الأحد، 3 يوليو 2016

دعيني أحبّكِ...لأرقى إلى الله!


دعيني أحبّكِ...لأرقى إلى الله!
 
                        الفنّانة الإيرانية بونيه ميرلو – طهران (1983 - ...)



لا أحبُّ الرثاءَ يا سيّدتي،
لكنْ تُفجعني هذه الفظاعاتُ في قتلِ الناسِ وتشويه الجُثثِ...

لا أحبُّ الدموعَ
لكن جفّتْ الأنهارُ والينابيعُ
وصارَ اليرموك والأردنُّ ودجلة والفرات مجاري دمعٍ مُحرقٍ...

لا أحبُّ الوقوف على الأطلال
لكن لمْ يبقَ من أوطاننا سوى أطلالٍ
تُراكمُ أطلالاً...

لا احبُّ أنْ أرتديَ السوادَ حُزنًا
لكنْ دخانَ الحرائق يوشِّحنا
والعقولُ السوداءُ تُزنّرُ احلامنا...

لمْ يبقَ لنا قمحٌ وحصادٌ وبيدرٌ ووفرةٌ...

فألسنةُ الذئابِ تلعقُ فروجَ صغيراتِ قُطِّعتْ لحومها/
بأسنانِ فجورٍ يُعشّشِ في خلايا أدمغةٍ عفنةِ/
ومملوءة لوثةً وقيحًا وصديدًا...

لمْ يبقّ لنا أملٌ واحدٌ لنا
فقدْ اهتزّتْ مساجدُ غزّة وكنائسُ الموصلُ
وصارتْ منازلنا ريعًا أو رُكامًا منخورًا بفجور الغاصبِ...

وصارَ اللهُ غيرَ اللهِ
وصارَ غيرُ اللهِ آلهةً متعدّدة التناسلِ وولادات أجنّةٍ غير مكتملةِ النمو...

صرنا يا سيّدتي
تائهينَ في ذاتنا...

صرنا كمنْ يلوذ بهلوسةِ المجانينَ/
ولا نعقلُ كيفَ يحدثُ كلُّ ذلكَ...

يختصُ المجرمون في أيّامٍ/
فظائع التاريخِ كلها
وجرائم الشعوب كلّها
ومذابح الأوثانِ كلّها ...

إنّه التاريخُ المُكثّفُ لانهيار "البشرية"...

يا سيّدتي
لا تسأليني لماذا أنا حزينٌ؟؟؟

دعيني أحبُّكِ بما أوتيتُ من عمق عاطفة
وشفافيةِ شعور
وشوقٍ عميقٍ عميقٍ
ولهفةٍ
لأحتضنكِ في ذاتي ...

من هنا أرقى إلى الله...
من هذا الحبِّ الأوسع من مفاهيم وقياسات...



ميشال مرقص

هناك تعليق واحد:

  1. لا احبُّ أنْ أرتديَ السوادَ حُزنًا
    لكنْ دخانَ الحرائق يوشِّحنا
    والعقولُ السوداءُ تُزنّرُ احلامنا...

    لمْ يبقَ لنا قمحٌ وحصادٌ وبيدرٌ ووفرةٌ...

    ردحذف