الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

عطرُ الاشتياق

                  



يستفيق عطرُ الاشتياق،

وينتشرُ في المسافةِ المرجانية لأحاسيس الرغبة.

يصيرُ فضاءً من الفراشات التي تحتضنُ أعيننا في أرجوحةِ اللون.



تتفتقُ أضاميمُ اللمسِ على شُرْفةِ البُعْدِ،

تصيرُ منارةً لطلائعِ شفتيكِ،

إلى العناقِ في عشقٍ ملوكي الأحاسيس،

إلى مطرِ القُبَلِ الذائبةِ في أطايبِ الأنوثةِ إلى عرْيِ التلاقي وشبقِ اللحظةِ الحاسمةِ.



يعتري الأحاسيسَ غليانُ العاطفةِ،

تصيرُ مثلَ النعاسِ المثقلِ بالحلمِ الجميل،

يتفتَّحُ أقمارًا،

ينغلقُ التباسًا،

وينتشي مع أنفاسِ الحبِّ،

ويتوزّعُ ذرّاتٍ من شعاعٍ،

وبلسمًا في هنيهاتِ العشقِ إلى الاختباءِ في مسامِ العطشِ إلى دفء الجسد.





كلّما سقطَ حرفٌ من أمسياتِ العشقِ،

تنبتُ وردةٌ مكانه،

كلّما تغيّرت فاصلةٌ في بوحِ المساءِ،

تَكْتُبُ فراشةٌ ألوانها،

وكلّما افترقا، وهما حبيبان،

تَصيرُ الجسورُ قلقةً ليومِ العبورِ،

ومهرجانِ التلاقي.



التلاقي يصيرُ سرابًا في صحراء هذا العرْيِ الجائعِ إلى رداءٍ من وجعِ الحبِّ ومن ألم العناق الضائع.

التلاقي يصيرُ،

صورةً معلّقةً على جدارِ أروقةِ الأنفاسِ المتقطعة،

تخبو شحناتُ البوحِ فجأةً،

تسقطُ عرائشُ الابتسامات،

تذوبُ آهاتِ الانجذاب والإغراء،

وتَسقُطُ محاورُ الفرح الكبير،

تحتَ أعمدةِ المسافاتِ المقهورة.





في كتبِ الحبِّ،

سقطَ عاشقون شهداء،

أُبْعِدَ عاشقونَ مجانين،

صُلِبَ عاشقونَ متولّهون،

لكن ما من عاشقٍ كتبَ سطره الأخيرَ، قبلَ أن يلتقي من يُحب.



الآهاتُ، يا سيّدتي، لا تبني لوحدها قصور العناق،

الأشواقُ، لا تُزْهِرُ قُبَلَ اللذة،

الكلماتُ وحدها لا تُفرِّخُ شفاهًا شهيّةً اللذائذ،

الرسومُ والصورُ والقصائدُ لا تخترقُ جدرانَ المسافةِ بين المحبين، وتغفى في صدرِ العاشقين، وتنمو في مسام كلٍ منهما.

الحبُّ لا يعرفُ المساومات،

الحبُّ يجتازُ مسافات المستحيل،

والعشقُ لا يُفرّخُ عصافيره في الغربة.



عندما تتلاقى الجذورُ،

وتتعانقُ أغصانُ الصفصاف

يُسمعُ للقلبِ حفيفُ الوله،

ولوعةُ الحنينِ،

والارتماءُ في أهوارِ الشغفِ العميق.



يا سيّدتي،

أكتبُ إليكِ ولهَ العاشقِ،

التائهِ في أبعادِ التَوْق إلى لقياكِ،

العابثِ بالزمنِ المبحرِ في أنوثتكِ.

إنَّ ألوانَ عريكِ الملائكي،

وشفافيّةَ أنوثتكِ،

ودفقَ براكينَ شعوركِ وحممها الجارفة،

تبقيني كاهنًا متنَسِّكًا،

في هيكلِ العشقِ،

بين شفتيكِ،

وتدفّق نهديكِ،

وقناطرَ الأنوثةِ في معبدِ التناهي،

حتّى الاحتراق

في لهيبِ أنوثتكِ.







ميشالِ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق