الجمعة، 18 نوفمبر 2016

أنا المُنتَهَكَةُ كرامتُهُ في وطنِه...


أنا المُنتَهَكَةُ كرامتُهُ في وطنِه...
 
 Shelby McQuilkin  -  نيويورك (1966-؟)


مزّقتُ شهاداتي الجامعية
وعلّقتُها
على مشاجب البُلهاء...

طعنتُ مبادئي الأخلاقية...

شَقَقتُ ثوبَ نقاوتي الطيّبةِ
والوداعةِ الممزوجةِ بلهفةِ المحبّةِ،
وأعلنتُ العصيان على ذاتي،
أنا المُنتَهَكَةُ كرامتُهُ
في بلده أولاً
وفي هذا الشرقِ الموبوء
بأصوليّةِ العقولِ الغبيّةِ...
وبلاطاتِ السُخفاء..


أُسقطَ في يدي،
أنّني أخذتُ بشَغفِ الرُقيِّ
الهادفِ إلى أنسنةِ الآخر...

أُسقِطَ في يدي...
أنني مختارٌ من بلادٍ حملتْ تاريخَ الحضارات قبل أن تولد نُطفٌ لها في مغاربِ الأرضِ وأقاصيها...
وقبعتُ
في مضيقِ التفاهةِ
مع قومٍ يستقوون عليَّ بالسكينِ والساطورِ و... اللحى الطويلة
بعدما أفقدوها معاني التواضع والقهرِ بالذاتِ...

أعلنُ عن توبتي أنني "آدميٌّ"..
فالأوادم في بلدي ...
-     ومع الأصوليات الدينيّة وجحافل الهمجيين-
يفتقرون إلى مقوّماتِ الوجود...

 سأحملُ فرّاعتي (فأسي)،
وأقطعُ أخشابَ الأعناقِ
وأنادي بالثورةِ والتحرير
وبالانتصارِ على طغيانٍ سبق...
فأُعلي مداميكَ الطُغيان،
وقلاع الهستيريا الأصولية،
وأحصّنُ خزائني لمواردي من أموال النفط...

آهِ
نسيتُ
كم تُخطفُ أرواحٌ
وتُزهقُ
وانا أحرّرها من طاغيةِ
فأضمنُ لها حرّيةَ الأبدية ...

مَنْ هؤلاء...؟
مَنْ أولئك؟

يكفيني سيفي وبندقيتي وأدواتُ الموتِ وأنا أختالُ بها
في ساحاتِ حُريّةِ المجانين،
وفوق أرصفةِ
أولاد البغايا
المهوسين بجيناتِ القتلِ والعهرِ والجهلِ والتعصب والمجونِ الديني...

سامحوني
أضاعَ الوطنُ لي هويّتي،
فانا محزونٌ
على قارعةِ الإنتسابِ الأصوليّ،
وأنا مفتونٌ
بالسراري
على غِرارِ السلاطينِ والخلفاء والملوكِ والأباطرة،
وانا حفيدُ السلالاتِ الفاتحةِ
وسليلُ قبائلِ المتوحشينَ
وسنابكِ الخيولِ المرصودةِ على سحلِ الضعفاء...

إستقبليني
يا شآمُ غازيًا
ويا بيروتُ عاهرًا
ويا بغدادُ موسومًا على شُربِ الدماءِ
إفتحي أبوابَكِ
يا قاهرةُ فأنتِ توصدينَها على عولمةِ الفكرِ
وتهزَأينَ بالحضارةِ
وتُجهضينَ أجنّةَ الرقيِّ
وتقطعينَ رقابَ الثقافة...

وأنتِ يا أورشليم أيتُها العاقر،
تصلبين الله كلَّ يومٍ
وتُرسلينَ عاهراتِكِ
يستقينَ منْ منابعِ الذهبِ الأسود،
وترصدينَ مثل البغايا
خُطى السالكينَ فوقَ أرصفةِ الهمجيّة...
وتفتحينَ فخذيكِ
على قارعةِ الطريق،
وقد نبتَ عَفنُ السِفاحْ...

يا دليلةُ !
ويا شُمشون!
كيف يسقطُ البغاءُ في حُضن الدين؟؟؟
×××


أتعرّى من ذاتي،
فأنا أرتدي كفني،
أرصدُ الساحاتِ بمتفجّراتي،
بسيّاراتي المُفخّخة،
أقتلُ من أشاء،
أدكُّ البيوتُ والأبنيةَ
وأخطفُ اللقمةَ من فم جائع،
والحليبَ من ثغرِ طفلٍ،
وأَحرقُ عجوزًا على رصيف المدينة،
وأضحكُ بأسنانيَ الصفراء،
كيفُ صرتُ سفيرًا للموتِ والدمار،
باسمِ الحرّية،
وباسمِ الحضارة،
وباسم الدين والأنبياء والآلهة،
وباسم الذين لا أسماء لهم،
وباسم من خشيَ أن يحملَ إسمهُ ويمشي....

ما أروعَ الهستيريا
تُخيفُ العُقلاء...!

قوموا أيّها الموتى من القبور...
فالأحياءُ قادمونُ مشقفين ومشلّعين ومقطّعين...
قوموا استقبلوا
الأصوليين
واهربوا من أوكاركم
من تُربتكم...
هوذا شبحُ الجهل والغباء والغطرسةِ المجوّفة
يضعُ بيضه،
تحتَ بلاطَةِ كلِّ قبرٍ
لتُفقّسَ بغاءً وعُهرا ومواليدَ مطرّحة بلا اكتمال...
وأحشاءَ مشوّهةً
تقزّزُ النفوس...

×××

تنفسي يا شعوبَ بلادي
رئتاي تحتقنان بالاختناق؟؟؟
هوذا دمي يلعنُ قايينَ...
لا جينةَ
تحتَ جلدنا غيرُ جينةِ القَتلِ...

ميشال مرقص

23/2/2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق