الأحد، 4 يوليو 2021

يغيبُ عنّي أنْ أفسّرَ شوقي إليكِ...

 

يغيبُ عنّي أنْ أفسّرَ شوقي إليكِ...

 

ألبرت لينش 1860 - 1950

 

لأنّه كان أنا

أفتحُ أبواب الشوق...

 

لأنّه كانَ أنا

يتولّعُ في خلايا اشتهائي/

ذلكَ الماردُ المعتوه

واسمه الحبّ ...

 

لأنّه كانَ أنا

بل تكونين أنتِ/

تتردّدَ في جنباتِ جسدي

مواويل الوجدِ المتباهي

بالعشقِ...

 

 

لعلّني أغتبطُ

وأنتِ تبتسمين...

 

لعلّني

أُفتّقُ قشرةَ العُصيان عن جلدي ...

 

أحاولُ دائمًا

أنْ أتلهّفَ على ذاتي

عند بابِ فردوسِ أنوثتِكِ ...

 

قد أشتاقُكِ

وأنتِ

في غُربةٍ عنّي ...

 

تلك غُربةُ الإنسحاق الذاتي/

التكابُرِ

على قصيدةٍ

اقترفت جمالاتِكِ

بِشغفٍ/

لم يرِدْ في صفحاتِ الغزل المشبوب...

 

لوحدِكِ أكونُ ...

 

لوحدِكِ أشتهي...

 

لوحدِكِ أبني أوهامي وأحلامي

ولا أعودُ إليها/

ولا تسكنين فيها ...

 

أشتهي جمالاتِكِ...

 

أشتهي

بساتينَ المعرفةِ

في معارجِ ثقافتِكِ ...

 

أشتهي أنْ أشتهيكِ

وكيفَ اشتهيكِ...

 

أحبُّ أنْ أحبّكِ

وكيف أحبّكِ...

 

هي أزمنةُ التقلّباتِ/

هي أزمنةُ الجائحات/

هي أزمنةُ البحثِ

عن قارّاتٍ مجهولةٍ ...

 

عن ممارساتٍ

لاضطهاد الأقرب/

لتحمّل تبرّمات من نُحبّ...

 

كلُ منا

يُمارسُ دكتاتورية الإنجذاب

نحو الجلدِ الذاتي

للجسدِ الغائر في النفسِ...

 

للعاطفة المخبولةِ...

 

لتلك الهمجيّةِ الغائرة/

في أعماقِ حضارةِ ذاتنا/

وثقافة تشوّهاتنا الجنسية

والعاطفيّة ...

 

أنا أحملُ إليكِ عاطفةً

نقيّة/

وانجذابًا يُلوّنِ صفحاتِ

العشقِ المهزومِ...

 

ويتركُ لكِ في كلِّ شهوةٍ

قوسَ قُزحٍ

لأحلامِكِ ...

 

ولمْ تتماثلُ العاطفةُ

إلى تلاقي ...

 

أحلمُكِ

وأنتِ تنبتين في خلايا وجودي...

نسمةً من عبقِ مرورِكِ

وراءَ شبّاك انتظاري...

 

الهوسُ المسحورُ بكِ/

يوقظُ رغباتِ التعرّي/

منْ سُباتِ الرعشات...

 

***

 

أتغلغلُ عندَ ضفّةِ أنوثتِكِ...

 

وتبقينَ مرايا عشقٍ/

وزجاجَ ذاكرة...

 

البلورَّ المشعَّ

كلّما نهداكِ يتنبآن بانتشاء...

 

الرغبةُ تدفقُ

عصيرَ الشهوة...

 

وينهشُني الشوقُ مثلَ أشواكِ

الكاكتوس...

 

يعبرني إليكِ مثلَ إبرِ الدمعِ...

 

هنا تنبتُ علّيقة الغربة

ويصيرُ للينبوعِ حلقة

أذنٍ...

 

يصيرُ بهلوانًا...

 

قيسي مساماتِ أصابعكِ

لا تتركيني

أنهزمُ

فوقَ راحتيكِ...

 

فأنا يغيبُ عنّي

أنْ أفسّرَ شوقي إليكِ...

 

أعيشهُ...

 

أحياه...

 

تلكَ

حكايةٌ تتوالدُ من حكاياتٍ

مثلَ أقمار عينيكِ...

 

تتوالدانِ إغراءً

لذيذ الهمسات...

 

ويُغيّبني سحرهما...

 

ميشال مرقص

24نيسان 2021

 

 

السبت، 3 يوليو 2021

بدنُكِ شهوةٌ وعشقٌ ...

 بدنُكِ شهوةٌ وعشقٌ ...

 

روبرت باني - رسّام أسترالي - 1864 - 1947
 

 

بدنُكِ مرايا...

 

بدنُكِ يحملُ تفاصيلَ

الرغبات

الملتبساتِ/

وحكاياتِ

الأشواق المتغلغلةِ

في خبايا العشقِ...

 

أتخايلُكِ أنتِ ...

 

وقد ألبستُ عُريكِ نظري ...

 

ألبستُهُ

شفافيّةَ لمَساتي الضارعةِ/

إلى ابتهال

بشرتِكِ ...

الشغفِ المتمادي في غنج الخلايا ...

 

بدنُكِ

هو الحاملُ لون الضوءِ/

وشريحةَ الألوانِ العذراء...

 

كأنّ الفردوسَ

يفتحُ باب الجنّةِ...

 

للجنّةٍ بابٌ واحدٌ...

ولبدنِكِ

هُتافاتٌ ...

 

وأستجيبُ كأنّني ذلكَ الجنيّ المسحورِ

في مصباحِ العشقِ...

 

ألبّي الرغبات...

 

أتودّدُ للهاثِ الشغفِ ...

 

يصيرُ بدنُكِ

فاتحةَ الخليقةِ المنسيّة/

خلفَ حدود الزمن ...

 

يصيرُ بدنُكِ

غايةً

تتكتّمُ عن أفراح الجسد ...

 

عن تهاليل

الإنصهار في البدن ...

 

يصيرُ بدنُكِ

أفوايه من المنِّ والعنبرِ وأطايب العطورِ ...

 

مثلَ ميرونِ مقدّس

ألمسُ بدنَكِ ...

 

مثلَ زيتٍ مقدّس

أمسحُ بدنكِ بشفتيَّ ...

 

مثلَ

شقاوةِ الشهوةِ ...

أتركُ لشفتيَّ أن يُلبسنَه قُبلي...

 

بدنُكِ

بلا تخومٍ

بدنُكِ بلا حدودٍ ....

 

لا أنتهي

كيفَ أحلمُ بتقبيل بدنكِ/

وأجعلَ منه أمواجَ عشقٍ

وتماوجاتِ تهاليلِ ...

 

بدنُكِ يُهلّلُ معي/

يصيرُ

صيرورةَ الزمن/

أحاورُ فيهِ

طقوسَ الشمس والريح...

 

يعانقني بدنُكِ/

كما يُعانقُ النظرُ

المدى المفتوحَ على ولائم الإنبهار...

 

هكذا نتلاقى

هكذا تبدأُ أبجديُّةُ الإحترار ...

 

هكذا

أنا أراكِ في دفترِ الشهوةِ...

 

وحيًا

لا لغةَ لهُ...

 

بدنُكِ هو لغاتٌ...

 

ولكلِّ لغةٍ

زمنُ عشقٍ ...

 

تعالي

وتوالدي في عشقي لكِ ...

 

لُغاتُ بدنِكِ

عشقٌ فوقَ جسدي...

 

بل

نقشٌ

في كلّ حرفٍ

ومن كلٍّ خليّةٍ

تنبتُ  ...

تتوزّعُ  ...

جماليّات الخلقِ...

 

بدنُكِ شهوةٌ وعشقٌ ...

 

ميشال مرقص

5 ك1 2020