الاثنين، 19 أبريل 2021

إجترحي معجِزةً، أحبّيني ...

 إجترحي معجِزةً، أحبّيني ...

 

تيتيان 1488 – 1576


إجترحي معجِزةً،

وأغرقيني في حبّكِ...

 

لونُ عينيكِ

يحبسني في شهقةِ الإختلاج،

واشتياقي لكِ

يجرفُ

طوفانَ أحاسيسي

إلى خلايا العشق...

 

أفيقُ

منْ ذاتي.

الدهشةُ ترتدي قميصَكِ،

واللُغةُ

تستزيدُ من غُلالاتِكِ

نشوةَ إبداعٍ...

 

لا يحملُني الفرحُ بعيدًا عنكِ...

 

فأنا مُثقلٌ بعطرِكِ

وأنا مأخوذٌ بفِتْنَتِكِ

وأنا معجونٌ بنعسِ عينيكِ

حتى امتلاءِ كأسي

بخمور الارتعاش...

 

كلُّ شيءٍ

مرصودٌ على شفتيكِ...

 

العشقُ قبلَ أنْ أولدَ فيكِ،

الولادةُ

قبلَ أنْ تتكوّني فيَّ نبضًا،

الرغباتُ

قبلَ أن يلُفّنا عِناقٌ

تحتَ شالِ الإشراق...

 

تتنافسُ أحاسيسُ حلولنا في الدهشة.

تقفزُ إلى عُربِ الانغماسِ في شهواتِ الشهوة.

 

لا فرحَ

يقيسُ مسافاتِ القُبلِ،

أبعدَ من أجنحةِ حُلمِ...

 

المدى؟

 

كلّما اخترقتِ شفتيَّ

بعصيانٍ مدني...

 

أنْ تخسري كوثرَ الجنّة...

 

إجترحي معجزةً،

إمنحيني نعمةَ أن أجتازَ بحرَ اشتياقِكِ

بأوهامِ اللذة...

بالمتعةِ

تسيلُ على أكتافِ النظرِ المعلّقِ بكِ...

 

تشتهينَ،

ما يُضيمُ من رغباتي،

أنْ أستسلمَ

لهوسي بأنوثتِكِ...

 

ما اللهفةُ

تتوقّف عند ضفاف عينيكِ...

 

ما الشهوةُ؟

 

لو تسألينَ شفتيكِ !

 

 

ميشال مرقص

أول ت2 2020

أعرفُكِ منذ فجر التكوين الأوّل...

 

 

أعرفُكِ منذ فجر التكوين الأوّل...

 


 

أتلمّسُ ذاكرةَ العشقِ

أتصفّحُ

ورقاتٍ تتكرّرُ عبر

دوراتِ الحياة...

أتمعّنُ

في قسماتِ الوجوهِ الغريبة ...

 

غريبةٌ

هي تلك الوجوه العبثيّة...

تتنافسُ في تجاهلها ...

تتواكبُ كأنّما مسحةٌ هائلةٌ

من التشويش

تُمعنُ في هوسِ المسافاتِ...

 

رأيتُكِ

كنتِ أنتِ...

 

لا أدري كيف تكوّنتِ مساحةَ عشقٍ...

 

كنتِ أنتِ...

كأنّما في صباح التكوينِ التقيتُ بكِ...

 

كأنّما

ما بعد الطوفانِ التقيتُ بكِ ...

 

كأنّما ما بعد جحافل الحروبِ

وهمجيّاتِ التقاتل والقتل والتدمير

التقيتُ بكِ ...

 

عندما أتلمّسُ توجّهاتِ وجهِكِ/

ومسحةَ العشق الحزينِ في عينيكِ/

ألتقي بكِ ...

 

أكبّرُ صورةَ وجهكِ

يصيرُ وجهُكِ أوقيانوس من أنوثةِ

وألتقي بكِ ...

 

كأنّما تلك الشهوةُ

تعتري شفتيكِ من زمنِ التكوينِ الأوّل/

تُلبّيان نداء عينيكِ الهامس

"بأن تعَ" ...

أتي إليكِ وليمةَ عشقٍ

كيانًا تتفجّرُ عواطفُكِ في مكانه...

 

أشعرُ وكأنّ أعمارًا من الغُربةِ

سمّنتْ عواطفي وأشواقي ...

 

وكلّما أقفُ عند شاطئ شفافيّتِكِ

أتلمّسُ أنّني

في وجودٍ طالما حلمتُ وأحلمُ

أنْ أهاجرَ إليه ....

 

إمسحي عن وجهِكِ سيماء الغربة

فوجهُكِ جميلٌ/

بل جمالٌ...

 

تعرّفي إلى أنوثتِكِ ...

إلى مكامنِ عواطفِكِ ...

إلى تلك الشفافيّة الغائرة في البدنِ/

إلى عيونٍ تتفتحُ في مساماتِ

بدنكِ/

كأنّها دعواتٌ لعشقٍ ...

 

هي جاذبٌ للقلبِ

للعشقِ

للشهوةِ ...

 

للإنغماسِ في انصهارِ البدنِ

مع رغباتٍ أغلقنا عليها معًا

في عتماتِ الذاتِ ...

 

كنتِ أنتِ

أعرفُ أنّكِ منذ أزمنةٍ وأزمنةٍ

نحن نلتقي

ولا نلتقي...

 

نتعارف وننسى هويتينا

وتغيبُ عنّا

قسماتُ وجهينا ...

 

أعرفُ أنّكِ من فجر التكوين الأوّل ...

 

من صباح ذلك الزمن المنسيّ في الزمن ...

كنتِ أنتِ

لألتقي بكِ ...

لأعرفَ كيف تتكوّن عواطفي

في أشواقها إليكِ ...

 

كأنّكِ تنبتين في اعماقي

وتُطلين بأزهارِكِ عبر مساماتِ اشتياقي ...

 

لستِ أنتِ ذاكرة العشقِ/  

بل أنتِ هو العشقُ

المكبوتُ في سجن العواطف ...

 

كأنّنا كوكبتان

تدوران في جاذبيّة مداريهما

تلتقيان

ولا تلتقيان ...

 

ميشال مرقص

27 ت1 2020

الأحد، 18 أبريل 2021

أتركيني ضائعًا في شروقِ وجهِكِ...

 

أتركيني ضائعًا في شروقِ وجهِكِ...

 

ويليام بوغيرو 1825 - 1905

 

تعبرُني شفافيّةُ أنوثتِكِ،

كملمسِ وحيٍ

تُقلِقُ عُصيباتِ الشوقِ...

 

تنزعُ من جفافِ الانتظارِ

عبثَ البُرهة...

 

أطوي مسافاتي إليكِ

وتبقينَ جامدةً في مخيّلتي...

 

 

 

المدينةُ لا تزالُ تفترُّ عن ثغرها

لمْ تُلملمْ ندى الرصيفِ...

 

سيقانُ الريحِ

أعطبَتْ دهشةَ السُفنِ/

وأنا أحملُ ذرّاتِ الغبارِ

من حيثُ مررتِ...

 

لا أعرفُ

كيفَ تهمسينَ للعشقِ

فيصيرُ الغُبارُ ماسًا...

 

لا أعرفُ كيفَ أستشعرُ خطواتِكِ

في شوارِع القصيدة...

 

كانتْ قصيدتُكِ مدينةً

متراميةَ الأحلامِ/

وكنتُ أُبحرُ في فواصلَ جسدِكِ...

 

أما آنَ لِلإبحارِ أنْ يُدهشَ موانئ الذات؟

 

أتركيني ضائعًا

في شروقِ وجهِكِ...

 

خذي براعمَ أنوثتِكِ..

هاكَ أشواقي...

فلتتفتحْ...

لا تدعي البراعمَ تذوي

بلا ألوانٍ...

 

عطرُ أنوثتِكِ يعبثُ بطفولتِه...

 

ميشال مرقص 

24 ت1 2020

شَعرُكِ خباءٌ لأحلام اللهفة

 شَعرُكِ خباءٌ لأحلام اللهفة

 

جيوفاني أمبروجيو دو بريدي 1455 - 1508

 

أتركي شعركِ للريح...

تأتي

وتسكنُ فيه فراشة...

 

أتركي

شعركِ...

تنزلُ الريحُ

وتسكنُ في طعجاتِهِ...

 

دعي

مسامَ الهواءِ

تبيتُ فيهُ ...

 

فالريحُ والهواءُ

والنسماتُ/

تنسجُ لشعرِكِ

قميصًا يلوحُ في ألوانِ

عشقي له/

يتلوّنُ بلونِ خفقاتِ

قلبي/

كلّما ينبضُ

ليختبئَ حياؤه

في تموّجاتِ شعرِكِ ...

 

دعي شعرِكِ

يُبحرُ

في ارتعاشات القلوبِ/

وتموّجاتِ العيونِ...

 

هوذا شعرُكِ

سفرُ خروجٍ

من بواباتِ العتابِ المكسوّةِ/

بريشِ الأهدابِ...

 

هوذا

أهدابُكِ

تُنبئُ كم شعرُكِ/

يشتاقُ ليسرحَ فوق ملامسِ

يديَّ...

 

كمْ أشتاقُ

أنْ أشمَّ رائحةَ أنوثتِكِ/

في شعرِكِ/

وأبيتَ

بينَ خُصلِهِ/

أتلمّسُ

نعومةَ تراتيلِهِ

فوق

أضلعي العاريةِ/

وأتنسّمُ أنوثتَكِ الباهرة/

 أيتها الشهيّة...

 

أختبئُ

من ذاتي إليكِ/

خلفَ همساتِ شعرِكِ/

هذا الإطارُ

الساحرُ/

يحتضنُ وجهَكِ/

يجعلُ لوجهِكِ شراعًا للرغباتِ/

تُبحرُ الرغباتُ

مثلَ نمنماتِ الشعورِ

المتدفّقِ

بخجلٍ

من خلال مسامِ الشهوةِ...

 

شعرُكِ

حكاياتُ القصائدِ/

ترفلُ

في أحلامهِ...

 

شعرُكِ

غاياتُ الخيالِ السارِحِ/

يلتقطُ

فِكرةً

نعِستْ عند ذؤابةٍ من هنا/

وعقصةِ

بوحٍ من هناكِ ...

 

شعرُكِ طقوسٌ للحبِّ/

تختبئ

كلماتُ الدفء في أشواقِهِ/

هذا الهائمُ

المتفلّتُ/

القابضُ على أحلامِ أنوثتِكِ...

 

يُبحرُ وجهُكِ في فضاء شعرِكِ...

تُبحرُ عيناكِ/

تشتاقُ عيناكِ للبوحِ

للحلمِ...

تشتهيانِ

ذلكَ الشوقَ العاشق

للحنان...

 

تُبحرُ شفتاكِ

وتتنافسُ وجنتاكِ/

تتفتحانِ للعشقِ

لشهواتِ الدفءِ/

لتمتماتِ الشفاهِ باللهفةِ العارمةِ

قبلة قبلة قبلة ...

شهوةً شهوةً شهوة...

 

تتراكمُ القُبلُ

مثلَ أحلامٍ هوجاءَ

لا يتركُ شعرُكِ

مجالاً لارتحالها...

 

أيّتُها

المترّهبةُ

في منسكةِ شعرِكِ/

وجهُكِ أنوثةٌ صارخةُ

حتى أعماقِ الرغبة...

عالقٌ ما بينَ

النُسكِ والعشقِ...

دعيني أمارسُ طقوسَ أنوثتِكِ

فبخورُ العشقِ

يتكثّفُ....

 

هوذا شعرُكِ

خباءٌ

لأحلامِ اللهفة...

وترانيم الإشتياق ...

 

 

 

ميشال مرقص

 

26 ك1 2020