الأحد، 7 أغسطس 2011

من دفتر حرب تموز


الحرب



في الحربِ يا صديقتي توصدُ الأبواب،

نسمع صريرَ الصدأ في جماجمِ الحكّام،

نبحثُ عن ذاتنا ونسرقُ أصابعَ الندمِ من زوايا العذاب.



في الحرب يا صديقتي،

نزدادُ ولهًا بمن نحب،

تصيرُ لهفتنا قلقًا،

ووجعُنا جسرًا للعبور إلى العاطفة القابعة في مدفأة الألم.



يزرعنا الليل في عري الأحلام،

تتلفنا عاصفةُ الشهواتِ المريبة،

نصيرُ اضطرابًا وقلقًا وخوفًا،

في حقول الدمار والموت.



نبحثُ يا صديقتي عن حرف الراء،

يفصل بين حرفين،

كنّا قد نسجنا خيمة أحلامنا في فيئهما،

كنّا قد تلاقينا في جسر ارتباطهما،

نمسكُ بأشعة الشمس،

وبلون النهار،

ونلبس زرقة الأمل.



كانا حرفين متلائمين،

لنا كنوز الشوق ووديان العواطف وقمم التلاقي،

كنّا يا صديقتي نلتحف الحاء والباء فلا يفترقا،

ومن بعيد يلوح الأفق مبحرًا إليك،

فلا كآبة،

ولا حزنٌ،

ولا تشرّدٌ في حقول الشوك تحت ركام الحقدِ!



في الحرب يا صديقتي،

تلوحُ أشرعتي في أفق ظلالكِ البعيد،

تعبةً تلهثُ جرحًا ينبض باسمكِ،

ويغمرُ تاج أنوثتكِ،

ويحترق في رماد بعدكِ،

كي لا تصيرين تاريخًا في ذكرى،

أو ذكرياتٌ في تاريخ.

غدًا عندما تتوقف آلةُ القتلِ والدمار،

أعلنُ أنّكِ أنتِ،

بكلّ ما لديكِ من أنوثة،

بكلِّ ما لديكِ من طغيانٍ جميلٍ،

بكلِّ ما تملكين من كنوز الإثارة والرغبة،

من محارة الذاكرة تخطرين،

ومن عروةِ البعدِ تتفتحين،

كما ولا أقمارُ البوحِ العاشقِ.



عندما نخطُّ نقطة القيامة من الحرب،

تبقين يا صديقتي فرح الحلم التائه في أعماق شراييني وأوردتي،

لأنك محور البداية والنهاية،

وحول مداركِ تتلاقى كواكبُ الانجذاب.



في البداية يا صديقتي،

صفحات الحرب زادت حضورك فيَّ،

سائلاً:

أين ينبتُ مرجانُك،

وتعرّشُ دوالي أنوثتكِ؟



وفي النهاية….



أنتِ



                     في 29 تموز 2006


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق