الأحد، 22 سبتمبر 2013

لا تخاف يا تشرين



لا تخاف يا تشرين

 


           "ليلة أوكتوبر" - أوجين لويس لامي (باريس 1800-1890)

 

 

لا تخافْ يا تشرينْ،

لوْ مَرَقْ أيلولْ،

عندكْ إنتْ معسولْ

خبزْ العنبْ والتينْ،

 

أوْ

كمْ حَبْقا تقولْ

يا مسا أيلولْ:

جنّْ فينا الريحْ،

ويا عَجْقِة مجانينْ...

 

شو صارْ بالحلوينْ

يا شهرْ تشرين؟

 

ما عادْ طلّو،

هونْ

أو فلّو...

تغيَّرْ بوجّي اللونْ

تغيّرو تكاوينْ..

 

صِرنا عَ حفّةْ عُمرْ

لو كانْ عمرْ الدهرْ،

بيخلَصْ جَنا بساتينْ...

 

لو قِلتْ للحلوينْ

إنتو بشهرْ تشرينْ

لا تخجلو من العمرْ

بيطيبْ لونْ السِحرْ...

بيحلا العسلْ بالتينْ

بيطيبْ عشق الخمرْ

يا جوقةْ مجانينْ...

 

 

ميشال مرقص


 

الغصنُ المهجور ... - ينبتُ الشوكُ المُسنّنُ



الغصنُ المهجور ...

 

                                                كين غريغوار (معاصر)

 
لم يعد لي تانك الجناحان،

المسافةُ القريبة،

تفصلها

خُصْلةٌ زمنيّة...

تُبدّلُ وجه المهارة...

 

تمرُّ كلماتي

في فنادق الحسرة ...

من الدرجةِ الممتازة...

وتبقى عاطفةً مشبوبةً

بقميص الشعر...

 

عندما يقصُّ الليلُ جناحيه

أنعتقُ من ذاتي

إلى الحُلُمِ المغمورِ...

 

وأهمسُ

كيفَ ينامُ الطيرُ فوق غُصُنٍ

مهجورٍ؟؟؟

 

ميشال مرقص

 

 

 

ينبتُ الشوكُ المُسنّنُ

 


 

في خاصرةِ لوحِ الصبّير...

كما الخطيئةُ

في جلدِ عاريةٍ

تُقطّبُ جُرحَ شهوتها،

وتُلقي بوبَرِ

خيانتها

في مقلاةِ تيفال،

كي لا يلتصقَ في قعرِ الرجل...

 

هنا المعصيةُ

تستسيغُ انسيابَ فخذيها

المُشرّعينِ

للسعِ الشهوات...

تتغاوى أنّاتُ الشبقِ

وراءَ رداءِ المِتعةِ،

تسرقُها

بوّاباتُ الجسدِ المُفكّكِ

فوقَ ملاءات العبث...

 

ميشال مرقص


 

يا حزنْ يا تاكي للوجعْ والنارْ




يا حزنْ يا تاكي للوجعْ والنارْ

                        
                        
نظرات حزينة  - فرانسين مايرن (1958 ...)

 

 

مجبول حزنَكْ بالتَعبْ،

تاكي...

 

مجنونْ بيحاكي،

ليلْ الغَضبْ...

 

كيفْ انغصَبْ؟

للعهرْ للجلاّدْ

للبربرْ الآتي

 بإسمْ الدينْ...

 

يا حزنْ يا تاكي للوجعْ للنارْ

لا تشلحْ تيابَكْ...

بكرا إذا بابَكْ،

شرّعْ فرحْ للدارْ...

ما بيرجعو حبابَكْ...

جلاّدْ

 دبّحهم

وهنّي ولادْ...

يا حزنْ

لولا زرعتْ عَ بابك

ولاد زغارْ...

كانْ انتهى المشوارْ...

 

ميشال مرقص

 

كوني ثمرةَ شهوتي...



 
كوني ثمرةَ شهوتي...

 


                                غوستاف كليمت (1862-1918)

 

أستفيقُ من ذاتي،

 لأعبر متاهاتِ اللهفةِ،

 أنتِ

المجبولةُ برهافةِ الحياء،

 تنشرينَ ضوءَ مواءَكِ

 مثلّ هرّةٍ برّيةٍ

 أفلتتْ من براثنِ الشهوة...

 

تقتاتُ

ظنوني من خبزِ جسدِكِ

 منتشيةً فوق شرفاتِ شبقي،

 ومرميّةً

مثلَ جانحي عصفورٍ

 أفلتَ من قفصِ الرغبة...

 

إستعيدي

دوارنَكِ

 بين قُطبي ضلوعي...

 وأتيحي لمساحاتِ احتراري

أنْ تبتردَ

بذوبانِ شفتيكِ المنسيتين

 في عروةِ قبلة...

 

تعالي

أستعيدُكِ

 وأعيدُ إليكِ لهفةَ السقوطِ في متاهاتِ قراصنةِ النهودِ،

 أعيدي إليّ وعيي

وأنا ألتمسُ التفافكِ حولَ خصري،

 تتشبثين

لتزدادينَ اختيالاً

 في دورانِ الإنتشاءِ،

 وتتلوّين

 كأنما غزلَ قميصُ الضوء ابتسامتَكِ

 المجنونة بملء الارتواء...

 

أستفيقُ من ذاتي

 لأنني أصغيتُ إلى هوسِ أنوثتِكِ،

 وأبحرتُ في أخبارِ السنين

المختبئة في خوابي النبيذِ

 المخمورِ،

بطرائفِ المذاق

من أطايب ثمارِكِ،

 وشهواتِ بدنِكِ

 الملتوتِ باحتواءات الثمار الاستوائية،

وشهدِ المِسكِ

 وعشق العسلِ..

 

هكذا

أبحثُ عن أريجِ ذكورتي،

 في مسامِ أنوثتِكِ،

 فأشتاقُ إلى أن أبقى منغرزًا في قُطبِ الإلتصاق،

وتنسلّينَ أنتِ

 إلى كهوفِ جوعي الملتاعِ

 من هدوء أعصابِكِ...

 

إشهقي ...

 فالأنوثةُ لا تطيبُ

بغيرِ ثورةِ جنونٍ

 في هيكلِ عشقي ...

 

كوني ثمرةَ شهوتي !

 

ميشال مرقص


 

مسامي تنبضُ بها...



مسامي تنبضُ بها...

 


                                                     أماديو موديغلياني (1884-1920)

 

لديَّ عشقٌ وخبزٌ

أيُّها الجائعُ

إلى طحيني،

لديَّ نبيذُ الشِعرِ،

وعشقٌ يُعرّشُ فوق دوالي العمر...

وأنا أحملُ

فرحي

أبيتُ في ظلالِ اطمئناني،

ولا أخشى أنْ تصيرَ خيوطُ الذهبِ

رمادًا،

ولا أشعةُ الشمسِ

ظلاًّ...

 

تعالَ إليَّ

فمسامي تنبضُ بها،

أيُّها الجائعُ

إلى خُبزِ حنطتي،

العَطِشُ إلى نبيذِ

عشقي...

 

تتساقطُ النجومُ مدى شهقةِ الوحيِ،

وأحملُ في قصائدي

أساورَ لها،

وأزاهيرَ تترامى أمام قدميها،

هي المتغلغلةُ في أنفاسي

والنابضةُ

في عُربِ مسامي

والصاعدةُ من جلدي،

والنائمةُ في مُخدعِ لذّتي...

 

هي

أهراءاتُ حنطتي،

وخوابي نبيذي،

ومعاجِنُ خُبزِ اشتياقي...

 

فكيفَ لي أنْ أجوعَ

كيفَ لي

ألاّ أهنأُ بها،

وهي تُلبِسُني كساءها من الشِعرِ

وتبسطُ

مفرداتِ العشقِ

أمام ناظري...

 

تلكَ الهائمةُ مثل فراشاتِ المعاصي،

لنْ تلتقيَ

بالمدى الهاربِ

من بينِ أصابع يديها...

 

تحلمُ كأنّها هي...

 

تحلمُ

كأنَّ لا أحدَ لها...

 

وهي لا تبرحُ تتلبسّني

وتنتفضُ في عروقي...

 

أيّها الجائعُ إلى خبزي،

أيُّها العَطِشُ

إلى نبيذِ عشقي ...

 

لا تحملْ منّي ذخيرتَها ...

 

فلقدْ أهملتُ طقوسَ العبادةِ

من أجلها...

 

لم ْ يعد للأجيالِ

أنْ تُغمضَ عينَيْ الزمن ...

فأنا أرى بعينيها...

 

سحرُها ينقطُ من أناملها!

فلا تسلْ

كيفَ تفيضُ أنوثتها،

وأُدهشُ

منخطفًا أمام عُريِ حقيقتي!

 

ميشال مرقص

هاتي نبيذكِ نقيًّا...




هاتي نبيذكِ نقيًّا...

 


                                 نيكولا ستايل (فرنسي من أصل روماني 1914-1955)

 

تعالي لنُقفلَ عتبَ الصمتِ...

 

 

الكلماتُ

تُسافرُ في غُربةِ الحنين...

 

القصائدُ

تقفُ خرساء عندَ ضفّةِ الكسلِ...

 

كلُّ شيءٍ

يُربِكُ تفاهةَ الضجرِ المتمادي

في مواسمِ العشقِ..

 

كلُّ شيءٍ

ينتقي له ربطةَ عنقٍ رسميّةٍ

ليقفَ مثلَ الصنمِ

يُباركُ المناسبات...

 

تجعّدَ وجهُ الحقيقة،

ندمغها بالبوتوكس، لكنْ تبقى على زيفها

مجعّدة الجلدِ...

 

نأتي إلى ذاتنا مهلهلين بمتعةِ الحواس،

تُدهشنا

لفّةُ ذراعٍ

وغمرةُ شهقة...

ولا تمتلئ شرايين أعصابنا باكتفاءٍ

لأننا نفتقدُ حنان الحبّ،

ولهفةَ الشوقِ الحريص على دفء العواطف،

لا مواقدَ الجسدِ...

 

تعالي،

إلى نبضِ شغفٍ

لحضورٍ يُضيءُ عتمةَ العاطفة المشرّدة...

 

تعالي

نروي جفافَ عيوننا

لنُبصرَ بعضًا بثيابٍ أنقى...

 

تعالي

نرمي على مؤانساتنا ماءَ الزهرِ،

ونُغلّفَ فرحَ العمرِ

بماء الوردِ...

 

إنتشي في أنفاسي

مثل نُكهة المسكِ الملتوتِ بصدقِ العاطفة ...

ولا نُجرّحُ

خبزًا أغنى موائدَ أشواقنا...

 

هاتي نبيذكِ نقيًّا

واقفلي نافذة المساء...

 

ميشال مرقص