الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

أحبُّ أن أكونَ غريبًا/ يحملُ هويّةَ عينيكِ...

 

 أحبُّ أن أكونَ غريبًا/

يحملُ هويّةَ عينيكِ...



بيار أوغوست رينوار (1841 – 1919)

 

***

 

 

الهواءُ مُثقلٌ بعطرِكِ/

والمساءُ

على حافّةِ الهروب/

وهناكَ في البعيد

تلمعُ نجمةٌ/

تُحدّدُ

مجال الأفق ...

 

لوحةٌ لا أعيرها اهتمامًا/

بل

خطرتِ أنتِ/

كنتِ

تتهجّأينَ أفكاري/

وتتنازعينني

ما بين غمرةِ العواطف/

تلكَ

التائهةِ

في مزهريّةِ الأحلامِ ...

 

تخطرينَ

مع ارتساماتِ

ارتعاشاتِ المساء/

تلكَ

تتحفتحُ

أبوابها على شُرفاتِ

عصيانِ القلبِ/

كأنّما

لمسةُ سحرٍ/

تطبعهُ على إسمِكِ/

ويشتاقُ

إلى نفَسِ أنوثتِكِ/

إلى انبعاثِ عطرِ

رغباتِكِ/

تلكَ

من زهيراتِ مسامِكِ/

من بشرتِكِ النقيّة/

من بشرتِكِ

التي تنضحُ

تعبيرًا عن شهوتها/

للإنصهار

ما بين جسدين

عاشقينِ/

ما بين لهفةِ الإنجذابِ/

ورومانسيةِ المساء/

يرتشفُ نبيذ الفقدِ

نبيذ الإشتياقِ/

ويتهادى كما حُلمٌ

أرغبُ في أنْ يتحقّقَ...

أن يصيرَ

كما أعشقُ...

 

أنْ تكوني حضوري

الدائم/

وأكونَ حضورِكِ

السكرانُ/

بجمالاتِ أنوثتِكِ ...

 

أحبُّ أنْ يُثقِلَ هواؤكِ

هوائي...

 

أنْ يستثيرَ عطرُكِ

عطري ...

 

أن تتسابق ضحكتُكِ

مع ضحكتي/

 

أن تتشاغفَ عينا كلٍّ منّا/

فلا (تفترقانِ)/

وتخترقني عيناكِ

لأصيرَكِ أنتِ ...

 

أحبُّ أن تتعانق يدانا/

أن نتخاصرَ

ويخذلنا شوقنا/

إلى عناقٍ...

وأنْ تهربَ نسمةٌ

من بين شفاهنا/

وتمحو تلكَ المسافات...

 

أحبُّ

لو أغمرُكِ/

وأكونَ سريركِ/

فتتناغشين على نغمِ اشتياق/

أن يصيرَ شعرُكِ

سنابلَ حكاياتٍ بين أصابع يديَّ...

 

أن ينبتُ

في صدرِكِ

هوسُ الشوقِ/

ولا نرتاحُ من التصاقِ ...

 

أحبُّ

أنْ تكوني هذا الكونُ/

العابقُ بجيناتِكِ الشهوانيّة/

والمستسلمُ

إلى إطمئنانِكِ/

وأنتِ في غمراتِ الشوقِ

فوق صدري...

 

لتكونَ ضلوعي لكِ/

أرجوحةَ إطمئنان/

وهوسًا يُميتُ مسافاتِ

البعدِ عنكِ ...

 

أحبُّ أنْ أكونَ

ذلكَ الغجريّ التائه/

وراء سحرِ شمسِكِ ..

 

تكونُ خطواتُكِ خطواتي/

والتفاتاتُكِ التفاتاتي/

وشرودُ ذهنِكِ

شرودَ ذهني ...

 

أحبُّ أن أكونَ غريبًا/

يحملُ هويّةَ عينيكِ/

ومجنونًا

أهتدي بحبّي لكِ/

وعاشقًا

يستبدّ بعشقِهِ

ليستحقّكِ ...

 

أنْ تبقى في الأفقِ

نجمةٌ واحدة/

عند المساء

تُشعُ كما خفقات القلب

لهي أنتِ...

 

 

ميشال مرقص

19 أيار 2021

 

الاثنين، 20 ديسمبر 2021

لأقولَ لكِ أنتِ حكاية الشوق ...

 

 لأقولَ لكِ

أنتِ حكاية الشوق ...

 


بياتريس أوفور 1864 – 1920

 

***

 

 

أنتِ حكايةُ الشوقِ

الملتبِس...

 

يكتشفُ

كمْ ذاتُه

هي أنتِ

 

كمْ هواه هو شرودُ هواتف القلبِ

إليكِ/

بطيبةِ الإنتماء

إلى عينيكِ/

إلى حضورِكِ الأنثوي/

إلى شغفِ

عبقِ بدنِكِ باللّذاتِ الهائمِة/

والمطعّمةِ

بمذاقِ الجنسِ ...

 

أنتِ الشوقُ

المثيرِ للهفةِ العناقِ ...

 

المذاق المتشهيّ

استنشاق أريجِ خلاياكِ/

المتفتّحةِ

على بلاغةِ الشهوة...

 

أنتِ لهفةُ الحضورِ

الضاحِكِ/

المبتسمْ/

الموشومِ بعطاءات الفكرِ

والضحكِ/

وموجاتِ الارتماء في مناخاتِ

من الحبِّ الرقيق/

والمشتعل...

 

أهفو إليكِ

كنسمةِ دلالٍ

تكرجُ من على خصرِكِ/

وتترُكُ لشفتي الرغبة

أنْ تورِقَا قُبلًا تُحاورُ

لمساتِ الشوق...

 

أنتِ

هوسٌ مجنونٌ في خلايا الفِكرِ /

يتماهى

وكوكبةً من ضياء...

 

حضورُكِ

أبجديّةُ نبض الحياة/

نمنماتٌ تُلوّنُ حجارة السماء/

وتُرخي على أهدابِ اللهفة

إطمئنانًا روحيًّا/

وغمار عِناق...

 

هاتي لنرسمَ لنا أفقًا

معقودًا من ياسمين الخواطر/

من ابتساماتٍ

لا تُخفي خبثَ رياء/

من جمالاتٍ

تتوالفُ

وشهواتِ أنوثتِكِ المتوالدة جمالًا ...

 

تعالي

أبني لكِ من عاطفتي الملهوفةِ إليكِ/

أسرّةً

من همساتِ الشعرِ

وقصائد الشوقِ...

 

أنتِ ولهُ الأوقاتِ والثواني/

وحضورُ

الأنوثةِ المعشوقة/

وصباحاتُ لهفةِ الإنخطاف...

 

وجهُكِ

ملاذُ عشقٍ مفرطِ...

 

وجهُكِ

ضميرُ نقاءٍ

في عتمةِ الخِلسة...

في دلسِ المواربة ...

 

يأتيني وجهُكِ مباشرةً...

 

هو فعلُ تحدٍّ مستمرّ/

وفعل حبٍّ لا يتوقف/

كأنما يبسطُ شواهد اطمئنان

فأستريحَ إلى بشاشته ...

 

أركنُ إلى وجهِكِ/

وأحملُ نظري/

وأعماق أعماقي إليه...

 

وهو

لا يُنبئ/

 بل يوحي/

ولا يوحي/

 بل يُنبئ...

كأنّما

وجهُكِ حوارُ اللمس والضوء...

 

كأنّما وجهُكِ

حكايةُ أمواجِ الأنوثة/

وضفاف الشهوة...

 

يتمازجانِ في غِبطة البوح...

 

هاكِ يدي/

فلا أحبُّ أنْ أبقى بعيدًا عنكِ...

 

المسافةُ

بين يدي ويدكِ

لا تتجاوز عتبة الضوء/

لكّنًها

سنة ضوئيّة ...

 

هاتي يدكٍ/

فكلّما ألمسُ خطوطها في الطولٍ والعرض...

أنسحبُ

من ذاتي إليكِ/

هذه الذات

المخنوقةِ في جسدها/

في مادّتها/

كم تتلهفُ لكِ ...

 

هاتي يدكِ/

لأقولَ لكِ كم أنتِ ذاتٌ

في جوهرِ العاطفة ...

 

لأقولَ لكِ

أنتِ حكاية الشوق ...

 

 

ميشال مرقص

7 تمّوز 2021