الجمعة، 22 أبريل 2016

أنا عُشقُ ما بعد الطوفان... لن تندمي كما فعلَ الله...

أنا عُشقُ ما بعد الطوفان...
لن تندمي كما فعلَ الله...

                            بول دلفو – بلجيكا (1897 – 1994)


أفيضُ بكِ.
أغبطُ ذاتي لحلُولِكِ
في مسافاتِ بدَني...

أحملُ ظلّكِ/
لا أتركُ من كوكبكِ ذرّاتٍ
لا تُمطرُ فوق مساحاتي...

أتعرّقُ بأنوثتِكِ
وأستحمُّ
بعطرِ لهفتِكِ
فأوصدُ أبوابَ ذاتي،
ونوافذَ مجالاتي
كي لا تهربي منّي...

 ××××

لا أعرفُ
كيفَ أتسّعُ لرحابةِ حلولِكِ فيَّ،
لا أعرفُ
كيفَ تتمدّدُ مساماتي
لتستقبلَ
فوحَ شهوتِكِ
وتغمّسَ أهدابي
بعرسِ شفتيكِ،
وتفرشَ فوقَ حواجبَ جنسي
شهوةَ نزواتكِ،
فأشتاقُكِ وأنتِ تشتعلينَ في كوامنِ قلبي،
وأشتاقُكِ
وأنتِ في مسافاتِ البُعدِ
تعقدينَ على خصرِ القمرِ
بِطاقةً
لقدومِكِ/
ودعوةً لعناقي لكِ/
واقتحامي تحصيناتِ عواطفِكِ...

×××

تتلازمينَ مع تنفسّي،
تتورطّين في ارتعاشي،
كلّما مسَّ نسيمٌ ٌ قُمرةَ الذاكرة
خِشيةَ أن تَجنحَ
فتعلقَ ذكرياتُ حبّي لكِ
فوقَ لوحةِ هروبِكِ...
من العبورِ إليَّ..

×××

كلُّ شيُّ
جاهزٌ لكِ...
أرسيتُ سفينةَ حياتي في موانِئكِ/
وتركتُ للبحّارةِ
أن يعزفوا لكِ نشيد العبورِ/
إلى بحارِ ذاتي...

تدفقيّ في جسدي
أيتُها المحرورةُ بلهيبِ طقوسي/
فأنا لا أقدّمُ ذبائح الولهِ قرابين!...

إستثيري وجودي فوق جسدكِ الثائرِ بالعشق/
فلقدْ أخمدتُ نيرانَ جموحي...

أمطري حبّكِ فوقَ مساكبِ جنسكِ
فأنا
أشتاقُ
لأكونَ نهرَ صبابتِكِ،
أعزفُ لحنَ الفيضِ
في حوضكِ...
أنقري فوقَ دفوفِ البهجةِ/
وتنقلي بأصابعِ قدميكِ
فوق أوتارِ عشقي...

أدخلي مملكتي مثلَ الطاغياتِ،
واعشقيني
مثلَ لونِ حدقتَي عينيكِ،
أمشقي عناقيد جنوني...
قبلَ أن أبيتَ فيكِ
وأستكينَ من تعبِ العناق...

×××

أخرجي إلى ملاقاتي
أيتها المُشبعة بحليبِ الرغبة/
أنتظرُ
أن تستريحي في أعماقِ شهقتي لكِ...

كوني ليَ اللونَ والنورَ والإرتماءِ في ظمأي...
أكُنْ لكِ
موارد الحبّ والعشق...

أطلقي حمامة اللهفة ...
لقد أورق زيتوني لكِ...

أرسي السفينة...
وأطلقي من كوامنِ ذاتِكِ...
أجناس العالم المكنونة داخكِ...

أنا عالمكِ الجديد
أنا عُشقُ ما بعد الطوفانِ...

فلن تندمي ...
كما فعل الله 


ميشال مرقص

هناك تعليق واحد: