الاثنين، 19 أبريل 2021

أعرفُكِ منذ فجر التكوين الأوّل...

 

 

أعرفُكِ منذ فجر التكوين الأوّل...

 


 

أتلمّسُ ذاكرةَ العشقِ

أتصفّحُ

ورقاتٍ تتكرّرُ عبر

دوراتِ الحياة...

أتمعّنُ

في قسماتِ الوجوهِ الغريبة ...

 

غريبةٌ

هي تلك الوجوه العبثيّة...

تتنافسُ في تجاهلها ...

تتواكبُ كأنّما مسحةٌ هائلةٌ

من التشويش

تُمعنُ في هوسِ المسافاتِ...

 

رأيتُكِ

كنتِ أنتِ...

 

لا أدري كيف تكوّنتِ مساحةَ عشقٍ...

 

كنتِ أنتِ...

كأنّما في صباح التكوينِ التقيتُ بكِ...

 

كأنّما

ما بعد الطوفانِ التقيتُ بكِ ...

 

كأنّما ما بعد جحافل الحروبِ

وهمجيّاتِ التقاتل والقتل والتدمير

التقيتُ بكِ ...

 

عندما أتلمّسُ توجّهاتِ وجهِكِ/

ومسحةَ العشق الحزينِ في عينيكِ/

ألتقي بكِ ...

 

أكبّرُ صورةَ وجهكِ

يصيرُ وجهُكِ أوقيانوس من أنوثةِ

وألتقي بكِ ...

 

كأنّما تلك الشهوةُ

تعتري شفتيكِ من زمنِ التكوينِ الأوّل/

تُلبّيان نداء عينيكِ الهامس

"بأن تعَ" ...

أتي إليكِ وليمةَ عشقٍ

كيانًا تتفجّرُ عواطفُكِ في مكانه...

 

أشعرُ وكأنّ أعمارًا من الغُربةِ

سمّنتْ عواطفي وأشواقي ...

 

وكلّما أقفُ عند شاطئ شفافيّتِكِ

أتلمّسُ أنّني

في وجودٍ طالما حلمتُ وأحلمُ

أنْ أهاجرَ إليه ....

 

إمسحي عن وجهِكِ سيماء الغربة

فوجهُكِ جميلٌ/

بل جمالٌ...

 

تعرّفي إلى أنوثتِكِ ...

إلى مكامنِ عواطفِكِ ...

إلى تلك الشفافيّة الغائرة في البدنِ/

إلى عيونٍ تتفتحُ في مساماتِ

بدنكِ/

كأنّها دعواتٌ لعشقٍ ...

 

هي جاذبٌ للقلبِ

للعشقِ

للشهوةِ ...

 

للإنغماسِ في انصهارِ البدنِ

مع رغباتٍ أغلقنا عليها معًا

في عتماتِ الذاتِ ...

 

كنتِ أنتِ

أعرفُ أنّكِ منذ أزمنةٍ وأزمنةٍ

نحن نلتقي

ولا نلتقي...

 

نتعارف وننسى هويتينا

وتغيبُ عنّا

قسماتُ وجهينا ...

 

أعرفُ أنّكِ من فجر التكوين الأوّل ...

 

من صباح ذلك الزمن المنسيّ في الزمن ...

كنتِ أنتِ

لألتقي بكِ ...

لأعرفَ كيف تتكوّن عواطفي

في أشواقها إليكِ ...

 

كأنّكِ تنبتين في اعماقي

وتُطلين بأزهارِكِ عبر مساماتِ اشتياقي ...

 

لستِ أنتِ ذاكرة العشقِ/  

بل أنتِ هو العشقُ

المكبوتُ في سجن العواطف ...

 

كأنّنا كوكبتان

تدوران في جاذبيّة مداريهما

تلتقيان

ولا تلتقيان ...

 

ميشال مرقص

27 ت1 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق