الثلاثاء، 31 يناير 2017

همسات حبّ – 183


همسات حبّ – 183


                                                  Antonio María Esquivel (1806-1857)         


1

لنْ أعاندَكِ في قرارٍ،
سوى قرار العنادِ...

أنا أرضخُ...

2

يوشوشني الليلُ،
عن سرِّ أنوثتِكِ،
يُلملمُ عطري،
عن تردّداتِ
بدَنكِ...

3

دعي المدينةَ المهجورةَ
تبحثُ عن حرّاسها...

أنتِ مُدُني العامرة...

4

لا أعرفُ
 كيفَ أسقطُ معكِ
إلى لذّةِ الجسدِ...

وأنتِ إشراقةُ روحٍ...

لا أعرفُ
كيفَ أسمو إليكِ
بوهجِ الاحتراق...

جسدُكِ يتأجّجُ...

هاتي كأسكِ لنصيرَ واحدًا
النون المتقاطعةُ
 بينَ
 أ
أنت
و
أ
أنا


5

لدى مرورِكِ
تركتُ
كلمةً...

أعبريها

أصلُ إليكِ...

6

لاتقطفي ثمرةَ شهوتي،
أحبُّ
أنْ أبقى مشتعلاً...

الخيالُ
لا يحيا في الظلِّ...

7

لا تُخبّئي القمرَ،
يتمايلُ
بين أغصانِ الزيتون...

الزيتُ النقيُّ
يُبهرُ/
ابتساماتِ الثمارِ...

8

عندما أتحدّثُ إليكِ
لا يعودُ لجسدِكِ
صورةٌ...

يصيرُ هيولى...

عندما أحاكي جسدي
يعجزُ الكلامُ...

9

لا أستطيع أنْ أبوحَ
بحبّي لكِ...

ولا أقدرُ أنْ أكتمَهُ...

الفراشةُ تحملُ ألوانها
شهوةً للجمال...

10

إرتدي معطفَ عصفورٍ
واختبئي بين أغصاني...

النهرُ يتركُ نقطةَ ماءٍ/ليرتوي...


11

أعرفُ أنَّ أحلامي من بلاد الأقزامِ...
وأنتِ
تستحقّينَ
أحلامًا عملاقة...

12

الشجرةُ تتبرّجُ
لأنني أحبُّكِ..

فأصابها سهمُ كوبيدون...

14

للهمسةِ
سحرُ وترٍ

يُغازلُ نغمةً...

15

يُغريني حبّي لكِ...
تتنسمَين مفاصلَ خلايا جسدي...

أشعرُ حُلولَكِ
ويلتبسُ
أنْ أتحرّى عنكِ...

تمسّكي جيّدًا لأطيرَ إليكِ...

16

لا ضيرَ
في أنْ أصيرَ أشلاءَ فوقَ عريكِ...
معكِ
يُبعثُ رمادي من التفكك...

ألمْ أقل لكِ:
أنتِ حياتي...؟

16
بدلَ أنْ أهديكِ قوسَ قزحٍ
غمرتُكِ/
وتوالدتْ النجومُ في عينيكِ...

17

طارا معًا...

ثنائيّةُ الريح
تحتَ أجنحتهما...

18

كلّما أشتهيكِ
تتفتّحُ براعمُ السماء
في وجنتيك...

أطلبي إلى الشهوةِ أن ترحلَ
لأعيدها إليكِ...

19

أهمُّ لأقبّلكِ
تصدُّني دهشةٌ...

شفتاكِ تفترّانِ عنْ إغراءِ ساحر...

أرحلُ في النشوةِ
وأسكرُ
برحيقِ المتعةِ...

20

بنيتُ
لكِ أمنية
في زهرةِ
تمّ السمكة...



ميشال مرقص

السبت، 28 يناير 2017

أنقذيني منّي لأستحقَّ جسدكِ...

أنقذيني منّي لأستحقَّ جسدكِ...
(همسات حب – 182)


Louis Jean Francoise Lagrenée (1724-1805                          )                                   

1

الريحُ تُزنّرُ الغابةَ،
لا تفكّي السِترَ
عن لهفةِ الشهوةِ...

امتطي
أمواجَ رغبتي...

2

هاتي ما عندكِ من طيوب،
هاتي ما عندك من خمور،
هاتي عصيرَ الأنوثةِ وطرَبَ المسام،
هاتي جواهر نهديكِ،
وانبسطي في سهولِ الرغباتِ...

تورّطي معي في زغردَةِ البطنِ،
إستثيري معي أوتار الوله،
أطلقي زبدَكِ في بحورِ شهوتي...
أنا التائبُ أمام صراخِ العشقِ...

أنقذيني منّي،
لأستحقَّ جسدكِ...

3

هلْ السماءُ لنا؟
هل الفضاءُ لنا؟

لماذا
أقطفُ نجمتينِ
وأُخبّئُ حلمتيكِ؟

لماذا
تُخبّئينَ عينيَّ
وتقطفينَ شفتيَّ؟

هاتي عرشَ أنوثتِكِ،
حانَ وقتُ الفتوحاتِ...

لنْ أُفاوضَ
على احتلالِكِ جسدي...

الدمُ المسفوحُ
عندَ العَتَبةِ،

شهوةٌ دفينةٌ...
لانتهاكِ العِفّةِ...

4

عندما تستسلمينَ للنُعاسِ،
حرّريني منْ أحلامِكِ...

يكفي،
أنّكِ تسكنينَ القصيدة...

5

في الحكاية، يا سيّدتي،
نرحلُ من شواطئ بعضنا،
إلى مسافاتِ الرمالِ،
البعيدة
عن أمواج إحساسنا العميق.

نرفعُ أشرعةَ زوارقنا،
ونوجّهها إلى حيثُ لا تُريدُ رياحُ العشقِ أن تلقي بنا.

تصيرُ الأشرعةُ،
طيورَ نورسٍ جديدة،
تخترقُ الأمواج،
وتقتاتُ من قلوبنا المختبئة،
تحتَ قناطر لهيبها الذهبي.

كلّما صارت الكلماتُ خائفةً،
نهربُ منها،
إلى حقولِ التفلت من جوهرها،
تصيرُ بركانًا فينا،
نصيرُ نحنُ،
محنَّطين برماد البركان.



ميشال مرقص

الجمعة، 27 يناير 2017

مساحاتُ جسدي كلّها أنتِ...

مساحاتُ جسدي كلّها أنتِ...
 
Delphin Enjolras (1857-1945)


متى أفتحُ كتاب العشقِ، يا سيّدتي،
يُنثَرُ زهرُ اللوز والمشمش والكرز والتفاح/
أمام قدميكِ...

متى أقرأُ مزاميرَ الحبّ/
يفيضُ العسلُ
ويضوعُ المسكُ
ويسيلُ عطرُ الغاردينيا
فوقَ عُريكِ/
ويغسلُ
ماءُ الوردِ وماءُ الزهرِ
نهديكِ/
ويُطوّقُ ألمٌ رقيقٌ خصركِ/
يُغانجُ بطنكِ
في إعلانٍ
إلى موعدِ عشقٍ كبير...


بكِ
تترامى جدائلُ إنجذابي إليكِ/
أغرقُ في بحرِ سحرِكِ/
تتسارعُ أسماكٌ صغيرةٌ
لتُشعلَ الرغبةَ في أوردتي...

مساحاتُ جسدي
كلّها أنتِ/
فاسكبي طيبَكِ
أيتُها الصاعدةُ
من عبق الميتلوجيات/
من بخور المعابدِ
المكرّسةِ للعشق/
من طقوسٍ
تنبتُ حولَ عاجِ فخذيكِ/
وتنسكبُ
قطرًا على ساقيكِ/
فتنقطُ أصابعُ رجليكِ
ينابيعَ غنجٍ
تدفقُ حِبرَ الدغدغة...

×××

تعالي
أيتها العالقةُ بين الجفنِ والجفنِ
إلى كرومِ إثمي/
تمسحينَ
جداولَ اندفاعي/ براءةَ عينيكِ/
وأنطفئُ في ولعي بكِ
جمرًا
 يُصعّدُ بخورَ رغبتي
وشاحًا لشفافيتِك...

×××

تفشّي في جسمي
حرارةَ لهفةٍ/
ووقيد أوردةٍ...

تؤخذينَ بالحواسِ كلّها
إلى قبابِ أضلعي/
تبيتين
في خفق رئتيَّ/
إلى حُلُمٍ
أنتشلُهُ
من صفاءِ وجهِكِ...

×××

عندَ معالمِ أنوثتِكِ
تتركين لي
مواقع للقبلِ/
مواقعَ للاحتراق
مواقع للنشوة ...

فيا نبيذ الأنوثة ...
لا أستفيقُ
إلا على سكرتي بكِ...


ميشال مرقص

الأربعاء، 25 يناير 2017

نتحسّرُ/ منْ أزمنةٍ شاخت فيها همساتُ قلوبنا...

نتحسّرُ/
منْ أزمنةٍ شاخت فيها همساتُ قلوبنا...


                                            Anna Lea Merritt (1844-1930)


أيّتُها الآتيةُ على الغيمِ/
السابحةُ في كهوفِ الريحِ...

أقبضي على فصولِ الألوانِ
واتركي مسافاتِ الغُربة/
تُشرّدُ أجنّةَ اللحظاتِ الماجنة...

لا شيءَ بعدُ...

المواعيدُ تتساقطُ معَ أنفاسِ الأمسياتِ/
الشغفُ يقفُ على رأسه/
يصيرُ العُطرُ بهلوانًا يختبئُ في مسامِ الاشتياق...

كلُّ الأمورِ تصفرُ مع انسيابِ الرياح...
كلُّ العبثِ/
يصيرُ رمادًا في أوديةِ الوحدة...

تعبرينَ/
كما تُلملمُ طقوسُ العبادةِ نثراتِ البخورِ المحترق...

تكفكفينَ نهمَ الشرودِ/
تبحثينَ عن مفاتيحَ الشغفِ المعلّقِ فوقِ جدرانِ البدنِ...

وحدكِ/
تعرفينَ كمْ يتوقُ الرحيلُ في ذاكرةِ الجفاءِ...

إفتحي يا سيّدتي
دفاترَ الدموعِ الجامدة في مآقي اليأس...

تلمّسي حروفَ الانتحارِ البائس...

ليس الإنتحارُ
قتلَ الجسدِ...

بل
خنقُ الروحِ/
وتَيْبيسُ الشوق/
وسجنُ العواطف في أقفاص الأنا التائقةِ إلى ذاتها...

نقتلُ عواطفنا / كما لوْ لم تكتملْ أجنّتها...
نسجنُ ميولنا ورغباتنا وعشقنا وأهواءَنا ...
نمزّقً عناوين قصائد كتبناها لأحلامنا...
نمشي كالموروبين في أزقّة الشغف السكرانِ من خمّارت العتمة...
وكلّما انتصرنا على ذاتنا
بانتحارنا عاطفيًّا...
نتحسّرُ/
منْ أزمنةٍ شاخت فيها همساتُ قلوبنا/
وصرنا فيها
معتوهينَ بلا نبضٍ
مجنونٍ بعواطفَ الرغبات...

أيتها الآتيةُ على الغيمِ
متى تلمعُ شموسُ الرغبة؟

ميشال مرقص


5 أيلول 2016