إطمئنّي إليَّ... فأنا أيضًا لا أزالُ أحيا بحبّكِ...

إطمئنّي إليَّ...

فأنا أيضًا لا أزالُ أحيا بحبّكِ...

                                                      إلى وفـــاء زوجتي...

                                  خمسون سنة زواج 6 كانون الثاني 1967 – 6 كانون الثاني 2017

يغزو وجهي "زبيبُ" العُمرِ...

يحملُ حلاوةَ السنين

وسُكّرَ الحكمة...

يسهوُ مثلَ ورقةِ عريشٍ في شمسِ تشرين...

عالقًا بين زُرقةِ النقاءِ/

وخواطرِ الشعرِ المتسامي على نفحاتِ الشوقِ...

يُقلّبُ العمرُ صفحاتٍ/

كأنّما ترتعشُ في هفواتٍ/

تتلاصقُ أصابعُ الهمسِ/

تجلوُ قوالبَ المفاهيم

وعُربَ العواطف العالقةِ/

في مهبِّ الخمرِ العتيقِ...

مثلُكِ أنا/

أحملُ خطوطَ العُمرِ الغادي إلى شفقِ الحياةِ...

أتلمسُّ نهداتِ أنفاسِكِ

فوقَ صفحاتِ خدّيَ...

هنا أنتِ

دفءُ عاطفة...

وشوقٌ لصيقٌ بجدارِ الذاتِ...

لا أزالُ أهفو إلى رائحةِ فمكِ/

وعطرِ شفتيكِ/

وعطشي الدائم لكِ...

لمْ تمحُ السنواتُ تلك اللهفة/

ولمْ تُغلقْ أبوابَ العاطفة...

هي لوحدها تتجدّدُ/

بلا تجاعيدَ/

وبلا رطوبةِ كسلٍ لعفونةِ جسدٍ أو بلادةِ شعور...

لا تزالينَ/

رغمَ ما أصابنا منْ نزواتٍ

وتشققت جدرانُ العواطف/

لزمنٍ يغفو بين أوراقِ الشعرِ...

لا تزالينَ

خميرةَ اللذّةِ/

المتوالدةِ في خلايا اللهفةِ ...

لا تعبرُ السنونُ شرايينَ العمرِ

بلا كرياتِ أنوثتِكِ...

تلكَ...

مهما تكاثرَ دورانُ الأرضِ ...

وتشقّعتْ أناشيدُ عقاربِ الوقتِ...

لا تزالينَ/

هنائيَ المقيم في أعماقي...

واطمئناني المتجسّدِ ببراعةٍ في خلايا جسدِكِ...

إطمئنّي إليَّ...

فأنا أيضًا لا أزالُ أحيا بحبّكِ...

ميشال مرقص