الاثنين، 1 أغسطس 2011

لوحات في العشق


لوحات في العشق





1



النهايةُ تأتي فجأةً،

الجميعُ ينتظر البداية.



2



كان ينتظرُ عند رصيف المحطة البارد،

لم يزهرْ موسمُ العشقِ عنده،

سقطت البراعمُ قبلَ إزهارها.



هو نقل، لها، كنوز عشقه،

وحكايات شغفه،

ودرر عواطفه.

وحملَ الأفاويه، والعسلَ وجرار النبيذ العتيق،

وكتب لها سِفْرَ البوحِ.

اختارَ لها كلَّ شيٍْ،

من الورود،

إلى أنفاسه الدافئة،

إلى طقوسه البريئة يقدمها عند أقدام ساحرته الجميلة.



هي قبلت الهدايا،

ونسيت العاشق.



3



كان ينتظرُ عند محطة قطارات الحياة،

حملَ عناوين عشقه،

سكب خمره النبيذيُّ العتيق،

كانت شفاهها تلوحُ كالكأس،

كانت عيناها وليمة العشق،

ويضيئُ وجهها،

فينسى،

كيف أعطته كلَّ الشغف والاشتهاء، والسكر،

وبقيت خارج مملكة عشقه؟



4



تعترفُ أنها لم تعشق ولم تحبُ،

لا تشعر بهما!



5

كان عشقها مسجونًا في إطار الدراما الذاتية،

لم تجروء أن تُعلن،

لكنها تشعُرُ أنّ شيئًا

يعلنُ اختناقًا عميقًا.

في يومياتها كتبت :

"لو أن رصاصة حبّكَ قتلتني،

لنسيتكَ،

لكنها بقيتْ في قلبي،

فأحببتكَ".



ثمّ تنُكر أنها تحبّ.

وكم هي تحب!



6



لقد اغتالت الرصاصة حبّها،

صار اسمها مجبولاً بالدم،

ولم يكتب القلمُ،

سوى قصيدة العشق الوحيدة،

أي الموت من اجل حبّها،

فنسجت شرنقة الحرير حول قلبها،

ولم تسمح بعد أن تصير فراشة.



7



أعظمُ الحب،

أن يبذل العاشقُ ذاته عن حبيبه،

فهل تكفي الهدايا العاطفية،

وقصائد الشعر،

وشالات النور،

ولآلئ العينين،

أن تكونَ في مستوى الشهادة،

من أجلِ عينيها؟؟



8



حزينةٌ نهايةُ العشق،

وكئيبةٌ سطورُ الحياة.

عندما نحبُّ،

لا ننسى،

حتى الرصاصة التي بقيت في القلب،

وتحصّنت فيه،

فصارَ القلبُ عصيًّا على الآخرين.



9



هي تعلمُ أنها تعشق،

تعلمُ أنهم يعشقونها،

وتجهلُ،

أن اللؤلؤ لا يُعرف جماله،

إلا إذا أخرج من أعماق البحار،

ومن مكنون الأصداف!



10



كان كلّما مرّ قطار الحياة،

وأحدث هواءً باردًا،

اهتزّت ثيابه،

ولم يرتعش.

كان ينظر بعكس الريح التي يُحدثها القطار،

لم يخشَ، أن تجرّحَ عينيه،

كان يرى أنها آتية إليه مع الريح،

يرسمُ وجهها،

وينسى انه محفورٌ في قلبه،

وأنه يريدها أن تأتي،

لكنّه صار مهووسًا بها،

يحلمها قربه،

ويقبض على الريح!







11



هي ارتأت،

أن تبقى لؤلؤةً،

مخفيّة،

في قلب الصدفة،

وفي أعماق البحار،

لا تريد أن تصير عاشقةً،

فقد اغتالت رصاصةٌ عشقها،

وتركت شعاعاتها منغلقة،

بين كتب العواطف التي لم تسجل شهادات جديدة في سبيل العشق.



12



كاد الطفلُ يختنق،

لما أفاقت معه،

ابتسمت،

أزالت اختناقه،

وتعبت هي.



الحب يطلب التضحية،

والطفلُ هو حبُّ الحياة،

البرعمُ الذي له أن يصير زهرةً تُفرح.



الخلاصة



أجملُ الوقوع،

هو الوقوع في العشق معها.



                                      ميشال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق