الأحد، 28 أغسطس 2011

أن نبقى قريةً وديعةً







من قريتي .... الشمالية


تشرّعُ كرومُ الرغبة كنوز ثمارها،

فتورق براعمُ الشوقِ

وتتفتّحُ أزهارُ الاشتياقِ،

إلى نبيذ عناقيدِالسفر.



يُحمنا ضجيجُ الحنين في جيوبٍ هوائية،

حيثُ لا جاذبية تثمرُ وطنًا للأيادي الملتهبة والأصابع المنسية في طوفانِ الأحاسيس.

كالعاشقين نسعى إلى احتفالات الاختباء،

إلى يقظة الخوف والامتلاء، فنلتقطَُ  أحاسيسنا بأعيننا.



يحملُ دفترُ السنين هوامشَ صارت دفترًا للمسافات،

نصيرُ لها روّاد فضاء،

نستشعرُ القلق الآتي من سكون الصمتِ،

ومن محطات التجاهل والسؤال.



كلّما أبطأ مدارُ الغربةِ،

تكاسلت حقيبةُُ العودة،

وانطفأت مساماتُ البوح في كؤوس الإهمال.

يصيرُ الوطنُ محطاتٍ للتوقف،

تتعثّرُ عندها خطوات الالتزام،

ويُقحمنا ذلك الحمّالُ العجوزُ في سلّة الفولكلور الذي اسمه تراث!



غدًا،

في المدينةِ المرسومة على اسم الطفولة العاشقةِ،

نصيرُ عناوين لزهرِ اللوز،

نصيرُ عطر النبيذ المعطّرِ في خوابي الزمن،\

ينقلنا قطارُ العشق إلى ثرّياتِ العناقيد المخبأة من بردِ السنين،

إلى حضنِ الحلم الدافئ،

إلى هيكلٍ نصلّي فيه:

أن نبقى قريةً وديعةً في عيون الأطفال،

وفي حدائق العاشقين.



هكذا يغمرنا الفرحُ الآتي من غمرِ ذراعي الطمأنينة والبركة.



السبت 19 آب 2006



                           ميشال      







السبت، 27 أغسطس 2011

عندما تقرأ المرأةُ جمالها


 
المرأة في المرآة  - ألان باي 1986 - باريس


1

عندما تقرأ المرأةُ جمالها،

تصيرُ كتابًا مفتوحًا لمتعةِ الرجال.

عندما يقرأُ الرجلُ جمالَ المرأة،

يمزّقُ كتابَ المتعة،

ويحبسُ المرأة في القمقم.

2

المرأةُ لا تعرفُ كيفَ يحبّها الرجلُ،

الرجلُ يعرفُ لماذا يُحبُّ المرأة...

المرأةُ تحبُّ الرجلَ لتحقّقَ ذاتها،

الرجلُ يُحبُّ المرأةَ،

ليحقّقَ شهوته.

3

عندما تقعُ المرأةُ على حبًّ كبيرٍ،

تخدعُ ذاتها،

بحبًّ صغير،

تصيرُ مثل الفراشةِ،

تحترقُ بنار مصيرها،

وتتركُ الحبَّ الكبيرَ يتبخّرُ.

4

لا تعرفُ العاشقةُ أنها عاشقة،

إلى أن يصيرُ حبيبها يغار.

5

لا يعرفُ العاشقُ أنَّ حبيبته هي عاشقة،

إلا عندما تُخبره أنها معجبة بغيره،

تكونُ هي قد اجتازت شوطًا بعيدًا،

بطريقةٍ خفيّة.

6

بعدها تتجاهل،

لماذا يغار عشيقها!

                                 ميشال


الجمعة، 26 أغسطس 2011

شجرة النسيان





                                                         على جذعِ شجرة حفرَ عاشقان قلباً

                                   كبرت الشجرة،

                                                 كبرَ القلبُ،

                                                ... واختفى العاشقان







كتبتُ اسمكِ على شجرِة النسيان،

فوق مرايا الذاكرةِ الخرساء،

شطبتُ مهرجانَ سعادتي من دفاترِ العشقِ،

وحملتُ عكازَ الغربةِ من ذاتي،

أبحثُ كيفَ ذرّتِ رياحُ اللامبالاةِ رمالَ خَيبتي..



لمْ تقوَ موانئُ الرحيلِ على استقبالي،

في كلِّ ميناء،

في كلِّ مرفأ،

وفوق شواطئ ظنوني البعيدة،

وحكاياتِ أمنياتي الضائعة،

بحثتُ كيف يُمكن للسعادةِ أن تبحرَ في سرابِ البهجة،

وترسوَ في مونئ الصقيع،

ولا تمسكُ غيرَ فقاعاتٍ من الصابون الملوّن،

تحرقها أشعّةُ الخيبة.



هو - " ينحني فوق رمالِ شفاهه،

يخطُ بعكازه مفرداتٍ،

يتمتمُ شعراً،

يستجمعُ قواه لينهضَ،

تمحو مياهُ شفاهِهِ أحلامَه،

وتعودُ الرمالُ تستقبلُ هذياناً جديداً،

تمحوه المياه"..



في غربةِ الصقيع، يا سيّدتي،

حملتُ وجهكِ،

لم أكنْ قادراً أن أختبئ من حضوركِ في مسافاتِ ذاتي،

فأنا مهووسٌ بحضوركِ فيَّ،

مأخوذٌ بسحركِ،

منسحقٌ في طقوسِ عبادتكِ حتى التنسّك.



تخذلني مفرداتي، يا سيّدتي،

وانا أتلمّسُ مسارَكِ بين عينيّ وأعماقي،

وأجدُكِ محفورةً عميقاً في أبعادي واتجاهاتي،

وأجدكِ ملتصقةً في رئتي،

ومتجذّرةً في شراييني وصفاء شفافيتي..



-     "قالت له:

أَلْبِسْني كلماتِ الحبِّ مُخملاً فوق جلديَ العاري،

ولْتَنْزلِق الأسرارُ فوق حريرها،

وتلجِ الارتعاشاتُ عميقاً في مساماتي.



كلماتِ حبٍّ من أجل الليالي الشاحبة،

من أجلِ تنهداتي،

أحبُّ أن أسمعها منكَ.

كلماتِ حبٍ توشّي حياتي، تجعلها سعادةً غامرة،

ترتعشُ في داخلي مثل دفق الحنان.



     أَلْبسني كلماتِ حبّكَ،

أسمعني كلمات الحبّ في هدوئي،

فصوتُكَ يجعلني أكثرَ جمالاً،

كلماتُكَ في الحبّ تعقدُ لي ضفائرَ شعري.



متى يكمنُ الندى للزهرةِ يا حبيبي؟

في عميقِ الأحلامِ،

ينسجُ الندى عشاً طرياً،

في سرير القلب".



تعلمينَ يا سيّدتي؟

عندما وقفتُ أمام شجرةِ النسيان،

تذكرتُ اسمكِ،

رأيتُ وجهكِ،

ونسيتُ ذاتي!





ميشال

الاثنين، 22 أغسطس 2011

قناطر الليل


قناطر الليل

 

                    



عندما تعبرين الليل، يا سيّدتي،

تخترقني رفوفُ فراشاتِ النور،

تتغلغلُ في جلدي،

مسافرةً،

تحملُ في أجنحتها،

ارتعاشَ النشوةِ،

من حضوركِ فيَّ،

وسكْنكِ في قصورِ اشتعالي،

وارتمائك فوق شواطئ حضوري،

نحو سماءِ شروقكِ،

في ذاكرةِ

حياتي.



الفضاءُ، يا جميلتي،

يلتقطُ النجومَ

من بريقِ عينيكِ،

ويمطرُ،

دفئًا

ورقّةً،

وشفافيةً،

من عري نهديكِ،

وجاذبيّةِ البوحِ.



وكم

يحترقُ

القلبُ،

في عميق الشغفِ، مشتهيًا الانعتاقِ من الذاتِ،

والتحرّرِ من قفصِ الالتزام،

ليصيرَ رمادًا،

فينيقًًا جديدًا،

تنقله جناحاه مسافاتِ الارتحالِ في غلائلِ الرغبةِ المقدّسة.



لا يعترفُ القلبُ، يا سيّدتي،

بعشقه،

يهربُ من ذاته،

يغمضُ مسام الإحساسِ،

يشيحُ وجهُهُ عن ارتعاش الولعِ المجنون في لهيب الصراعِ وحرقةِ البوح.

يتوقف عن الاعتراف.

يخالجه الخوفُ والرعبُ من أساور الفرح الآتية،

ومن تدفقِ أنهار العاطفة المشبوبة.



يصيرُ القلبُ، يا سيّدتي،

روزنامةً

للأحاديثِ الجارفة إلى أحضانِ الشوقِ والرغبة،

إلى كروم المنفى عن وطنِ الفرحِ النازفِ من خلايا أعماقنا،

يصيرُ،-

كلّما تفتّح حرفٌ للبوحِ المخنوقِ، -

أبجديّةً خرساء،

واستشعارًا لا تلتقِطُه مجسّات التحسّسِ الخائفِ من الإشعاعات الدفينة.



يخشى القلبُ، يا سيّدتي،

أن يصيرَ كتابًا مفتوحًا،

كتابًا،

لا يخضعُ للتعديلِ،

ولا يُخفي

هديلَ صوتكِ

(وهو) يرخمُ تنهداتِ العشقِ الخائرِ من عبء القيود.



يصيرُ القلبُ، يا سيّدتي،

يوميّاتٍ،

تحترقُ تفاصيلُها كلّما انتقلت فراشاتُ النورِ إلى وسادات الإغراء المفقود،

إلى تكايا العناق،

حيثُ تتلاشى صورُ الاندفاعِ

في ماء السرابِ

يسيّجُ

نهرِ العواطف التائهةِ وراء ظِلِّنا المختبئ خلف وهمِ الحكاية التي هي نحنُ.



في الحكاية، يا سيّدتي،

نرحلُ من شواطئ بعضنا،

إلى مسافاتِ الرمالِ،

البعيدة

عن أمواج إحساسنا العميق.

نرفعُ أشرعةَ زوارقنا،

ونوجّهها إلى حيثُ لا تُريدُ رياح العشقِ أن تُلقي بنا.

تصيرُ الأشرعةُ، يا سيّدتي،

طيورَ نورسٍ جديدة،

تخترقُ الأمواج،

وتقتاتُ من قلوبنا المختبئة،

تحتَ قناطر لهيبها الذهبي.



القلبُ يا سيّدتي،

يعشقُ جلاّده،

يختارُ أن يكونَ كما رُسِمَ له،

أن يزيّنَ سجنهُ قصورًا يلجأُ إليها على أنها الجنّةَ الوحيدة.



وعندما نفقدُ الجنّةَ،

تصيرُ كتاباتُ القلبِ

نقرَ دفٍّ خفيفٍ،

لانتقال قدميك إلى مهرجانِ الرقص،

ترسمينَ حكاية الجسد الغاوي،

أن يتفجّرَ دلالاً،

غنجًا

أو أنوثةً مشتاقةً لأن تعبّرُ عن مزاميرِ جنسها.



في الرقصِ،

نصيرُ ذاتنا،

جسدنا الذي يترجمُ رغباتنا،

ونحنُ نهربُ أن نسكبها في الكلماتِ،

فنرسمُ كيفَ تتلوّى بنا،

كلما شهق الجسدُ،

من عبور الغناءِ واللحنِ،

إلى امتشاق نداوة العري المغلف بالآه،

والعاشقِ أن يفتّقَ ستائرَ البوحِ الشعري.



كلّما صارت الكلماتُ خائفةً،

نهربُ منها،

إلى حقولِ التفلُّت من جوهرها،

تصيرُ بركانًا فينا،

نصيرُ نحنُ،

محنطين برماد البركان.



العشيّةُ، يا سيّدتي،

صلاةُ العاشقين،

ومرارةُ القلبِ،

ومرآةُ الحبّ العميق.



العشيّةُ،

هي

أن نصيرَ عطرًا جاذبًا،

نعانقُ إحساس بعضنا،

نتلو أناشيدَ الحبّ،

نغرقُ في خيالِ الولعِ،

نسكرُ من كروم عواطفنا،

ومثل الخواء القاتل،

تجتاحنا صحراءُ الزمنِ،

وتقفلُ علينا،

حتى السراب،

الذي نحلمُ به.





                     ميشال  









الخميس، 18 أغسطس 2011

أنعتَقُ من عبودية الجسد

 
 
 
 
 
 
أنقلكِ في عينيّ
إلى مساحاتِ الضوء،
إلى مسافات البحارِ اللؤلؤية،
إلى أصدافِ البحرِ أحملُ حضارةَ عينيكِ
أحملُ إلى مرجانها أحلامَ صوتكِ،
أحملُ إلى ينابيعها
لونَ نهديكِ،
وتعابير الجسدِ يغنجُ مع سحرِ الحورياتِ في البحارِ البعيدة.

أنقلكِ يا جميلتي،
إلى حدائق النورِ،
إلى الأحلام الحريرية،
أنعتقُ في حضوركِ من عبودية الجسد،
أصيرُ الحريّة،
تصيرين ملاعبَ البوح والعشقِ والاشتياق،
وأساطير زقزقة العصافير،
وكنّّارة الملائكة.

يرتحلُ ضوء النهارِ إليكِ،
يرتحلُ نسيم المساء ليغسلَ رجليكِ،
تصيرُ طقوسُ الابتهاجِ أحلامًا للعرائس،
تصيرُ طريقُ الشمس عنوانًا للشروق.

كلّما ارتحلَ يومُ المسافاتِ،
نصيرُ ذكرى في روزنامة  القصائد،
نعاتبُ الكلامَ الجميلَ،
نقرأُ رسائلَ عاشقة،
نمحو فاصلة،
نكتبُ كلمةً نسينا أن نكتبها...

هكذا يصيرُ القلقُ،
فنجان قهوةٍ،
نستطلعُ فيه وجه من نحب،
أو تنبؤات منجمين تتحدّثُ
إلاّ ... عمّا نريد.

سلامٌ يا جميلتي،
سلامٌ سلامٌ،
واطمئنانٌ لعينيكِ الجميلتين،
ينامان مثلَ ملاكين،
بين قصائدي،
وفوق سرير أحلامي...
سلامٌ لكِ.

                                        ميشال