الأحد، 18 أبريل 2021

.... ويبقى وجهكِ

 .... ويبقى وجهكِ

 


     

 

أحلمُ أن أمدّ يدي إلى وجهكِ،

أتلمسُ ندى الوعدِ،

أفتحُ رسائل الرغبة،

وأكتبُ بأصابعي أناشيدَ الطمأنينة وقصائدَ الابتهال.

 

هنا، حدائقُ الدهشة،

وعناقيدُ الأنوثة،

كلّما تلمسُ صفحةُ يدي إشراق وجهكِ،

تنبضُ مسامُ الشفافية،

وويذوبُ ثلجُ الانتظار إلى عينيكِ..

 

أودُّ كثيراً،

أن أُبْقي يدي ساكنةً فوق ملامسكِ الناعمة،

تنقلُ إليكِ حرارةَ عواطفي،

وإثارةَ رغبتي كم أنتِ جميلة،

فيتولّدُ وجهُكِ وجوهاً،

واحدًا للشفافية،

وثانِيًا للشهوة،

وثالثًا للحب...

ورابعًا للانتظار،

وخامسًا للبقاء،

وآخر ... وآخر ... وآخر للحلم ..

 

أودُّ كثيرًا

أن أتسمّرَ في حضوركِ،

وأبقى غارقًا في نَعَسِ عينيكِ،

عصيتين على البوحِ،

مستغربتين غرقي فيهما.

 

وأن أنتشي

بدغدغةِ أذنيكِ،

وارتعاشِ أنفكِ،

وتنقلني حضارةُ أصابعي من ذاتي،

إلى سواحلِ العشقِ المرتسمِ فوق صفحاتِ الضوء الذهبي،

ومرجانِ الأنوثةِ،

الداعي إلى وليمةِ الولهِ والعشقِ.

 

ترتجفُ ركبتاي، يا سيّدتي،

ويختلجُ ما بينَ ضلوعي،

ويجفُ ريقي،

وأشعرُ أنني أجتازُ حقول خصبكِ،

وعريَ المسافةِ الضيّقةِ إليكِ،

وأتحوّلُ طيفًا يطوّق جبينكِ،

ويحنو على شفاهكِ ، فتقطرَ مسكا وعسلاً..

 

لا أدري، وانا أمام وجهكِ،

كم يجذبني هذا الإشراقُ الأنثوي،

فأتصوّفُ لكِ،

وأدورُ على ذاتي،

كما الراقصُ في حلقاتِ الذكرِ والتصوفُ،

واتشوَّقُ حلولكِ فيَّ،

أحملكِ وطني وهويّتي،

وأرتحلُ بين نسائم جنسكِ،

وأحتضنُ جوهرك،

وأرتمي، في ذاتي، إليكِ،

أقرأكِ، أيتها الأميرةُ، في خطوطِ يدي.

 

أمس،

حلمتُ بيدي تمرُّ على صفحةِ خدّكِ،

فيشعُّ في عينيكِ نورٌ عاشقٌ،

وكدتُ أنسى عناوين إقامتي،

وشرودَ عواطفي في كيانكِ...

فتحتُ عينيَّ أمام المرآة،

رجعتُ أتلمّسُ نوافذَ براءتي،

فتحتُ عينيَّ أمام أنوثتكِ،

تلمّستُ جسدي،

سألتُ عنكِ،

وعندما قرأتُ طالعي،

عرفتُ انكِ تقيمين في كلِّ أبعاد جسدي،

وتستوطنين تنهداتي وأوردتي،

وتتغلغلين مع الهواءِ إلى مسافاتِ كياني..

أعرفُ، يا سيّدتي، أنني صرتُ أنتِ،

وأنني زائرٌ لديكِ،

ولو وقفتُ ببابكِ...

 

لا أدري، يا سيّدتي،

فعشقُ وجهكِ يستغرقُ عمرًا،

يتوقّفُ الزمنُ لدى شرودِ عينيَّ في نمنماتِ الأنثى التي هي أنتِ..

فجسدكِ هيكلٌ لطقوسِ الرغبة،

وطقوسكِ براعةُ العطاء،

لدى حدود الامتناع...

 

كلُّ شيءٍ في بساتين جنسكِ يانعٌ كالثمارِ الاستوائية،

وكل ثماركِ توحي بالمسافات،

لكن في عمقِ العواطفِ،

أشعرُ بأنكِ تقبلينَ احتراق بخوري،

في معبدِ طقوسكِ!

 

أحبُّ، يا سيّدتي،

أن أتلمّسَ عرائشكِ في جسدي،

وأوجّه ينابيع أنوثتكِ إلى شواطئ أبعادي،

وأن أمدَّ يدي،

وأتلو أمام وجهكِ حبّي،

وأغرقَ في عميق عينيكِ،

وأتلمّسَ شفتيكِ...

وأمتنع...

 

 

ثمَّ تذهبُ يدي...

ويبقى وجهكِ.

 

ميشال  مرقص

في 3 ت2 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق