السبت، 30 يوليو 2016

لأنتِ كلّي إذا عُمرُ الهوى – احتُسِبا...


لأنتِ كلّي إذا عُمرُ الهوى – احتُسِبا...
  

cornucopia of gorgeous and glamourous love scenes painted by some of the greatest artists of the “Siecle des Lumieres



ردّي شذا العِطرِ، ليسَ العطرُ ما سُكبا
بل ما يُراقُ على نهديكِ ملْتهبا،

هو العبورُ، إلى وحيٍ – به اصطبغتْ،
ألوانُ عطرٍ   - متى جُنَّ الهوى طربا،

وسائليني، فللْنهْدينِ عطرُهما،
لا كانَ أنقى، تَوالي الشمِّ مُصطَحَبا،

ولا شميمٌ، إذا ما غرّدَتْ قُبلٌ
ما بينَ نهدٍ... ونهدٍ ضجَّ واضطربا،

ولا ينامُ على ضيمٍ إذا التهبتْ
أنفاسُ ثغرٍ ضناهُ العشقُ فاغتربا،

ففي المسامِ اشتعالاتٌ مواكبةٌ،
وفي الفروعِ غواياتٌ، فوا عجبا!

لا تستقيمُ حروفُ العشقِ،- أو كَمُنتْ
خوافقُ القلبِ – أو غصّتْ بما كُتِبا،

أو حُرِّرَ العشقُ من جسمٍ ومن بدنٍ،
واستُمطرَ الشوقُ بركانًا- فما اصطخبا،

وصار بيني وبين النهدِ موجُ حِدا،
يُبادلُ الشوقَ ألحانًا، بها رغبا...

ويهدلُ العُطرُ – هاتي من صبابتها
مجونَ شعرٍ.. لَأَنْ تُبدي لها سببا...

إلاّ إليكِ، وأنْ تُغوي، فما لفمٍ
غيرُ الغوايةِ – أو تُضوي المدى ذهبا...

غُلّي، يفيضُ جنونُ الحبِّ من ولهٍ
لأنتِ كلّي إذا عُمرُ الهوى – احتُسِبا...


ميشال مرقص

24/4/2014


الجمعة، 29 يوليو 2016

غَرقي فيي وما تِرجعي من أحلامِكْ ... (نثر باللغا المحكيي)

غَرقي فيي وما تِرجعي من أحلامِكْ ...
(نثر باللغا المحكيي)


                                             جان دلفيل – بلجيكي (1867 – 1953)





ما بعرِفْ كيفْ بتشتعلْ
نَسْماتْ العواطِفْ
يَلِّلي مخبّايي
ومغَلْغلي جوّاتْ خزاناتْ الحبّْ
وجواريرْ الشوقْ
وتحتْ مخدّاتْ اللَهفة ...

بلا إشارات ضوئيي
بتفْلُتْ جوانِحا
وبتصيرْ تشمّ عطرْ بدنِكْ
وبتختلط أحاسيسْ مضَيّعا حالا
ولِقْيِتْ نسيم أنوثتِك حامِلا بلا وعي...

هيكْ إنتِ
بتشرقي متل شي شرقطةِ ندي
ع تمّ زهرة عطشاني...

ومتل كأنو
زهور العشقْ بتنتعشْ
بندى أنوثتِك
وبيصير إلِك بخور خاص ألو ريحة الانجذاب السكران بنبيد جسمِك...

ما تقفّلي بوابْ الحكايي...
كتِبِي
على درج اللَفْتاتْ الشاردي
كيف ألوان البنفسجْ بتحمُلْ دعساتْ جَريكي
ت يصيرْ
للنظرْ مراية للعيونْ الحاملي شوقا إلِكْ...

غرَقِي
بأَحلامي ...
غَرقي فيي وما تِرجعي من أحلامِكْ ...

خليكِ معلّقا بدفا حبّي إلِكْ...

تدَفِّي بعطرْ لهفتي إلك...

تعطّري بنَفَسي
الغافي على نسمة عطرْ الزيزفون
وضحكةْ الياسمينْ
والوردْ الجوري ...

غرَقِي بعمقْ عاطفتي إلِكْ...
بحب تِشْعري بأنوثتِك معي...
بحب تعرفي
كيفْ لونْ الدفا بينْسُجْ إلك قميص نومْ
بلون عينيكِ ...

ما تتركي اللحظا تهربْ...

يمكن ما يكون إلنا غير اللحظا ...

ويمكن هـ اللَحظا
هي العمر الحلو معِك...

إسألي شفافك ...
كيف؟؟؟
 بيشتهوني؟؟؟

ميشال مرقص


12/8/2014

الخميس، 28 يوليو 2016

شهواتُنا تتمتّعُ بالعفّةِ البلهاء...



شهواتُنا تتمتّعُ بالعفّةِ البلهاء...
 
كاهن نوتردام – البؤساء لفكتور هيغو - كلود فرولو وأزميرالدا - لويس دو بولونجيه (1806 – 1867)



أمشي في غاباتِ الوحشةِ،
زادي،
طحالبُ الرغبات...

أجتازُ فلولَ الصقيعِ
الجاثمِ
في أحداق العتمة...

أخطبوطُ الزهقِ
يُزنّرُ ذكرياتِ التعبِ...

كلُّ أعتابِ الهناء يوخزُ جلدَها
شوكُ النقمة...

نتلوّنُ
كأنْ لا لونَ أصليَّ لنا،
نرتدي
نسيجَ الغباوةِ
على أننا أذكياء...
ونلهثُ وراءَ أزقّةِ المشبوهاتِ
كأننا نحنُ أبرياء
منْ خطيئة...

...

لمْ تعدْ حكاياتُ الزمنِ تُغري
ثغورَ الشهواتِ
بالهوسِ المشبوه...

لم تعدْ صفحاتُ النزواتِ
تجلدُ أعصابَ
الزوغان...

الفواصلُ التائهةُ
في رحابِ الغلافِ الجوّي،
ترتكبُ فحشاءَ
المدار...

هكذا
نُهجّئُ شيفرةَ الانسلالِ من الذاتِ
إلى خِواءاتٍ لا نهاياتِ لها...

....

لنعبرَ شفاه الصمت،
لنغرقَ في تفاهاتِ العالمْ،
لنضحكَ من جهلنا المُتقنِ،
العصاباتُ ذاتُ الراياتِ المسعورةِ
تنفضُ غبارَ لهاثها
عن موائد المتخايلين...

لمْ تعد وجوهنا تعرفُ عوالمها
المرسومةِ على نقاءِ البسمة...
صارتْ وجوهنا
معدّلةَ الجيناتِ الموشومة...
صارتْ
شهواتُنا تفقدُ قيمةَ الشهوةِ،
لأنّها تتمتّعُ بالعفّةِ البلهاء...

أحملُ نوباتِ الضحكِ
فوقَ كتفيَّ،
وأنا ألهثُ من عبادةِ
العبث...

شبحُ الشغفِ
لا يعبرُ الزمنَ العذبَ/

شبحُ الشغفِ
يرتمي فوقَ منافض الحزن...
...

تعالي
رافقي غيابي،
إلى صواري المتعةِ،
حيثُ تُسكرُ السنونواتُ
من تكرار الأمواجِ هزيجَ وشوشتها،
هاتي
خاطركِ
وتذكّري لحظاتِ الحبّ...

ميشال مرقص

1/10/2014


الأربعاء، 27 يوليو 2016

همساتُ حبًّ - 170

همساتُ حبًّ - 170
 
     "اللحظة المُشتهاة" – جان أونوريه فراغونيارد (1732 – 1806)



1

أتهجّأُ إسمَكِ
حيثُ شهوةُ العُنُقِ
سلسالٌ ذهبيٌّ يتغاوى/
الشمسُ
 تتوهّجُ قُبَلاً...

2

أستفحلُ ذاتي/
الوهمُ جميلٌ/
النُعاسُ
يتهدّد الحواس...

تغرقينَ في نشوتي...

3

أعيريني لونَكِ
التسابيحُ تعبرُ شفاهَ اللمسِ...

4

تختنقين
من شهقةٍ...

النشوةُ
لدى ارتواء..

5

عشقتُ الليلَ
هنا نمحو مسامَ التُراب...

تنبتُ
جذورُ الرغبات،
عندما يتفتحُ نهداكِ...

قمرانِ لدى اكتمال...

ضلوعي تعشقُ الكسوفَ/
الإنصهارُ
وأنا أغمرُكِ...

6

رُّشي عليَّ تعويذةَ أناملكِ...

يا لَلْرَعشةِ
تندلعُ في أوصالي...

جسدي يصيرُ أكثرَ رشاقةً...

7


أمسحُ زيتي
عن عُريِكِ...

أصيرُ عطرًا لكِ...

8

شفتاكِ ماهرتان،

الجُلنّارُ يُغوي
شغفَ المتعة...

الشهوةُ تقترنُ بمعصيةِ العين...

9

لمْ أرَ السماءَ من قبلُ...

أقبّلُكِ،
تتواكبُ النجومُ...

مطرُ الشهوةِ
يجرفني إليكِ...

كيفَ خرجتِ من الفردوس؟؟؟

10

أحبّكِ عندما تمرّين،
رفّةَ جفنٍ...

النيازك ليستْ دائمًا عابرةً...
بلْ مدمّرة...

هل تولدُ الأرضُ من جديد؟؟؟

أغمريني..



ميشال مرقص

الثلاثاء، 26 يوليو 2016

أمشي... وقدْ لوقَ هذا الشرقُ التافهُ- أعصابَ تفكيري...

أمشي...
وقدْ لوقَ هذا الشرقُ التافهُ-
أعصابَ تفكيري...
                            واقع مشوّه – لو روس (باريس 1984 -؟)



أمشي وزاويتي مقوّسةُ الظهرِ
وحذائي ممعوسٌ/
مثلَ صرّارِ تجرُّ  هيكله نملةٌ/
وتغتالُ معالمَ شواربِهِ
جيوشُ نِمالٍ صغيرة،
تزحفُ متنافسةً
مثل أكلةِ اللحومِ من "جبهةِ النُصرةِ"،
وأشباهها من متخلفّي عصورِ
دهاليزِ الحِقبِ البربريّة ...

أمشي
وأنا موبوءٌ
بهواء الربيع العربيّ النتن،
أنتحلُ براءةَ الحضارة،
وأقرأُ أنشتاين،
وأفتخرُ بأنني أحلمُ بالمرّيخِ
وأتنبّأُ لعطارِد...
وأراقبُ كسوفًا للشمسِ...
بنظّاراتٍ معتمة،
أو زجاجةٍ تبرّجتْ بغبار الفحمِ...

أمشي
ويُرعبني حلمٌ،
 أن أعيشَ بينَ أطيافٍ تتقاتلُ باسمِ الدينِ
وباسم الله،
وباسمِ أنبياء موعودينَ...
وهم غُربانٌ
وعُقبانٌ
تتنافسُ فوق جيفٍ نَتنتْ في أحضانهم...

أمشي،
وقدْ لوقَ هذا الشرقُ التافهُ-
أعصابَ تفكيري،
وسدَّ منافذَ الهواءِ النقي
عن رئتيّ...
تارةً بشحتار النفط المحترق فوق سقوف الصحراء،
وطورًا
بسُحامِ الفتاوى المفقسّة
مثل جراء أرانب \أخصِبتْ في ليلة نزو واحدة/
 وفي اغتصابٍ مُقرفٍ،
لأحشاء بكرٍ،
تآكلتها شهواتُ فرجها،
فلبّت دعوات الجهادِ ...
متعةً للفتك بالبكورّية...

ومرّةً جديدةً يسرقُ يعقوبُ
بكورّية أخيه عيسو
وتسقطُ البكرُ –غيرُ المثقوبةِ - مجلببةً بعباءة الدنس – الوليمة!

لمْ تعدْ شواطئُ المسافاتِ
تتكئُ على أحصنةِ العقل...
فقدَ العقلُ
دواليبَ عربتهِ المشوّهة،
سقطَ العقلُ
في ميادينَ التلاقي ما بين هياكل جسديّة تلمعُ بزيوتها
وتشرقُ بعضلاتها،
وبين وحوشٍ مفترسةٍ
جعلوا من أنيابها نبالاً تغرزُ في تشوهاتِ هذا الشرق المفلس،
ومن أظافرها مسنّناتٍ
تنحرُ
بطونَ النساءِ...

هكذا نتلوّنُ كما لو أنّنا بُلهاء ...

أَوَلسنا نحنُ بُلهاء؟...
نكتبُ لمنْ أُغلقَ على دماغهِ...
فيصيرَ
دماغهُ
مثل حذائي الممعوسِ...

أمشي
وهو مثلثٌّ مقوّسُ الظهر،
ومقعّرُ البطنِ...
وشرقٌ مهووسٌ بالشبق والعارْ
وتجارة الأعراض
وبيع الأوطان...


ميشال مرقص


3/11/2013

الأحد، 24 يوليو 2016

إلى أينَ يُسافرُ المطرُ المتفجّرُ من سُرّتِكِ؟

إلى أينَ يُسافرُ المطرُ المتفجّرُ من سُرّتِكِ؟


                                   هنري جيرفيكس (1852 – 1929)



نقترفُ حكاياتِ العبثِ،
ونلتفُّ حولَ الذاكرةِ،
يُغرقنا شوقٌ مجهولٌ،
ينقلُ ارتعاشاتِ الهوسِ المُغفّلِ،
ويرتكبُ
خطيئة الالتماسِ ...
عند شواطئ الحِيرةِ...

نتسامرُ،
كأنّ العيونَ تُعاني من فقدانِ توازنٍ...

الأمسياتُ
عتقتْ مع كؤوسِ العمرِ...
لا خمرةَ تُفقدُ وعيَ العشقِ...
كأنّكِ أنتِ فوقَ ذلكَ الكرسيِّ/
كأنّكِ في مخابئ الوجعِ المتسلل إلى أعصابي/
كأنّكِ
في الهمسِ المتخفّي وراء قصائد عينيكِ...

أفشلُ دائمًا في أن أمحوكِ من خفقات نَبْضي/
كأنّكِ في مسامِ العطرِ
أسرقُ نفحاتِ أنوثتِكِ/
وأستجيبُ إلى لونِ العاطفة المشبعِ بالحنين...

كأنّكِ أنتِ في همسِ دفاترِ الحقولِ/
تنثرينَ شفافيّة عريكِ
على مدى مفازاتِ جسدي
وقارّاتِ أحلامي ...

أمطرُكِ
اشتياقي/
كأنّكِ أنتِ مدار الزمنِ في بوصلةِ الانجذاب الخافقِ
وراءَ شهقةِ الضلوعِ...

تائهٌ يُثيرني عطرُ تردُّدكِ/
مشطورٌ وجعُ القربِ...
وموجوعٌ حنينُ الارتيابِ المتماهي مع شهوتي...

يعبثُ الزمنُ
فيخلطُ بين خطوط العرضِ وبين خطوطِ الطولِ
في مساحة خريطة بدنكِ...

إلى أينَ يُسافرُ المطرُ المتفجّرُ من سُرّتِكِ،
إلى أينَ تترافقُ شلاّلاتُ البروقِ
الناضحةِ من شهوةِ ساقيكِ؟

لا تحتملُ أجنحةُ الغاباتِ أوديةَ الجسدِ المعطرّةِ
بطيب عطورِ الأرزِ والصعتر البريِّ
وضَوْعِ المسكِ النقيِّ...

هذا...

مِمّا أنتِ...


ميشال مرقص