الخميس، 7 يوليو 2016

ليسَ لكِ هويّةٌ من دونِ شفتيَّ...


ليسَ لكِ هويّةٌ من دونِ شفتيَّ...

                                     جبران خليل جبران (1883 – 1931)


ليسَ لأنّكِ تقترفينَ الانبهار
أكتفي بمتعةِ النسيان...

ليسَ لأنّكِ الكلمةَ
في جنين الصمتِ...
أخشى على ذوباني في شهوةِ النعسِ المتجافي...

أكملي مشوارَ الهذيانٍ
حيثُ يتغلغلُ لسانُ الجسدِ/
وينعتقُ نحوَ ملاذاتِ البرهةِ المسكونةِ بك...

توالدي في مساراتِ الشهقةِ الفاصلةِ بين ذروةِ النشوةِ/
ونشوةِ الضلال...
تكاثري
مثلَ ذرّيةٍ المسامِ المنتشرةِ في بقاعِ هوسي المجونيِّ...

ألتقيكِ
عندَ عتباتِ المراوغةِ المجنونةِ بين الشفةِ والشفة...
ألهثُ
لأصيرَ دُخانَ عرقكِ المسحورِ بذرّاتِ العشقِ الممهورِ ببصماتِ اللهفة....
هاتي ذاتكِ
إلى كأسِ العطرِ...
أنتِ
المنغمسةُ في ذرّاتِ الاشتياقِ اللولبي...

أنا هنا
أحملُ صومعةَ غايتي/
وألتجئُ إلى مواسمِ خمرِكِ تحتَ أقبيةِ الجنسِ...

إقفلي أبواب العتبِ...
وتمرّغي في مفاتنِ العسلِ المسكوبِ فوق بطنكِ...
هوذا الثرثرةُ الشيطانةُ تُكركرُ أحاسيسَ اللذّة...
تُبطئُ/
مثلَ دوارٍ ينطفئُ في دوحةِ ضوءٍ خافتةٍ...

إرتمي
فوقَ أغصانِ بدني الملتوتِ بالعطشِ إلى ينابيعِ أنوثتِكِ/
إرتكبي الفحشاءَ/
فنصيرَ في هيكلِ الذاتِ/ قرابينَ
تتنفّسُ على موائدَ العابثينَ بشفافيّةِ الانصهارِ...

تعالي أغمركِ إلى ذاتي
لأنطفئَ في مائكِ...
لأنتحلَ لونَ جلدِكِ...
لأغفوَ في أرجوحةِ قصائدِكِ...

لا تهربي
فليسَ لكِ هويةٌ من دونِ شفتيَّ...
ولا أرجوحةٌ من دون لون عينيَّ...
هاتِ أنفاسكِ
وانطفئي في أنفاسي...

ميشال مرقص


13 نيسان 2016 

هناك تعليق واحد:

  1. ألتقيكِ
    هندَ عتباتِ المراوغةِ المجنونةِ بين الشفةِ والشفة...
    ألهثُ
    لأصيرَ دُخانَ عرقكِ المسحورِ بذرّاتِ العشقِ الممهورِ ببصماتِ اللهفة....

    ردحذف