الأحد، 18 أبريل 2021

يُزهرُ الترابُ لمرورِكِ

 

 يُزهرُ الترابُ لمرورِكِ

 

سيبّو سيميلا (فنلندا- 1938)


أحبّكِ في اتجاهاتي كلّها

أحبّكِ

في مدى ما ينداحُ خيالي

إلى لا محدود العاطفة

وإلى أعمق ما لأغوار الشعور...

 

فأنا أراكِ في تكاويني كلّها/

وعناصري كلّها/

ومقوّماتِ حياتي كلّها/

ما أنا عليه،

وما أحتاجُ إليه/

في قوّتي ونجاحي،

في ضعفي وفشلي،

في مواسمِ التعبِ والراحةِ والمرض والشِفاء/

وفي جهاتي

وغاياتي

وممالِكِ رغباتي

وتدفّق أنهارِ أشواقي،

وفي عولمةِ ثقافتي وأفكاري/

وكتابةِ يوميّاتي،

وتأليفِ أشعاري....

×××

 

لا أريد أن تلتقيني/

في مسارحِ عشقي/

وحاناتِ ولعي،

وفوقَ أرصفةِ جهلي...

ولا تُجاريني في نزواتي،

وتُبهريني

بأنوثةٍ تنضحُ عشقًا واشتياقًا...

فأنا

أعشقُ فيكِ مهاراتِك كلّها،

لأنّكِ ماهرةٌ في الفكرِ والعلم وتلاقحِ الثقافات،

وأنتِ ماهرةٌ

في صوغِ الشعرِ، وقراءة الشعر وفهم الشعرِ،

وأنتِ ماهرةٌ

في انتقاء اللوحاتِ ونفضِ الغبار عمّن اعلى بناء الفنِّ ...

وأنتِ ماهرةٌ في ابتداع مناخاتِ الجمال...

وأنتِ أبعد من هذا كلّه: مثقّفةٌ،

وأنا في عطشٍ دائمٍ إلى أن أرتوي من هذه الينابيع كلّها،

وأجني من هذه الثمار ما طاب،

-     ومعكِ كلُّه يطيبُ-

وأن أستقي من خمورِ الدهشةِ في حضورِكِ

ما بقي من "عرسِ قانا"...

الخمرةُ الطيّبةُ،

لم يسبقها مذاق أطيبٌ،

ولم يوازِها مذاقٌ ...

 

×××

 

أحبّكِ

أنْ تبقي على نقائِكِ،

أن تتوالدَ شهواتُكِ نارا لا تَخمدُ،

أنْ تحملي كأسَ الأنثى ذات الوجوه المتعدّدة

والثمار المنوّعة،

والجمالات الناضحةِ

برغباتِ الأشواق...

 

....

 

كلّما قدمُكِ على الأرض...

يُزهرُ التُرابُ

توشيحًا لمرورِكِ...

 

..........

 

أنتِ

أحبّكِ ...

 

 

ميشال مرقص  

2 ك2 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق