهمجيين-
يفتقرون إلى مقوّماتِ الوجود...

 سأحملُ فرّاعتي (فأسي)،
وأقطعُ أخشابَ الأعناقِ
وأنادي بالثورةِ والتحرير
وبالانتصارِ على طغيانٍ سبق...
فأُعلي مداميكَ الطُغيان،
وقلاع الهستيريا الأصولية،
وأحصّنُ خزائني لمواردي من أموال النفط...

آهِ
نسيتُ
كم تُخطفُ أرواحٌ
وتُزهقُ
وانا أحرّرها من طاغيةِ
فأضمنُ لها حرّيةَ الأبدية ...

مَنْ هؤلاء...؟
مَنْ أولئك؟

يكفيني سيفي وبندقيتي وأدواتُ الموتِ وأنا أختالُ بها
في ساحاتِ حُريّةِ المجانين،
وفوق أرصفةِ
أولاد البغايا
المهوسين بجيناتِ القتلِ والعهرِ والجهلِ والتعصب والمجونِ الديني...

سامحوني
أضاعَ الوطنُ لي هويّتي،
فانا محزونٌ
على قارعةِ الإنتسابِ الأصوليّ،
وأنا مفتونٌ
بالسراري
على غِرارِ السلاطينِ والخلفاء والملوكِ والأباطرة،
وانا حفيدُ السلالاتِ الفاتحةِ
وسليلُ قبائلِ المتوحشينَ
وسنابكِ الخيولِ المرصودةِ على سحلِ الضعفاء...

إستقبليني
يا شآمُ غازيًا
ويا بيروتُ عاهرًا
ويا بغدادُ موسومًا على شُربِ الدماءِ
إفتحي أبوابَكِ
يا قاهرةُ فأنتِ توصدينَها على عولمةِ الفكرِ
وتهزَأينَ بالحضارةِ
وتُجهضينَ أجنّةَ الرقيِّ
وتقطعينَ رقابَ الثقافة...

وأنتِ يا أورشليم أيتُها العاقر،
تصلبين الله كلَّ يومٍ
وتُرسلينَ عاهراتِكِ
يستقينَ منْ منابعِ الذهبِ الأسود،
وترصدينَ مثل البغايا
خُطى السالكينَ فوقَ أرصفةِ الهمجيّة...
وتفتحينَ فخذيكِ
على قارعةِ الطريق،
وقد نبتَ عَفنُ السِفاحْ...

يا دليلةُ !
ويا شُمشون!
كيف يسقطُ البغاءُ في حُضن الدين؟؟؟
×××


أتعرّى من ذاتي،
فأنا أرتدي كفني،
أرصدُ الساحاتِ بمتفجّراتي،
بسيّاراتي المُفخّخة،
أقتلُ من أشاء،
أدكُّ البيوتُ والأبنيةَ
وأخطفُ اللقمةَ من فم جائع،
والحليبَ من ثغرِ طفلٍ،
وأَحرقُ عجوزًا على رصيف المدينة،
وأضحكُ بأسنانيَ الصفراء،
كيفُ صرتُ سفيرًا للموتِ والدمار،
باسمِ الحرّية،
وباسمِ الحضارة،
وباسم الدين والأنبياء والآلهة،
وباسم الذين لا أسماء لهم،
وباسم من خشيَ أن يحملَ إسمهُ ويمشي....

ما أروعَ الهستيريا
تُخيفُ العُقلاء...!

قوموا أيّها الموتى من القبور...
فالأحياءُ قادمونُ مشقفين ومشلّعين ومقطّعين...
قوموا استقبلوا
الأصوليين
واهربوا من أوكاركم
من تُربتكم...
هوذا شبحُ الجهل والغباء والغطرسةِ المجوّفة
يضعُ بيضه،
تحتَ بلاطَةِ كلِّ قبرٍ
لتُفقّسَ بغاءً وعُهرا ومواليدَ مطرّحة بلا اكتمال...
وأحشاءَ مشوّهةً
تقزّزُ النفوس...

×××

تنفسي يا شعوبَ بلادي
رئتاي تحتقنان بالاختناق؟؟؟
هوذا دمي يلعنُ قايينَ...
لا جينةَ
تحتَ جلدنا غيرُ جينةِ القَتلِ...

ميشال مرقص

23/2/2013