الأربعاء، 27 أبريل 2016

رُضابُكِ... بطعمِ النبيذِ المطيّبِ

 رُضابُكِ... بطعمِ النبيذِ المطيّبِ


                                          وليم ديس (بريطاني) – 1804 - 1864



هذا اللُهاثُ
العالقُ
فوق عُريِ الزجاج...

يَرسمُ
دائرتين...

شفتينِ/ شفتينِ
وراء ارتحالِ اللحظاتِ الحَرجِة...

كادَ يتنازلُ
عن قطرةٍ ... عن قطرتين...
تصيران كأسًا...

يصيرُ الزورقُ شفاهًا
تعبرُ
قُرصَ الشمسِ...

يصيرُ  قرصُ الشمسِ
وجهكِ...

يصيرُ وجهُكِ وجهي...

ذابَ لُهاثُ الزجاجِ العاري...

ذابَ
نبيذُ اللحظةِ الغارقةِ
في بوحِ رُضابِكِ...

النكهةُ ترتدي أزياءَ الولهِ
تصيرُ فراشةً
يصيرُ رُضابُكِ
بطعمِ النبيذِ المطيّبِ بأفاويه الرغبات...

كانتْ
رقصةُ شُعاعٍ
على الزجاجِ العاري...

فوقَ بدنِكِ العاري...

لماذا نصقلُ رغباتنا
في أجسادنا؟
لماذا نُروّضُ أجسادنا
لتصيرَ
مسافرةً في تقاسيم الجمال...

تتناغمُ مع هندساتِ الإتقانِ المرهف...
ولا
تغرقُ في العشق...
لا تلمسُ حُرقةَ العصبِ
التائقِ إلى نشوة؟؟؟

...

هل أنا رسمتُكِ؟...

لوحةُ
وجهكِ من البُنِّ المغليِّ
والقهوة ...

وفوق شفاهِكِ ...

كانَ بُخارُ الرغباتِ
يرسمُ على الزجاجِ العاري
دائرةً ...
لشفتين و... شفتين...

لا تتركي لمسامات الفراغَ/
أنْ تتآكلَ
بلا ذنوب...




ميشال مرقص

الجمعة، 22 أبريل 2016

أنا عُشقُ ما بعد الطوفان... لن تندمي كما فعلَ الله...

أنا عُشقُ ما بعد الطوفان...
لن تندمي كما فعلَ الله...

                            بول دلفو – بلجيكا (1897 – 1994)


أفيضُ بكِ.
أغبطُ ذاتي لحلُولِكِ
في مسافاتِ بدَني...

أحملُ ظلّكِ/
لا أتركُ من كوكبكِ ذرّاتٍ
لا تُمطرُ فوق مساحاتي...

أتعرّقُ بأنوثتِكِ
وأستحمُّ
بعطرِ لهفتِكِ
فأوصدُ أبوابَ ذاتي،
ونوافذَ مجالاتي
كي لا تهربي منّي...

 ××××

لا أعرفُ
كيفَ أتسّعُ لرحابةِ حلولِكِ فيَّ،
لا أعرفُ
كيفَ تتمدّدُ مساماتي
لتستقبلَ
فوحَ شهوتِكِ
وتغمّسَ أهدابي
بعرسِ شفتيكِ،
وتفرشَ فوقَ حواجبَ جنسي
شهوةَ نزواتكِ،
فأشتاقُكِ وأنتِ تشتعلينَ في كوامنِ قلبي،
وأشتاقُكِ
وأنتِ في مسافاتِ البُعدِ
تعقدينَ على خصرِ القمرِ
بِطاقةً
لقدومِكِ/
ودعوةً لعناقي لكِ/
واقتحامي تحصيناتِ عواطفِكِ...

×××

تتلازمينَ مع تنفسّي،
تتورطّين في ارتعاشي،
كلّما مسَّ نسيمٌ ٌ قُمرةَ الذاكرة
خِشيةَ أن تَجنحَ
فتعلقَ ذكرياتُ حبّي لكِ
فوقَ لوحةِ هروبِكِ...
من العبورِ إليَّ..

×××

كلُّ شيُّ
جاهزٌ لكِ...
أرسيتُ سفينةَ حياتي في موانِئكِ/
وتركتُ للبحّارةِ
أن يعزفوا لكِ نشيد العبورِ/
إلى بحارِ ذاتي...

تدفقيّ في جسدي
أيتُها المحرورةُ بلهيبِ طقوسي/
فأنا لا أقدّمُ ذبائح الولهِ قرابين!...

إستثيري وجودي فوق جسدكِ الثائرِ بالعشق/
فلقدْ أخمدتُ نيرانَ جموحي...

أمطري حبّكِ فوقَ مساكبِ جنسكِ
فأنا
أشتاقُ
لأكونَ نهرَ صبابتِكِ،
أعزفُ لحنَ الفيضِ
في حوضكِ...
أنقري فوقَ دفوفِ البهجةِ/
وتنقلي بأصابعِ قدميكِ
فوق أوتارِ عشقي...

أدخلي مملكتي مثلَ الطاغياتِ،
واعشقيني
مثلَ لونِ حدقتَي عينيكِ،
أمشقي عناقيد جنوني...
قبلَ أن أبيتَ فيكِ
وأستكينَ من تعبِ العناق...

×××

أخرجي إلى ملاقاتي
أيتها المُشبعة بحليبِ الرغبة/
أنتظرُ
أن تستريحي في أعماقِ شهقتي لكِ...

كوني ليَ اللونَ والنورَ والإرتماءِ في ظمأي...
أكُنْ لكِ
موارد الحبّ والعشق...

أطلقي حمامة اللهفة ...
لقد أورق زيتوني لكِ...

أرسي السفينة...
وأطلقي من كوامنِ ذاتِكِ...
أجناس العالم المكنونة داخكِ...

أنا عالمكِ الجديد
أنا عُشقُ ما بعد الطوفانِ...

فلن تندمي ...
كما فعل الله 


ميشال مرقص

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

همسات حبّ ---154

همسات حبّ ---154

                              إليزبيت بروزيك (بولونيّة – 1979 - ؟)

1

كلّما أوغلنا في متاهاتِ العُشقِ
نرتكبُ إثمًا...

ممتعٌ رسوُّ الأشواق
عند مرافئ أنوثتِكِ...

أطفئي أنوار السفنِ
لنغلَّ في شهقاتِ الصمت...

2

كلانا محظورٌ من عشق الآخر

لا تتألّمي...

أجملُ العشقِ محظورُهُ...

للمحرّماتِ عقصةُ النبيذِ العتيقِ...

3

لا تُفلتي عروةَ الكلمةِ
تصيرُ فوقَ نهديكِ قصيدةً

لا يطيبُ الشِعرُ
إلاّ مع النبيذ...

5

تتسلّلين إليَّ
مع خيوطِ العبير...
تتواكبينَ في نفحةِ الشوقِ
الملتوتِ بحنينِ الحواسِ...

لا تعدّي سنين الهجرةِ إليكِ...

السنونواتُ الشاردةُ
تُقيمُ في هواء الأجنحة...

6

خذي منّي ما تريدين
وابقي لي...

7

المساءُ يأتي باهتًا
عندما لا تمسحين عتبته بقصيدة...

الأحلامُ
لاترتوي إلاّ بالخيال،
وبهارتِ العشقِ...

8
السماءُ الصافيةُ
رسالةُ عشقٍ
منّي إليكِ
وأنا ألتقطُ همسَ الأشجارِ
شِعرًا لكِ...

9

تتورَّدُ أنفاسُكِ
فوقَ ضلوعي،
يسرقُ الحلمُ عطرَ شفتيكِ...

لا تستكيني/
كلانا ينبتُ له جناحان...

10

أمس
زرتُ سريرَكِ...

كمْ تحرصينَ على نسائم عطري...

بوحُ الشعرِ
يقظةُ تغريدٍ
بعدَ نومِ العاصفةِ...

مدّي يدكِ واقطفي عبوري...

11

شواطئُ نهديكِ
تحملُ وحمةً
بحجمِ شفتيَّ...

المنمنماتُ الأخرى
تخصُّ ذاكرةَ الجسدِ...

12

تُعبّرينَ عن شهوتِكِ
بكلمة...
وأتنفّسُ إثارتَكِ بقصيدة ...

لا أحبُّ الارتحالَ السريع...

13

"الجهل" دعوةٌ منسيّةٌ
لطفوّ الرغبات على الوجه...

شهوةٌ تنتظر أن تتفجّرَ/
بلا ضوابط...

ونعودُ دائمًا إلى البداية ...
ولا نرتوي...

14

خذيني بكليّتي/
وهندسي تفاصيلي كما تشائين/
ثمّ خربطي...
وأعيدي عجنَ عواطفي...

هوذا خبزي وخمري لكِ...

15

منذ عرفتكِ/
إلى اليوم/
كأنني عرفتُكِ منذ ثوانٍ...

فعلتِ/
 وأوقفتِ الزمن...

16

خذي بيدي إلى جنائن أنوثتِكِ
طعامًا لعصافير رغباتِكِ...

الارتحالُ الناعمُ يوقظُ كمائنَ النشوةِ...

17

أغمريني ...

لا كانَ وراء حدود الزمنِ/
مدارٌ غيركِ للعشقِ...

تجتاحني رغبةُ الانصهارِ/
حتى عُمق التوبةِ...

18

تُغريني الغنجةُ الناعمةُ/
عند خاصرتيكِ...
والمساحةُ الفاصلةُ
عن تُفّاحةِ آدم...

خطُّ الاستواء حالةٌ خاصّةٌ بكِ...

نيرانُكِ تشتعل في الاتجاهين...

19

لا يزالُ عطركِ يفوحُ
من القصيدة...
أقرأها/
وتنبضُ عينايَ بكِ/

للقلبِ حوارُ الهمساتِ...

20

إستفيقي/
لقد غدرَ النُعاسُ بي...
كنتِ حُلمي/
وبتُّ أنامُ بلا أحلام...



ميشال مرقص

الأحد، 17 أبريل 2016

يدُكِ؟ دعيها تستريحُ مدى يدي....

يدُكِ؟
دعيها تستريحُ مدى يدي....




يدُكِ؟
دعيها تستريحُ مدى يدي....
ذُهِلَ الشرودُ،
 فلستُ أحفلُ بالغدِ،

وتقاطَرتْ عُرَبُ الحنينِ،
 وأوفدتْ من دفئها،
أسرابَ شوقي،
 باليدِ...

وتلامستْ،
ما كنتُ أعرفُ أنّني،
أهفو إليكِ هوىً،
تعالي من ددِ...

وتهامسي،
تلكَ المساماتُ اشتهتْ،
ظَمَأَ الشفاهِ، ...
وإنْ هَمَسْتِ،
تُغرّدي...

إنْ تسحبيها من يدي،
يكفيكِ بي،
عمقُ الصلاةِ،
تجاوبي لِتعبّدي...

عيناكِ تقترفانِ نشوةَ شهقتي،
أنسابُ من ذاتي إليها...
أهتدي...

آهٍ وكمْ منْ آهَ؟
-     تخفِقُ أضلعي،
 فيها يَبيتُ لكِ الهوى،
إنْ يُسْهدِ...


ما عطرُ هذي الأبجديّةُ
لو سهتْ
عنكِ الحروفُ،
فأيَّ عطرٍ أجتدي؟؟؟

لا زلتُ في
أخدارِ كفِّكِ ناسكًا،
أبني على محرابِ كفّكِ مَسجدي،

وأنا أهيمُ براحتيكِ،
مُصلّيًا،
عبثًا أحابي، إنْ أردتِ تَشَهُّدي،

ما لي وللعينينِ،
إنّي لعابدٌ،
لو تعرفُ العينانِ سرّ تعبدّي،


أهواكِ،
لا مرَّ الهوى في خاطري،
لكنْ يداكِ تناقلته،
أثيرَ يدي...

ما اللحظةُ الحَيرى إذا استهوتْ بنا،
يا طيبَها
لو يستفيضُ بها،
غدي...

إهمي على جَفْني ملامسَ رقّةٍ،
فأهيمُ ملءَ الجفنِ... أنتِ لَسَرْمَدي،

إن رُمتُ أهواكِ، فأنتِ أميرتي،
أو رُمتُ أهوى المُلْكَ فيكِ،
فسؤدُدي...

نامي على زنديَّ هاكِ، فعرشُكِ،
 ما بينَ زندي واشتياقي المُورِدِ،

أحميكِ في عينيَّ لونَ صبابتي،
ويظلُّ حبّي،
سكرةً
لمْ تولدِ...

ميشال مرقص

9/3/2013