الأحد، 27 نوفمبر 2016

صارت عواطفنا مومياءاتٍ...

صارت عواطفنا مومياءاتٍ...

 
             هنري دو تولوز لوتريك (1864 – 1901)


إقتربي منّي/
الزمنُ يُحاصرُ خاصرته...
يقعُ من جوربِ
الكلمة/
مثل "جربوعٍ" يقفزُ على حافّةِ السُخرية ...

لا أزالُ
أحنّطُ بطاقاتِ التعريةِ...
الأبدانُ المطليّةُ
بشهواتِ العيون...
الأبدانُ
تحترقُ لاحترارِ الشهوةِ الرخيصة ...
حانقةً
تعبرُ كهوفَ المتعةِ الجاريةِ/
ولا تلبسُ نظاراتها
لتشتعلَ في أقفاصِ
التهجين...

فاسدٌ/
الهواءُ المخمورُ بأنفاسِ
العرقِ المتصبّبِ/
من ذاكرةِ الشهوة...

نقيٌّ/
عَرَقُ الماجنةِ/
وهي تُحرّكُ ساقيها...

لا يتوقفُ هوسُ الوليمةِ
عن فجور...

لا يُقتلعُ
لونُ المسافاتِ الموبوءةِ
برائحةِ المُخدّرات...

كيفَ أَلْتَمِسُني من ذاتي؟

كيفَ أُجَرِّحُ
لحظاتِ الزمنِ الهاربِ من ماخورِ؟

مثل "كنغر" يقفز وينطُّ...

وكلّنا/
نستظلُّ نخيلَ السخافاتِ/
باسقون بالتفاهةِ/
وقد نجحنا في تحنيط العقل/
وصارت عواطفنا
مومياءاتٍ/
تهتزٌّ في متاحف الخرافات...

أقتربي منّي
لأحتمي في أنوثتِكِ...

إلى زمنٍ جديد
زمنِ حبٍّ...

فهذا الزمنُ
مفرومٌ/
مثل أسنانِ الساحراتِ/
وقهقهاتِ
الشياطين...

وحدُكِ حياةٌ !!!

ميشال مرقص


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق