الجمعة، 15 يوليو 2016

أهربي معي إلى ذاتنا النقيّة لأقرأ في ابتسامتكِ...

أهربي معي إلى ذاتنا النقيّة
لأقرأ في ابتسامتكِ...
                     لوحة مجزرة الأبرياء - بيتر بول روبنس (فلامنكي 1577 – 1640)


أُدخلي لننامَ...
لقد سقطَتْ الكلمةُ على وجهها
وكسرتْ أسنانها...

لوثّتْ الكلمةُ جبهتها بالسحام والشحتار...
صارَ الوحيُ
مشوّشًا / كما لمْ يكنُ
زمنُ الطقوسِ والابتهالات...

قومي لندخلَ إلى مخدعنا
ونختبئَ
من إرثِ الجهلة ...

صارتْ الكلمةُ ساطورًا
مدروزًا بتواشيح السفّاحينْ...

صارَ الكتابُ تابوتًا...

صارتْ أبجديةُ السُفهاءِ نعشًا
لا أكفَّ تحمله...

أهربي معي إلى ذاتنا النقيّة
لأقرأ في ابتسامتكِ...

لتقرأي في لهفتي عليكِ...

لنقرأ في عناقنا
كيفَ نقهرُ جماجمَ الجهل...

لنفقه في احتضاننا
أنّ الدينوصورات الفاتكة
لا تزالُ تعيشُ
في جيلنا المتدهور إلى ما قبل قبل أجيال الصحاري
والعصور الجليدية/
إلى ما قبلَ أن يفقه الإنسان أنّه حيوانٌ/
أنَه غير قابلٍ للتدجينِ/
ولا حتى قابلٌ
لأن يكونَ حيوانًا...


هيّا معي لنختبئَ من ذاتنا،
فقد علّمنا أولادنا المعرفة والحضارةَ/
ورقيَّ الإنسانِ وحرمةَ الكتابِ
واحترام الرأي الآخر ...

وقلنا لهم: لا تكرهوا أحدًا ...

لكنَّ أولادنا يهزأون منّا
من حكّامنا
من ساستنا
من قياداتنا ...
من أحزابنا المهترئةِ...
وهي بهلواناتٌ تُسطّرُ خيالاتها على الجدرانِ/
حيثُ يبوّلون!!!

هل تذكرين كيفَ اندفعنا ونحنُ في الجامعةِ
طلاّبا نريدُ أن نبني وطنًا بلا طوائف وطائفيّة ...
ونُطالبُ بالحريّة والمساواةِ ... (ههها)

والتقينا أنتِ وأنا من طائفتين مختلفتين
لنبني مجتمعًا واحدًا
ونقرأُ في كتابٍ يحترمُ أبجدية الآخر ...

وكيفَ أسّسنا عائلةً صغيرةً
على احترام الآخر واحترام دين الآخر ورأي الآخر ...
وها هم
بعد جيلٍ من التعبِ

يحرقون (لهم) الكتاب؟؟؟

تعالي معي إلى مخدعنا
لنخجلَ ممّا كنّا نؤمنُ به...
بأننا من أفضل المجتمعاتِ الراقية...
لا تقولي لا!
بلى ...

السنديانةُ الضخمةُ في جبلنا
ينخرها السوس وتأكلُ جذوعها ديدانٌ...
والأرزُ
يتلهفُّ إلى صونٍ وصيانةٍ ...

ألم يقل زيادُ الرحباني:
خلال الحرب الداخلية،
"خشبُ الأرزِ توابيت"؟؟؟

هلمّي معي...
لم يبقَ غيرُ حبّي لكِ ...

واحترامي الصادق لما نؤمنُ به!



ميشال مرقص

هناك تعليق واحد:

  1. c est vrai. وقلنا لهم: لا تكرهوا أحدًا ...

    لكنَّ أولادنا يهزأون منّا
    من حكّامنا
    من ساستنا
    من قياداتنا ...
    من أحزابنا المهترئةِ...

    ردحذف