السبت، 6 أغسطس 2011

من دفترِ حرب تمّوز


ذاكرة للحرب



نخسرُ ذاتَنا،

نتلاشى في ذلك الثقب الأسود،

نتفتّتُ مع مسامِ الفراغ،

حُبَيْبَاتٍ للسأم والضجر،

ونصيرُ صورًا في ذاكرةِ الحروب.



لماذا يقطنُ فينا وجعُ الحنين،

ويسكنُ في جوفنا خوفُ الغموض،

وتحمل أعناقُنا تعبَ العشقِ ولعنةَ الهروب،

وتتنسّم كرياتُنا الحمراءُ أوكسجين الرغبة.



هوذا كرومُ التعبِ تعرّشُ على الوجوه،

تحملُ كآبةَ العينين،

وترسمُ سِفْرَ النزوح من الذاتِ.

إنّه جدولُ المسافاتِ يصيرُ دوّامة الدهشة والمصير التائه.



في سفحِ قلوبنا طريقٌ إلى منازلِ الضوء،

إلى عناقيد الابتهاج وخمرةِ العناقِ،

في بريق عيوننا طفولةٌ تشتاقُ الأمسَ،

تلعبُ في ساحات الفرحِ المغلّف بغيوم الانتظار.



لقد توحَّمْنا على الفرحِ المُطْلق،

أن نغرق في أعماق أعينِنا لنحتضن بالدفء من نحبُّ،

لنعشق الآخرَ فينا،

لنذوب كالحنان في آهاتِ بعضنا،

ونتدفق ابتهاجًا كلّما التقينا،

فلا حدود للجسد عندما تصيرُ العاطفة رسولة الاشتياق.



نجوع إلى العناقِ،

تحوّلنا الأمسياتُ قصائدَ،

تصيّرنا مَسابِحَ للنسكِ في أيدي بعضنا،

تنسحبُ حواسُّنا من مسامنا،

وتبحرُ نحو العشقِ المنتظر عند مرافئ حضورنا.



لماذا تغيّرت الأحوالُ يا صديقتي،

فصارت الحربُ عناوين يومياتنا،

تحضرنا مع فنجان القهوة صباحًا،

تقهرنا في نهاراتنا،

تغصّ عيوننا بالدموع،

وترتدي قلوبنا شفافية الحزنِ.



لماذا يا صديقتي يبقى في هذا العالم مجانينُ تدمرُّ وطننا الصغير،

مجانين تحرمنا من جسور التلاقي،

ومن ضحكة المواسم الصيفية في عيون أطفالنا وأولادنا؟



رغم هذي العتمة يا صديقتي،

تبقين هذا الضوء،

يُبرعمُ أملاً في خواطرِ شعري.



9 آب 2006





                                ميشال  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق