الاثنين، 8 أغسطس 2011

تغتالني صحراء المسافات


تغتالني صحراء المسافات


أخشى يا سيّدتي،

أن تغتالني صحراءُ المسافاتِ بعيدًا عنكِ،

فأنتِ،

في أيامي، واحةُ الفرح،

وعبورُ الارتعاش،

إلى وطنِ العواطف الندية.

أنسحبُ إليكِ من أصابعي،

وتتركني ذاتي خارج مسام جسدي،

لا أعرفُ كيفَ أستقرُّ عند ملامحِ أنوثتكِ،

وأصيرُ مثل الطفل الضائع،

أتلمّسُ وجهكِ،

وأطمئنُّ إلى بوحِ عينيكِ.


أخشى، يا سيّدتي،

أن يجذبني سرابُ الشوقِ،

إلى براري المتاهاتِ الصامتة،

وأنا في حضوركِ، تدفأُ ارتعاشاتي،

وتتحول اختناقاتُ صوتي،

سمفونيةً عاطفية،

تنتابُها موجاتُ البوحِ الخجول،

وصخبُ الارتباك أَمام أُنوثتكِ.



لا أعرفُ،

كيف أذوبُ بين القلق والحيرة،

وأبحثُ عن هويّة عواطفي لديكِ،

وأزرعُ في مسامي سحرَ شفتيكِ،

فتنبتُ نشوةُ البراكين في ذاتي،

وتصيرينَ أنتِ،

تردداتِ الوجع الجميل في حنايا صدري.



أخشى، يا سيّدتي،

أن تتحوّلَ براعمُ اللهفة إلى رمادِ الخيبة،

 تتناثرُ بين ورود الرغبةِ،

ووحشة الزمن المرِّ،

لأنني، يا سيّدتي، أستجمعُ فيكِ ممالكَ اشتهائي، وعروشَ رغبتي،

وأخشى أن يجرح شفافية أنوثتكِ،

نسيمُ العطرِ...



أخشى، يا سيّدتي،

أن أنسى في حضوركِ،

كيف أخطفكِ بين ذراعي،

وكيف أتخلّصُ من ذاكرةِ الوجود،

وأسرقُ ذاتي من ذاتي إليكِ،

فتصيرينَ أنتِ،

مسافةَ وجودي،

وغفوةَ الطفلِ الحالم فيَّ،

بألا أقع من عينيكِ....

وأفيقَ...

فلا أراكِ....



يا سيّدتي،

إرويني بمائكِ لأنتعش،

فصحرائي

ظامئةٌ إلى فيضِ عواطفك!



غدًا، يا سيدتي،

لا نعرفُ ما يكونُ الغدُ،

لكنني أطمئن،

إلى أنني عرفتكِ يومَ أمس،

وأنتِ أقربُ إليَّ اليوم....



عندما تسقطُ الفواصلُ من عيوننا،

يصيرُ حبرُ الأشواق،

بحرًا فوق يديكِ،

تخترقهما شفاهي،

إلى حنايا أنوثتكِ....

    



                           ميشال






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق